تسجيل "مشبوه" حول مرفأ بيروت.. إرهاب حزب الله لا ينضب
تفاجأ اللبنانيون وأهالي ضحايا مرفأ بيروت بشريط مصور "مشبوه" للمتحدث باسم اهالي الضحايا إبراهيم حطيط يطالب فيه المحقق العدلي بالتنحي.
وتوجه حطيط، الذي بدا يقرأ ورقة مكتوبة في شريط والذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى المحقق العدلي بالقضية القاضي طارق البيطار، بالقول "نحن وضعنا دمنا عندك، ولكن ما حصل يشير إلى تسييس واستنسابية فاضحة".
وكان لافتاً في البيان الذي قرأه، ربط التدخل الأمريكي بمسار التحقيق، حيث قال: “ندين التدخل الأمريكي السافر في القضية والتحقيق، فأمريكا لم تدعم يوما أي قضية إلا لمصالحها الخاصة الخبيثة، كما نرفض كل محاولات تدويل القضية خاصة أننا في لبنان لدينا تجرية سيئة مع المحاكم الدولية".
حطيط استعمل نفس العبارات التي يستعملها حزب الله في خطابه، وقرأ رسالة مكتوبة وجه عبرها تحية إلى حزب الله، ما دفع بالمتابعين إلى التأكيد أن الشريط سجل تحت الترهيب والضغط.
وأثارت إيماءاته في الفيديو شكوكاً حول تعرضه لتهديد ولضغوط، دفعته إلى هذا التصريح قبل أن يحاول احتواء عاصفة الدهشة، بالقول إن ما قاله يعبّر عن موقفه الشخصي.
وكان حطيط قبل ساعات قليلة من انتشار الشريط خرج بمقابلة صحفية تمثل موقفه الذي عرف به وفيه هاجم وزير المالية السابق علي حسن خليل وأبدى تمسكه بالتحقيق والمحقق العدلي.
وقال في المقابلة: "كاد المريب أن يقول خذوني، يقاربون التحقيق العدلي من موقع أنصاف آلهة، ويضعون بالتالي أنفسهم فوق الشبهات والمساءلة".
وأردف حطيط: "الوزير السابق علي حسن خليل، يتحدث عن فتنة وعن سيناريوهات غير موجودة سوى بالخيال، كزيارة وفد أجنبي مرتين للقاضي بيطار، قبيل إصداره مذكرتي التوقيف بحق خليل وفنيانوس، نحن نعرف أن قصر عدل بيروت مزود بكاميرات مراقبة ترصد حركة الذباب، فكيف بزيارة وفود أجنبية، فليتفضل ويطلب الكشف عن تسجيلات التصوير والمراقبة".
وتابع: "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، ونحن سنكون معه وإلى جانبه في حال ثبت ما يدعيه، وحتى الساعة لا يمكن اعتبار الادعاء بالتحضير لفتنة وبوجود إملاءات أجنبية على القاضي بيطار سوى ترهات لا قيمة لها".
يذكر أن حطيط كان قد تعرض للضرب منذ مدة من حراس رئيس مجلس النواب، نبيه بري، بالإضافة إلى أنه يسكن في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تقع تحت السيطرة العسكرية الكاملة لمليشيات حزب الله".
شريط حطيط دفع أهالي الضحايا إلى إصدار بيان عاجل قالت فيه "إن ظروفًا مستجدّة أدّت بإبراهيم حطيط، شقيق الضحية ثروت حطيط، إِلى إصدار بيانه الأخير المستغرَب باسم عوائل الضحايا"، مؤكدين أن هذا الموقف لا يمثّلُهم أبدا.
وشدّدوا على أنهم "ثابتون على مواقفهم السابقة فيما يخصُّ الثقة الَّتي أولوها للقاضي طارق البيطار لتولّي التحقيق بالقضيّة، مؤكدين أَن قضيّتَهم أَعَلَى وأسمى مِن زَجّها في التجاذبات السياسيّة والطائفيّة والسلطويّة، "داعين لامتثال كافّة المطلوبين إِلى العدالة أَمام التحقيق".
وجدّدت اللجنة الوعد أَن دماء أهلِها وأولادِها وأخوتِها وجرحاها لَن تذهب سُدًى وستقوم بِكُلِّ الخطوات الرامية إِلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، واقفة سَدًّا منيعًا ضدّ أَيّ تدخلات في عمل القضاء.
في المقابل، قال ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، بينهم المنسقة لتجمع نقابة الصحافة البديلة السي مفرج عبر موقعها على "تويتر":"كل مقابلة مع شخص هناك شكوك جدية حول ظروفه الأمنية، تكون بمثابة مقابلة مع رهينة".
وأضافت: "منذ مساء أمس ليس هناك تواصل طبيعي مع إبراهيم حطيط لا مع عائلته ولا مع باقي أهالي الضحايا".
وختمت بالقول: "فمن بعد الفيديو الذي يتعارض مع موقفه بنفس النهار، كل مقابلة معه وإن كانت مباشرة على الهواء هي مقابلة مع رهينة".
أما الإعلامي سلمان عنداري فقال: "بعد فيديو إبراهيم حطيط يطالب فيه القاضي بيطار بالتنحي. تواصلت مع عدد كبير من أهالي الضحايا. قالوا لي إن سلامة إبراهيم وعائلته أولوية. وإنهم يعرفون إبراهيم ورأيه جيدا. وبدا واضحا أنه قرأ البيان تحت التهديد ولم يكن مرتاحا أبدا. سيجتمع أهالي الضحايا. وسيؤكدون على قضيتهم. وعلى العدالة".
أما الصحفي عمر حرقوص فقال: "ليلا تدخل مجموعة مناصرة لحزب الله منزل إبراهيم حطيط المتحدث باسم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وتجبره على تسجيل فيديو يطلب فيه تحييد القاضي طارق البيطار عن التحقيق."
وختم: "حطيط مخطوف في منزله، وحتى لو استطاع الخروج فهو ليس حرا، فعائلته مهددة".
ويشن حزب الله هجوماً على المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، تحت حجج التسييس وعدم الحيادية، كما أنه يستعمل كافة وسائل الضغط لإقالته عبر الترهيب في الحكومة والشارع والإعلام.
والخميس تسببت مظاهرة دعا إليها حزب الله للاعتراض على بيطار إلى أعمال عنف تسببت بسقوط 7 قتلي وعدد كبير من الجرحى.
aXA6IDMuMTQ1LjU2LjE1MCA= جزيرة ام اند امز