كيف وصلت مساعدات النازحين اليمنيين إلى الحوثيين؟
ذهبت مساعدات نقدية خصصتها منظمات دولية لـ90 ألف أسرة يمنية نازحة، لصالح عناصر المليشيا ومقاتليها بناء على معلومات مضللة.
هذا ما كشفته لجنة الإغاثة بمحافظة الجوف (شرقي اليمن) خلال مؤتمر صحفي عقدته، الأحد، لتوضيح ما تضمنه تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" والمفوضية السامية والأوضاع الإنسانية لشؤون اللاجئين بالمحافظة.
وقال رئيس اللجنة الفرعية للإغاثة بالجوف، المهندس عبدالله الحاشدي، إن اللجنة تفاجأت بالتقرير الذي يرصد نزوح مليون ومائتين و55 ألف نازح إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، في الجوف، وأنهم قادمون من صعدة وعمران ومأرب.
وأوضح الحاشدي أن النزوح كان يتم في الاتجاه المعاكس من محافظة الجوف إلى مأرب والمناطق الشرقية والشمالية المحررة، واصفا ما ورد في التقرير بأنه "تضليل لم يسبق له مثيل".
وأشار خلال المؤتمر الصحفي إلى أن المساعدات النقدية التي صُرفت بحسب التقرير، هي لـ90 ألف أسرة، لكنها في الحقيقة ذهبت إلى عناصر المليشيا ومقاتليها.
وأكد مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بالجوف، فهد جارالله، أن النازحين في المناطق الشرقية والشمالية للمحافظة، لم يحصلوا على أي مساعدات غذائية، رغم المتابعة المستمرة للمنظمات.
تحقيق دولي
وطالبت اللجنة الفرعية للإغاثة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) بإجراء تحقيق دولي وتشكيل لجنة مختصة بالشأن الإنساني للاطلاع على ما ورد في التقرير الصادر عن "اوتشا" ومفوضية شؤون اللاجئين.
واعتبرت اللجنة، أن ما ورد في التقرير، لا يستند إلى أبسط معايير العمل الإنساني، وقدم معلومات وأرقاما مغلوطة ومضللة، ورفع إحصائيات لا تخدم سوى مليشيا الحوثي التي عملت على تسييس المساعدات الإنسانية واستغلالها لدعم أنشطتها الإرهابية بحق المواطنين وحرمان المستحقين الحقيقيين منها.
وأكدت أن كل المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية تدار قسرا من قبل مليشيات الحوثية وتستغل لخدمة عناصرها وتشديد قبضتها الأمنية.
وأهابت اللجنة بالمنظمات الإنسانية العاملة في الحقل الإنساني إلى اعتماد مبدأ الحيادية والإنسانية والتحقق من وصول المساعدات إلى مستحقيها.
ودعت إلى سرعة التدخل وتقديم المساعدات لمخيمات النازحين في مديرية خب الشعف ومديرية برط العنان عزلة آل سليمان، وغيرها التي تضررت في مارس/آذار 2020 ولم تصلها أي مساعدات إنسانية.
جناح ناعم
منذ تأسيس حركة التمرد الحوثية على يد حسين الحوثي أنشأت المليشيا جناحا ناعما لتضليل العالم والمجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان.
وبدعم إيراني عملت المليشيا الحوثية على استقطاب وتجنيد نشطاء وموظفين في منظمات دولية وشكلت جناحا خفيا يقود حربها الناعمة في أروقة المنظمات والمحافل الدولية.
وتضمنت أنشطة هذا الجناح تفريخ مؤسسات محلية تابعة للمليشيا لإدارة أعمال المنظمات الدولية من خلالها والتحكم بكل المساعدات الإغاثية التي تصل مناطق الانقلاب وتجييرها لصالح الحرب.
وبرز دور جناح مليشيا الحوثي في إعداد التقارير المشبوهة لحجب جرائم الانقلابيين عن العالم، واستغلال بعض المنظمات للتصدي لسياسات الضغط العسكرية والسياسية الرامية لتطويع المتمردين وإجبارهم على القبول بالتسوية السياسية.
كما يتولى هذا الجناح عملية تبييض الجرائم الحوثية والتأثير على تقارير المنظمات الدولية وتضليل صناع القرار في المجتمع الدولي.