هل ينشئ "الحوار الإنساني" مسارات موازية في ليبيا؟
وسط محاولات مصرية أممية لإحداث اتفاق ليبي -ليبي على القاعدة الدستورية للانتخابات يسعى مركز الحوار الإنساني بجنيف لإنشاء حوار مواز.
وتستضيف العاصمة المصرية القاهرة الجولة الثانية من اجتماعات لجنة القاعدة الدستورية المشكلة من مجلس النواب وما يعرف بـ"المجلس الاستشاري" منذ 15 مايو/أيار الجاري.
وتؤكد وكالة "نوفا" الإيطالية، أن المركز من المتوقع أن يستضيف لقاء ليبي جديد لحل الأزمة نهاية الشهر الجاري بالمغرب.
وتابعت الوكالة الإيطالية أن المشاورات التي تستضيفها المغرب في الأيام القليلة المقبلة، ستجمع القادة بالجيش الوطني وبعض القادة من مدن طرابلس، ومصراتة والزاوية غرب البلاد، مشيرة إلى أن "هم نفس الأشخاص المشاركون في الاجتماع غير الرسمي الذي عقد يومي 13 و 14 مايو في مدينة مونترو السويسرية، بتنظيم مركز الحوار الإنساني ومقره جنيف، نفس المنظمة التي فضلت الاتفاقية على "خارطة الطريق" التي أقرها منتدى الحوار السياسي الليبي والتي من المقرر أن تنتهي في يونيو".
وأوضحت أن الحوار المزمع عقده ينظمه مركز الحوار الإنساني كجولة ثانية من الحوار غير الرسمي بحلول نهاية الشهر الجاري، بحضور ممثلي المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة "بصفة شخصية" حضروا اجتماع مونترو، في سويسرا، يومي 13 و 14 مايو.
الحوار غير الرسمي في سويسرا، بحسب مصادر "نوفا" الليبية، نظمه مركز الحوار الإنساني، بعد "إبلاغ الأمم المتحدة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا"، وسط غياب الفاعلين الرئيسييْن وهما رئيسا رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا ونظيره السابق عبد الحميد الدبيبة
وخلال المحادثات السابقة، رفضت الأطراف "العودة إلى الحرب وتقسيم المؤسسات"، مرسلة "إشارة تشجيع قوية" للبرلمانيين وأعضاء مجلس الدولة المنخرطين في محادثات في مصر "للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن على اتفاق دستوري متوازن يراعي اهتمامات جميع الأطراف حتى نتمكن من التوجه لانتخابات عامة في أقرب وقت".
ولفتت إلى أنه لم يتم إغلاق الاجتماع "المختلط" رسميًا بعد: ولهذا السبب لم يتم إصدار بيان صحفي نهائي، ولكن تم تسليم وثيقة موجزة فقط لجميع المشاركين.
تكريس الفوضى
ووصف المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، هذا السيناريو بـ"متاهة" جديدة تكرس وضع الفوضى والدولة الفاشلة والذي يدار من خلف الكواليس من سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وبتنفيذ من ستيفاني وليامز.
وأضاف المرعاش لــ" العين الإخبارية" أن تحريك ما يسمي بـ "مركز الحوار الإنساني" الذي يمثل مرجعية استمرار الفوضى، هدفه الدفع بوجوه جديدة من العملاء بعد أن استهلك الحاليون ووجب الاستغناء عنهم ورحيلهم. اجتماعات سويسرا الجارية هي بداية سيناريو جديد لتجنيد حكام جدد لا يختلفون في الخسة والعمالة عن سابقيهم.
التفاف على القاهرة
وأشار إلى أن محطة المغرب وهذه الدعوة لا تخرج عن الإطار التخريبي لأي محاولة ليبية- ليبية جادة للتوصل إلى حالة استقرار تنتشل ليبيا من حالة الفوضى وتنهي حجة الدولة الفاشلة التي تستند عليها الولايات المتحدة وبريطانيا في التحكم والسيطرة على ليبيا وسيادتها وثرواتها.
وأكد أنه التفاف مكشوف على اجتماعات القاهرة التى اقتربت أكثر من أي وقت مضي من الاتفاق والتوافق على قاعدة دستورية تفضي لتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية من شأنها إعادة الاستقرار وإخراج ليبيا من وضع الدولة الفاشلة الذي تتذرع به الدول المهيمنة لاستمرار سيطرتها على البلاد.
مسار مواز
واختلف مع رأي المرعاش، يوسف الفارسي ، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة، قائلاً إن تلك الاجتماعات عكس حوار القاهرة الدستوري.
وأشار الفارسي لـ"العين الإخبارية" أن ذلك الحوار يهتم بالمسار العسكري ومحاولة إعادة لم شملها في الشرق والغرب لبسط السيطرة الأمنية على البلاد بالكامل.
وأكمل أن الجهود الدولية متواصلة لمحاولة تقريب وجهات النظر بين العسكريين بعد المحاولة الخبيثة التي قامت بها حكومة الوحدة الوطنية السابقة بشق الصف العسكري والضغط عليه عبر قطع المرتبات.
وتابع أن المسار العسكري أمني ويجب أن يسير بالتوازي مع المسار الدستوري حتى يستطيع إقامة الانتخابات في ليبيا، مشيرا إلى أن المؤشرات الدولية تؤكد أن الانتخابات أمر محسوم ولا رجعة فيه.