التعليم الهجين.. نموذج إماراتي يعزز الجودة والاستدامة
وزارة التربية والتعليم في الإمارات تعتمد "التعليم الهجين" خلال العام الدراسي الجديد 2020-2021
يشكل "التعليم الهجين" أحد الركائز الأساسية التي تدعم جودة واستدامة العملية التعليمية بدولة الإمارات خلال العام الدراسي الجديد (2020-2021) بعد أن ارتأت وزارة التربية والتعليم تطبيق هذا النموذج التعليمي، الذي يجمع ما بين التعليم المباشر والتعلم الذكي، في منظومتها التعليمية لتحقيق أعلى معايير الأمن والسلامة لكافة مكونات العملية التعليمية والتربوية، ضمن بيئة تعليمية قادرة على تلبية احتياجات الطلبة التعليمية.
أكد خبراء ومسؤولون في المؤسسات التعليمية بالدولة أن النهج الاستباقي للإمارات والرؤية الاستشرافية لقيادتها ساهما في توفير بنية تحتية تقنية متطورة مكنت مؤسسات التعليم سواء المدارس أو الجامعات من تطبيق خيارات متنوعة للتعليم في ظل هذه الظروف الاستثنائية، مشيرين إلى أن التعليم الهجين يعد خيارا مثاليا يسهم في تعزيز المنظومة التعليمية وإثراء مهارات عناصرها كافة، وفقا لما نشرته وكالة أنباء الإمارات "وام".
وقال الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير مجمع كليات التقنية العليا، إن الكليات قررت اعتماد "التعليم الهجين" للعام الأكاديمي (2020-2021) بما يمكن الطلبة الملتحقين بها من تلقي تعليمهم بشكل متنوع، يجمع ما بين الدراسة في حرم الكليات والدراسة عن بعد، وفق طبيعة البرامج والتخصصات ومتطلباتها.
وأوضح أن التعليم الهجين الذي يجمع ما بين التعليم في الحرم المدرسي أو الجامعي والتعلم عن بعد ليس فقط حلا لمواجهة الأزمات، بل هو تحول جديد في مسيرة التعليم شكلت الأزمة الصحية العالمية الحالية مسرعا لحدوثه ولعبت دورا في آليات تطبيقه.
وأشار إلى أنه على مستوى كليات التقنية العليا تم تحديد نسبة حضور الطلبة بما لا يزيد عن 30 في المائة للمادة لتلبية الاحتياجات التطبيقية، وكذلك ألا تزيد نسبة الحضور اليومية داخل كل كلية عن 30 في المائة يوميا في ظل تقديم جميع المحاضرات عن بعد.
ولفت إلى أنه لكل تخصص احتياجات تطبيقية مختلفة ومنها مثلا الهندسة يمكن أن يصل تقديم المحاضرات أون لاين فيها إلى 43 في المائة والبقية في الحرم الجامعي لدعم المحتوى التطبيقي، في حين إدارة الأعمال بالإمكان طرح 71 في المائة من مواده "عن بعد" والبقية حضور في الكليات.
وقال إن الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة أدت إلى الاستثمار في التعلم الذكي وتهيئة البنية التحتية التقنية المتطورة له في مختلف المؤسسات التعليمية ما عزز من نجاح التحول في المنظومة التعليمية نحو تطبيق التعلم عن بعد، وأكد أن التعلم الهجين يعزز من مهارات الطلبة وكذلك أعضاء الهيئة التدريسية ويسهم في تعزيز المتعة والشغف بالعملية التعليمية.
محتوى ثري لتطبيق التعليم عن بعد
من جانبه قال الدكتور وليد آل علي مدير مشروع منصة "مدرسة" إحدى مبادرات مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، إن الدولة قامت بجهود كبيرة لإعداد البنية التحتية التقنية اللازمة، وما تضمنته من منصات تعلم ذات محتوى ثري لتطبيق التعليم عن بعد بشكل متميز.
وأشار إلى أن التعليم يشكل أولوية وطنية لدولة الإمارات وقال: "نحن في مبادرة محمد بن راشد العالمية نولي اهتماما كبيرا بمحور التعليم ومنها منصة مدرسة"، مؤكدا الحرص على أهمية التوظيف الفاعل للمنصات التعليمية في التعليم الهجين.
وأوضح أن منصة "مدرسة" الإلكترونية سجلت منذ إطلاقها في أكتوبر 2018 وحتى اليوم أكثر من 75 مليون زيارة وأكثر من 2.5 مليون مشترك كما توفر ما يزيد عن 5000 فيديو تعليمي في 6 مواد رئيسية هي العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء بالإضافة إلى اللغة العربية التي تمت إضافتها مؤخرا.
وأكد أن المنصة تشهد تفاعلا كبيرا من مختلف أنحاء العالم وخلال تطبيق منظومة التعليم عن بعد تضاعف عدد المستخدمين للمنصة بنحو ثلاث مرات، وشكلت مصدرا تعليميا مهما جدا، أوصت به العديد من المنظمات التعليمية مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو".
من جهته أكد الدكتور أحمد الشعيبي نائب مدير جامعة خليفة للشؤون الأكاديمية والطلابية، أن التعليم الهجين يجمع ما بين عملية التعليم المباشرة في القاعات الدراسية والتعليم الإلكتروني الذي يرتكز على التكنولوجيا، وأشار إلى أن التعليم الهجين نظام سلس ومرن يسهم في توسيع نطاق الخبرات لدى المتعلم.