"العليا للأخوة الإنسانية" تلتقي البابا فرنسيس وشيخ الأزهر
"بيت العائلة الإبراهيمية" يجسد جوهر وثيقة الأخوة الإنسانية ويضم كنيسة ومسجداً ومعبداً في مساحة مشتركة للمرة الأولى
التقى أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، الخميس، في الفاتيكان قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لتقديم التصور والمقترح لبيت العائلة الإبراهيمية الذي سيقام في أبوظبي.
ويجسد "بيت العائلة الإبراهيمية" جوهر وثيقة الأخوة الإنسانية ويضم كنيسة ومسجداً ومعبداً في مساحة مشتركة للمرة الأولى، تسعى لتشجيع الحوار الديني ونشر قيم التسامح والعيش المشترك بين جميع الناس من مختلف الأديان والثقافات والمعتقدات.
ويعد هذا المشروع أحد المشاريع التي ستشرف اللجنة العليا للأخوة الإنسانية عليها، وسيقام في جزيرة السعديات بأبوظبي، وتم اختيار تصميم المعماري الشهير، السير ديفيد أجايي أوبي، لبيت العائلة الإبراهيمية، في سبتمبر/أيلول.
وبالإضافة إلى الإشراف على بيت العائلة الإبراهيمية، تم تكليف اللجنة بالعمل وفقاً للتطلعات في نص وثيقة الأخوة الإنسانية، وهي البيان التاريخي المشترك الذي وقعه كل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في أبوظبي، أثناء الزيارة البابوية التاريخية في فبراير/شباط.
إلى ذلك، أعلنت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية ضم إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو إلى عضويتها، وبهذا يصبح عدد أعضاء اللجنة 9 أعضاء معنيين بتحقيق الأهداف الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية.
وتعد بوكوفا أول امرأة ترأست منصب المدير العام لليونسكو ولمدة فترتين متتاليتين 2009 -2017، وعرفت خلالها بمناصرتها للتسامح الديني والتعايش السلمي.
وتم خلال الاجتماع الترحيب بإيرينا بوكوفا، التي ستوظّف مقدرتها المشهود لها وخبرتها الدولية العريضة لتحقيق أهداف وغايات وثيقة الأخوة الإنسانية.
وفي بيان مشترك، علّقت اللجنة العليا على انضمام إيرينا بوكوفا بقولها: "طيلة مسيرتها المهنية، أسهمت بوكوفا في تشجيع مبادئ التسامح والتعايش بين المجتمعات، فهي تمتلك رصيداً كبيراً من الخبرة القيّمة في تنسيق البرامج والمبادرات المتخصّصة على المستوى الدولي والتي ستكون إضافة مهمة لنا في سعينا لتحقيق أهداف اللجنة العليا".
وأضافت: "يسرنا اليوم، وبمناسبة اليوم العالمي للتسامح، أن نرحب بها عضوة في اللجنة التي تسعى إلى نشر مبادئ التعايش والإخاء والتسامح في جميع أنحاء العالم".
من جانبها، قالت إيرينا بوكوفا: "يشرفني أن أنضم إلى هذه النخبة البارزة من رجال الدين والثقافة بغية تحقيق أهداف هذه الوثيقة التاريخية لصالح الأخوة الإنسانية، في عالم صار في أمس الحاجة إلى الحوار والاحترام المتبادل".
وتضم اللجنة عدداً من الأعضاء من الإمارات، وإسبانيا، وإيطاليا، ومصر، والولايات المتحدة الأمريكية، وبلغاريا؛ وهم الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو غويكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالكرسي الرسولي، والقاضي محمد محمود عبدالسلام، المستشار السابق للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والحاخام م. بروس لوستيج، كبير الحاخامات في المجمع العبري بواشنطن.
كما تضم المونسنيور يؤانس لحظي جيد، السكرتير الشخصي لقداسة البابا، والأستاذ الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، ومحمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، والدكتور سلطان فيصل الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وياسر حارب، كاتب ومقدّم برامج تلفزيونية إماراتي.
وتسعى اللجنة العليا لترسيخ قيم التعايش السلمي بين جميع الناس من مختلف الأديان والجنسيات، من خلال رعاية وتنفيذ تطلعات وثيقة الأخوة الإنسانية، وعقد الاجتماعات مع القيادات الدينية ورؤساء المنظمات الدولية وغيرهم من القيادات الأخرى، لتبني المبادرات التي من شأنها نشر السلام بين جميع الشعوب.
وسيزيد عدد أعضاء اللجنة العليا مستقبلا لتشمل قادة من مختلف الأديان والمناطق والمجتمعات من جميع أنحاء العالم.