الحرب في أوكرانيا.. مخاوف من تصاعد الاتجار بالبشر
حذرت جماعات حقوق الإنسان من احتمال زيادة الاتجار بالبشر ووقوع الأوكرانيين ضحية للمتجرين بالبشر جراء استمرار الصراع.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن اتحاد منظمات مكافحة الاتجار بالبشر ، ومقره أمستردام ، قوله إن نحو 12 مليون أوكراني فروا من ديارهم منذ انطلاق العملية الروسية في 24 فبراير/ شباط، لجأ ما يقرب من نصفهم إلى خارج البلاد، في أضخم موجة نزوح تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمةية الثانية.
وأشار التقرير إلى أن الغالبية العظمى من اللاجئين هم من النساء والأطفال، وهما المجموعتان الأكثر عرضة للوقوع ضحايا للعمل القسري والاعتداء الجنسي“.
ونبهت المنظمة إلى أن اليوروبول، وهي وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي، والهيئات الوطنية لإنفاذ القانون داخل أوروبا سجلت عددا من السلوكيات المشبوهة، محذرة من أن دخول الحرب شهرها الثالث، يعني استمرار المخاطر التي يواجهها النازحون في داخل البلاد وخارجها.
وقالت سوزان هوف، المؤلفة المشاركة للتقرير: ”رغم ما تتخذه السلطات والحكومات الوطنية من إجراءات وما توليه من اهتمام لمخاطر الاتجار بالبشر، يظهر تقريرنا ثغرات كبيرة، نعتقد أنه يجب معالجتها بسرعة لمنع الأشخاص من أن يصبحوا فريسة للمتاجرين بالبشر. فأولئك الذين فروا بمفردهم، دون أقارب أو اتصالات في البلدان المجاورة ”يواجهون مخاطر متزايدة بشكل كبير لأنهم بحاجة إلى الاعتماد على أشخاص لا يعرفونهم."
وفي مقابلة مع "الواشنطن بوست"، قال الممثل الخاص المعني بالاتجار بالبشر في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لفاليانت ريتشي، إنه: "قبل الحرب، كان الأوكرانيون من بين أكثر الجنسيات التي يتم تهريبها إلى أوروبا"، موضحا أن هناك بالفعل ”طرق تهريب راسخة" من أوكرانيا تديرها منظمات إجرامية.
وقالت قالت إيلا ليساج، مؤسسة المبادرة البولندية "نساء خلف المقود"، وهي مجموعة من السائقات اللواتي يقدمن رحلات مجانية آمنة للاجئات، إن الكثير من اللاجئين يلجأون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر طلبات الحصول على سكن أو فرص عمل، ويمكن لهذه المنصات تنبيه التجار إلى الضحايا المحتملين وتساعد على إغرائهم.
واختتمت الصحيفة بقول إنه في الوقت الذي جعلت فيه الدول الأوروبية الترحيب بالأوكرانيين أولوية رئيسية بالنسبة لها، سعت القارة إلى إبعاد اللاجئين الأفارقة والقادمين من الشرق الأوسط الذين أقدموا على القيام برحلة خطيرة إلى أوروبا خلال أزمة الهجرة عام 2015.