زعيم البوليساريو يتسلل لإسبانيا.. غالي يفضح وهم "الجمهورية"
فضح تسلل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى إسبانيا وهم وخدعة الجمهورية التي تطالب بها الجبهة الانفصالية في المغرب.
واستدعت المملكة المغربية السفير الإسباني لديها لإبلاغه أسف وإحباط الرباط بشأن استضافة بلاده على ترابها زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.
وأكد بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنه قد تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته.
تسلل زعيم البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بهوية ووثائق مزورتين ودخوله تحت اسم "محمد بنبطوش"، يُؤكد جلياً أن "الأطروحة الانفصالية وجمهوريتها ما هما إلا وهم لا يُصدقه حتى أصحابه"، وفقا لأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية حسن بلوان.
تبدد الوهم
وأوضح بلوان في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن واقعة لجوء زعيم الانفصاليين إلى إسبانيا لتلقي العلاج، مُستعملاً هوية مُزيفة وأوراق سفر مزورة، يعكس بشكل جلي أن قيادات البوليساريو من أعلى هرمها إلى أسفله، تؤمن أن "الجمهورية التي يُنادون بإقامتها في الصحراء المغربية ما هي إلا وهم لا يمكن لعاقل تصديقه".
وتسائل بلوان، قائلا، لو افترضنا جدلاً، أن هذا الرجل الذي يدعي أنه يرأس جمهورية، ويُدافع عن استقلالها، فلماذا سيدخل دولة أخرى مُتخفياً بهوية مُزورة؟ ولماذا لم يدخل بهويته الحقيقية وبالصفة التي تدعي البوليساريو وأنصارها؟.
وشدد على أن هذه الخُطوة تُبدد كُل الأوهام المبنية على أسس واهية، وتُؤكد جلياً أن قادة البوليساريو نفسهم يعلمون أنه لا مصداقية دولية لأطروحاتهم، والدليل أن زعيمهم اختار الدخول إلى بلد مُتخفياً كما يفعل الإرهابيون وتُجار المُخدرات.
وأضاف بلوان "بهذا التصرف فإن غالي إبراهيم نفسه يعلم أن هذه الجمهورية التي يُروج لها لدى المجتمع الدولي، هي مجرد جمهورية وهمية لا وجود لها ولا مصداقية لها ولا أساس لها في القانون الدولي".
وتابع الأكاديمي المغربي :"هذه الخُطوة تُؤكد صراحة تورطه في الجرائم التي يُتهم بها، متسائلا لو افترضنا جدلاً كما يروج الانفصاليون أنه بريء ولم يتورط في تلك الجرائم، فلماذا يدخل مُتخفياً؟.
وووصف بلوان خطوة غالي بـ"ضربة قاصمة للطرح الانفصالي الذي تقدمه البوليساريو، وجهها زعيم الجبهة إلى مليشياته من حيث لا يدري"، مُشدداً على أن ما وقع يعكس صوابية الموقف المغربي، كما يُعزز أيضاً مغربية الصحراء لدى المجتمع الدولي.
امتحان حقيقي
وأوضح الدكتور في القانون الدولي، أنه كان لزاماً على إسبانياً إخبار المغرب بوجود إبراهيم غالي على تُرابها، وذلك لعدة اعتبارات، أولها: أن الأمر يتعلق بمخالفة القوانين الدولية والتي صدرت من مواطن يحمل الجنسية المغربية أياً كانت توجهاته السياسية.
وتابع :" كان من المفترض أن تقوم السلطات الإسبانية بترحيله إلى بلده الأصلي وذلك لأنه عمد إلى دخول التراب الإسباني بوثائق مُزورة، وبالتالي فهو يُعتبر من المُهاجرين غير الشرعيين".
ولفت بلوان إلى أن القضاء الإسباني اليوم أمام امتحان حقيقي يتعلق بمصداقيته واستقلاليته، فالمؤشرات كلها تمضي في اتجاه ضرورة تحريك عاجل لتوقيف إبراهيم غالي، والتحقيق معه في مسألة دخوله التراب الإسباني بهوية مزيفة ووثائق سفر مزورة.
- المشروع الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية.. ثورة تنتصر لبسطاء المغرب
- بهوية مزورة.. زعيم "البوليساريو" يدخل إسبانيا
وجاء اعتراف الحكومة الإسبانية بتواجد غالي على التراب الإسباني، بمثابة تأكيد ضمني على أن إسبانيا تعلم أن إبراهيم غالي دخل ترابها بهوية غير حقيقية وجواز سفر مزور، وهو الأمر الذي يتطلب فتح تحقيق من السلطات الإسبانية للوقوف على ملابسات هذا الفعل غير القانوني.
علاقات متوترة
وتعرف العلاقات المغربية منذ فترة توتراً مُتصاعداً، زاد من حدته استقبالها لزعيم الجبهة الانفصالية على أرضها، وسماحها له بالبقاء، على الرغم من الشكايات المُتعددة التي تلاحقه لدى القضاء الإسباني، وأيضاً دخوله بطريقة غير شرعية للبلاد.
ويرى الأكاديمي المغربي حسن بلوان، أن هذه العلاقات ازدادت تعقيدا منذ معارضة إسبانيا للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، ما أثار خفيظة المغرب بلغت إلى حد تأجيل اللجنة العليا المشتركة لمرات عديدة.
وقال إن" استقبال أن إسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو على أراضيها، فهذا يطرح أكثر من علامة استفهام حول النوايا الإسبانية تحاه قضية المغرب والمغاربة المرتبطة بالوحدة الترابية".
ووصل غالي الأسبوع الماضي إلى الأراضي الإسبانية لتلقي العلاج، مُستخدما بذلك هوية مُزورة باسم "محمد بنبطوش"، خوفاً من مُلاحقة قضائية تعود لعام 2008.
وعام 2008 رفعت فعاليات حُقوقية دعوى قضائية لدى محاكم إسبانية، تتهم غالي و25 آخرين في جبهة البوليساريو بالضلوع في جرائم الاغتيال، العنف، الاعتقال القسري، الإرهاب، التعذيب والاختفاء.
وفي عام 2013، أصدر القاضي الإسباني بابلو روز مذكرة قضائية وجهت الاتهام بشكل رسمي إلى غالي، لكن زعيم البوليساريو لم يمتثل للدعوى، وطالب محامون مغاربة بإسبانيا القضاء هناك بتفعيل مذكرة التوقيف الصادرة في حق غ