ترابط الأجيال.. مبادرة يمنية تكرم الرعيل الأول من الصحفيين
في كل مهنة رواد أوائل، يحملون على عاتقهم هم ممارستها ونقل تجاربهم إلى الأجيال الجديدة، حتى تستمر وتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل.
وفي مهنة صاحبة الجلالة "الصحافة"، ثمة روّاد وخبرات إعلامية في مدينة عدن، واصلوا مسيرة المؤسسين الذين عاصروهم، ونقلوا خبراتهم إلى الجيل الحالي من الصحفيين المتواجدين حاليًا.
وكرد للجميل من قبل صحفيي اليوم في عدن، بادرت مجموعة منهم بتكريم الرعيل الأول من الأجيال الإعلامية المخضرمة، عرفانًا وتقديرًا لما قدموه في بلاط صاحبة الجلالة، خلال عقود مضت، وتولت مهمة هذه المبادرة شبكة "صحفي مراقب".
يرأس الشبكة الإعلامي هشام الحاج، بينما يديرها الصحفي المعروف بسام البان، كمدير عام، الذي قال لـ"العين الإخبارية": "الشبكة نفذت منذ أواخر العام 2020 برنامج الزيارات الإنسانية والتفقدية للصحفيين والإعلاميين المخضرمين".
وأشار إلى أن الهدف من تلك الزيارات هو تلمس احتياجات الرعيل الأول من الصحفيين، وتفقد أحوالهم المعيشية والصحية، وتكريمهم على ما قدموه خلال تاريخهم المهني.
وأضاف بسام البان أن الشبكة نفذت عددًا كبيرًا من الزيارات، كانت أبرزها تكريم كبير مذيعي قناة عدن الفضائية المذيع المخضرم ناصر عبدالحبيب.
كما تم تكريم الصحفي والتربوي القدير الفقيد عبدالرحمن نعمان، ثم الكاتب الصحفي الكبير نجيب اليابلي، وكذا الصحفي والأديب سعيد عولقي، بالإضافة إلى المذيع المخضرم يحيى عثمان، والفقيد الصحفي عادل الأعسم، والصحفي والحقوقي محمد قاسم نعمان، وأستاذ كلية الإعلام بجامعة عدن البروفيسور والإعلامي محمد عبدالهادي.
خدمات وابتكارات
وأكد المدير العام لشبكة "صحفي مراقب" أن هذه الزيارات الإنسانية لها مفعول كبير معنويًا على نفوس القامات الإعلامية، التي ترى أن هناك من يقدر ويهتم بتاريخها وما قدمته من جهود وخبرات في مجال الإعلام.
كما أن هذا النشاط المحسوب للشبكة، يؤكد مدى الترابط بين الأجيال المخضرمة والأجيال الصاعدة، ويعزز حجم الامتنان ومشاعر الاعتزاز التي يحملها الصحفيون الشباب لكل من علمهم وأخذ بأيديهم إلى عالم الصحافة.
وأضاف "البان" أن الإعلاميين الأوائل أفنوا حياتهم لخدمة هذه المهنة، وصناعة صحفيين جدد وتوجيههم وإرشادهم، وهم يستحقون أكثر من مجرد تكريم.
وأشار إلى أن شبكة "صحفي مراقب" أحد أهم المصادر الإلكترونية لمساعدة المجتمع الصحفي والإعلامي في عدن حيث تقدم خدماتها للصحفيين والإعلاميين والمدربين وكل من لديه اهتمام في مجال الصحافة المحلية والعربية والدولية.
كما تقدّم شبكة "صحفي مراقب" آخر الابتكارات في الصحافة المحلية والعربية والعالمية، وتطبيقات الأخبار وأدوات البحث والتحقق، وفرص التدريب، بالإضافة إلى تقديم المشورة والتوجيه للصحفيين المحترفين والصحفيين المواطنين في عموم المحافظات اليمنية، بحسب "البان".
كما تواكب كافة التحولات والمتغيرات والأحداث في المشهد الصحفي المحلي، من منظور عالمي عبر عدة لغات، ناهيك عن تقديم الدعم الفني والقانوني للصحفيين المحليين.
أعمال اجتماعية وإنسانية
وتطرق المدير العام، لعدد من البرامج والأنشطة الخاصة بالشبكة، كمشروع رصد وحصر وتوثيق أضرار جائحة "كوفيد-19"، وكارثة السيول الجارفة التي اجتاحت عدن العام الماضي، وأصدرت بشأنها عددًا من التقارير الصحفية.
وفي نهاية العام 2020 نظمت حفلاً تكريميًا كبيرًا لجميع المنظمات والمؤسسات والمبادرات الشبابية ورجال الأعمال، وكذا المرافق الخدمية التي ساهمت في تخفيف معاناة المواطنين، جراء تلك الكوارث.
كما أصدرت الشبكة عشرات البيانات وتابعت قضايا عشرات الصحفيين والإعلاميين، وأسهمت في إطلاق سراح عدد من الصحفيين المعتقلين، غير أن أبرز ما تفتخر به الشبكة، وفق مديرها العام، هو التكريم والاحتفاء بجيل الرواد والرعيل الأول من الإعلاميين في مدينة عدن.
يشار إلى أن شبكة "صحفي مراقب"، تأسست منتصف العام 2019، وتعمل بحيادية تامة، بحسب أدبياتها، وهي شبكة إعلامية يمنية مستقلة، تسعى جاهدة لاستعادة هيبة وقوة السلطة الرابعة "الصحافة"، وتمتلك علاقات مع جميع وسائل الإعلام المختلفة والمنظمات المحلية والدولية المدافعة عن حقوق وحريات الصحفيين.