شرطة إسبانيا تكشف: زعيم البوليساريو زوّر هويته

أكدت الشرطة الإسبانية، الأربعاء، أن إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، دخل الأراضى الإسبانية بهوية مستعارة وأوراق مزيفة.

وأبلغت الشرطة الإسبانية قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدرازا أن زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي متواجد في مستشفى “سان بيدرو دي لوغرونيو” الإسباني، وذلك بعد زيارة قام بها عناصرها للتحقق من هويته.

وبحسب مصادر متطابقة، فإن هذه الخطوة تأتي على خلفية الشكاوى التي وجهها ضحايا اغتصاب وتعذيب للقضاء الإسباني ضد زعيم جبهة البوليساريو.

والأربعاء، زار عناصر من الشرطة الإسبانية المستشفى الذي يرقد به زعيم الانفصاليين بغرض استدعائه والاستماع إلى أقواله حول الشكاوى المقدمة ضده ، إلا أنها لم تتمكن من ذلك بسبب وضعه الصحي نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وأخبرت الشرطة قاضي المحكمة الوطنية، بكون غالي ليس في وضع يسمح له بالحديث إلى الشرطة والقضاء، وذلك نظراً لوجوده دائما تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، مؤجلة ذلك إلى حين تمكنه من استعادة وعيه الكامل. 

وأكدت أن عناصرها حينما حلوا المستشفى الذي يرقد به زعيم البوليساريو، وهناك اطلعوا على مختلف الوثائق التي تخص غالي، وهناك وقفوا على وثائق الهوية المزيفة التي دخل بها إلى التراب الإسباني.

• المغرب يستدعي سفير إسبانيا احتجاجا على استضافة زعيم "البوليساريو"
• أصوات تطالب إسبانيا باعتقال زعيم البوليساريو.. إرهاب وجرائم حرب

ويُنتظر أن ترسل الشرطة الإسبانية تقريرا مفصلاً عن الحالة الصحية لإبراهيم غالي، إلى قاضي المحكمة الوطنية بإسبانيا، ليُقرر القاضي لاحقاً الإجراءات التي ستتخذ في حق الرجل.

وطبقا للشكوى التي قدمها الفاضل بريكة، فإن زعيم البوليساريو مُجبر على الإدلاء بتصريحات وتعليقات على الجرائم الخطيرة الموجهة إليه، والتي تتعلق بالاعتقال غير القانوني والتعذيب.

وإلى جانب غالي، تم اتهام قياديين آخرين في جبهة البوليساريو في نفس الملف، إلا أنه وعلى الرغم من توجيه استدعاءات رسمية إليهم، لم يحضر أحد منهم إلى حدود الساعة إلى المحكمة.

وسبق للمدون الإسباني الفاضل بريكة، أن رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الوطنية الإسبانية، بشأن تعرضه للاعتقال غير القانوني والتعذيب الذي يُرتكب في معسكرات البوليساريو.

وجاء في الشكوى أن فاضل وصل إلى المخيمات بتاريخ 20/3/2019.

وبمجرد وصوله إلى هناك، تعرض لتهديدات تهدف إلى إجباره على مغادرة المكان من قبل موالين لجبهة البوليساريو ، الذين اتهموه بالخيانة.وفي اليوم التالي ، اعتقل من قبل أفراد عسكريين من جبهة البوليساريو ونُقل إلى أماكن احتجاز مختلفة غير محددة.

كما تعرض للضرب والصعق بالصدمات الكهربائية.وطيلة تلك الفترة، بقي معصوب العينين ومقيد اليدين والقدمين لفترة طويلة، كما دخل في إضراب عن الطعام، بعد شهور من الاعتقال ليفرج عليه بعد عامين.

وسبق لفاضل أن ندد لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، بــ"القمع والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها جلادو البوليساريو بحق سكان مخيمات تندوف"، بحسب تعبيره.

وفي وقت سابق، استدعت المملكة المغربية السفير الإسباني لديها لإبلاغه أسف وإحباط الرباط بشأن استضافة بلاده على ترابها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

وأكد بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج،أنه قد تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته.

وفي نفس السياق، عبرت المملكة المغربية، عبر خارجيتها، عن أسفها وإحباطها لموقف الجارة الشمالية إسبانيا، باستضافتها غالي زعيم جبهة البوليساريو، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وأورد البيان أن "المغرب يعرب عن إحباطه من هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية، وموقف إسبانيا يثير قدرا كبيرا من الاستغراب وتساؤلات مشروعة".

وفي نفس السياق، تساءل بيان الخارجية عن السبب وراء السماح لغالي بدخول التراب الإسباني مستخدما جواز سفر مزورا، فيما لم تقم السلطات الإسبانية بإخطار نظيرتها المغربية.

كما تساءلت الدبلوماسية المغربية عن الأسباب وراء عدم تحرك السلطات القضائية الإسبانية، على الرغم من الشكايات المتعددة ضد غالي، والتي تم توجيهها إلى محاكم مختلفة من طرف ضحاياه.

ووصل غالي منتصف الشهر المنصرم إلى الأراضي الإسبانية لتلقي العلاج، مُستخدما بذلك هوية مُزورة باسم "محمد بنبطوش"، خوفاً من مُلاحقة قضائية تعود لعام 2008، وأخرى جديدة.