"التعليم الهجين" يناور كورونا.. سلاح جديد لدراسة بلا أزمات
التعليم الهجين يتيح مقررات إلكترونية سواء للمرحلة الجامعية أو ما قبلها، على أن يتم استخدامها وفقا للخطة التعليمية المتبعة للعام الدراسي
لجأ العديد من الدول العربية خلال أزمة فيروس كورونا المستجد لتغيير جذري في أسلوب التعليم على أن يكون "تعليما هجينا" ما بين نظامي التعلم "وجها لوجه" و"التعلم عن بعد" مما يُسهم في تقليل الكثافة الطلابية ويحد من انتشار العدوى بين الطلاب سواء في المرحلة الجامعية أو ما قبلها.
ويعتمد نظام التعليم الهجين على تقسيم الطلاب لمجموعات صغيرة تقسم على مدار أيام الأسبوع، على أن تكون هناك مجموعة تتواجد بالمدرسة تتبع التعليم عن بعد عبر المنصة الإلكترونية الشهيرة "زووم".
وتختلف أدوات الطلاب في هذا النظام الحديث عما كان متبعا من قبل، حيث سيعتمدون كليا على استخدام الكمبيوتر المحمول والتعامل مع التكنولوجيا بشكل أوسع نظرا لأن جميع الطلاب سيتعاملون مع منصة "زووم" التى ستمنح الجميع إمكانية تلقي المواد الدراسية.
ويتيح التعليم الهجين مقررات دراسية إلكترونية سواء للمرحلة الجامعية أو ما قبلها، على أن يتم استخدامها وفقا للخطة التعليمية المتبعة للعام الدراسي.
وعن أهم أسباب تطبيق منظومة التعليم الهجين في مصر وعدد من الدول العربية في زمن كورونا، قال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، إن فيروس كورونا المنتشر حاليا بالعديد من دول العالم كان سببا رئيسيا لتطبيق المنظومة بشكل سريع لتفادي مخاطر إصابة الطلاب في المدارس أو الجامعات المصرية ولوضع الطلاب على أول طريق التعلم بالتكنولوجيا بواسطة العالم الافتراضي.
وأضاف "مجاهد" لـ"العين الإخبارية" أن الحياة التعليمية بعد كورونا ستختلف تماما خلال الفترة المقبلة نظرا لأن التعليم الافتراضي سيفرض نفسه بقوة في ظل انتشار وتجدد التكنولوجيا يوما تلو الآخر خاصة في ظل انجذاب الطلاب بمراحلهم المختلفة لهذه الحياة التعليمية الجديدة التى تشجعهم لتلقي دروسهم عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية المخصصة للمجال التعليمي خلال الوقت الذي يناسبهم دون قيود.
وحدد نائب وزير التعليم المشكلة الرئيسية التى تواجه العديد من الدول العربية خلال تطبيقها لمنظومة التعليم عن بعد، والمتمثلة في مرحلة التقييم للطالب من خلال الامتحانات الافتراضية، وقال: "مرحلة تقييم الطلاب هي الأصعب حتى الآن خلال تطبيق منظومة التعليم عن بعد، فالجميع لا يستطيع تقييم الطلاب من خلال اختبارات افتراضية لصعوبة تنفيذها وضمان سلامة مراقبة الطلاب بصورة محكمة، والكل يلجأ للاختبارات المباشرة".
وأثنى الدكتور مصطفى النشار، الخبير المصري في مجال التعليم عن بعد، على نظام التعليم الهجين، وقال: "التعليم عن بعد سيجعل الطالب مكتسبا ومتمكنا لجميع صور التكنولوجيا العصرية التي تتجدد يوما تلو الآخر، أما التعليم المباشر أيضا فسيمنح الطالب العديد من الأمور المهمة مثل الثقافة الوطنية التي يكتسبها أثناء ترديده للنشيد الوطني، وممارسة الرياضة مع زملائه التي تساعده على بناء جسد سليم".
وتطرق للحديث عن كيفية تلقي الطلاب الدورس خلال التعليم الافتراضي، وقال: "بث المواد التعليمية عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية سيزيد من فرص استيعاب الطالب أكثر لأنه يستمع ويشاهد المادة التعليمية أكثر من مرة وفي الوقت الذي يريده".
وأكد النشار ضرورة تدخل الأسرة بشكل مباشر خلال التوقيت الذي يتلقى فيه الطالب الدورس التعليمية عبر المنصات الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية وذلك لمراقبته ومتابعته جيدا ومعرفة مدى استيعابه خاصة خلال مرحلة ما قبل قدوم فترة الاختبارات.