نجل بايدن.. خطوط "تجريدية" في فخ "سريالية" الانتخابات الأمريكية
3 أعمال فنية بقيمة ٢٥٥ ألف دولار هي طريق هانتر، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، للهروب من الفخاخ الجمهورية.
وعرضت الأعمال الثلاثة التي رسمها نجل الرئيس الأمريكي، هانتر، بمعرض فني في مانهاتن، الخميس الماضي، بسعر 85 ألف دولار لكل منها.
وكانت الأعمال الفنية جزءا من معرض في "جاليري جورج بيرجس"، والذي يعرض أعمال كبار الفنانين في الرسوم التعبيرية التجريدية، مثل إيلين دي كونينغ، وهيلين فرانكينثالر.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، يعتبر المعرض الأحدث ضمن سلسلة معارض فنية تعرض أعمال هانتر بايدن تم تنظيمها منذ وصول الرئيس جو بايدن إلى المنصب في 2021.
وأثارت الأعمال الفنية لهانتر الدهشة، وظهرت تساؤلات بشأن الاعتبارات الأخلاقية وراء المبيعات في ظل وجود والده في السلطة.
وفي الوقت الحالي، ومع سيطرة الجمهوريين على الأغلبية في مجلس النواب، تصاعدت عمليات التدقيق الشاملة التي تركز على المعاملات التجارية لهانتر بايدن -بما في ذلك حياته المهنية الناشئة كفنان- في الكونغرس السابق.
ومع اقتراب إطلاق حملات مرشحي الانتخابات الرئاسية وسط إشارات قوية على رغبة بايدن في خوض السابق، تختلط خطوط هانتر التجريدية بـ"سريالية" الانتخابات.
والتشكيك في نزاهة نجل الرئيس الحالي قد يمنح الجمهورين طوق نجاة مؤقت، فيما يكافح مرشحهم الأبرز دونالد ترامب في التخلص من أثقال اتهام جنائي هو الأول من نوعه لرئيس أمريكي سواء في السلطة أو سابق.
لكن يقف صاحب المعرض، جورج بيرجس، إلى جانب نجل بايدن على الرغم من التحقيقات المستمرة في واشنطن.
وخلال حوار مع "سي إن إن"، أقر بيرجيس بالظروف المعقدة التي تحيط بتمثيله لهانتر بايدن كفنان. ودحض بيرجيس، الذي وصف هانتر بأحد أعز أصدقائه، المقترح القائل بأن عمل نجل الرئيس كفنان سيستخدم لشراء نفوذ سياسي، قائلا: "يمكنك شراء سياسي بأقل من هذا بكثير".
وفي عام 2021، علم البيت الأبيض بشأن اتفاق بين بيرجيس وهانتر بايدن يعالج المخاوف الأخلاقية لمبيعات لوحات نجل الرئيس.
وقال مصدران مطلعان على ترتيبات المبيعات لـ"سي إن إن" في ذلك الوقت، إن مشتري العمل الفني سيظل مجهول الهوية، ولن يعرف هانتر بايدن أو الجمهور من قدم العرض أو اشترى العمل.
وأضاف المصدران أنه إذا صدر أي سلوك غير معتاد -مثل أن يكون سعر العرض مرتفعا للغاية أو أحد هواة جمع الأعمال الفنية لا يبدو مهتما جدا بالعمل- من المتوقع أن يرفض المعرض عرض الشراء.
ومع ذلك، لم تكن هناك آلية تطبيق واضحة لتلك المعايير المتفق عليها من قبل المعرض والمشترين المحتملين.
وقال متحدث باسم الفريق القانوني لهانتر بايدن لـ"سي إن إن" في بيان: "لا سبب يدعو لإخطار الفريق القانوني للسيد هانتر بايدن بالممارسات المعتادة للمعارض التي تمثل الفنانين، لبيع أعمالهم الفنية.. يحدد المعرض السعر ويتعامل مع جميع المبيعات وفقا لأعلى المعايير الأخلاقية لهذه الصناعة".
وكان مسار هانتر بايدن المهني الفني محل تركيز تحقيق كبير يجريه الجمهوريون بلجنة الرقابة في مجلس النواب، التي أرسلت خطابات تطلب مزيدا من المعلومات بشأن مبيعات الأعمال الفنية.
والشهر الماضي، كرر رئيس اللجنة، الجمهوري عن ولاية كنتاكي جيمس كومر، طلبا بتقديم مزيد من المعلومات بشأن معاملات مجهولة تتعلق بالأعمال الفنية ومقابلة مع بيرجيس.
وكتب كومر الشهر الماضي: "رفض السيد بيرجيس تقديم أي معلومات تخص هوية مشتري أعمال السيد بايدن الفنية"، مضيفا "اختار بيرجيس العرقلة، في جهد واضح لحماية نجل بايدن و/أو المشترين لأعماله الفنية من الخضوع لإشراف الكونغرس".
ولم يتضح بعد عدد القطع الفنية الخاصة ببايدن التي تم بيعها، والسعر التي بيعت بها.
وفي معرض المناقشة الموضوعية لأسعار أعمال بايدن الفنية، قال بيرجيس لـ"سي إن إن": "أقصد أننا في صناعة علقت ثمرة موز على جدار وباعتها مقابل 100 ألف دولار. لذلك، عندما تتحدث عن المنطق في عالم الفن، فأنت لا تعلم حقا عالم الفن. لكن في النهاية، إنه سوق حر".