علماء يرصدون انفصال الجبال الجليدية بغرينلاند باستخدام الألياف الضوئية
تمكن فريق من العلماء الأمريكيين من متابعة عملية انفصال آلاف الجبال الجليدية عن الأنهار الجليدية في غرينلاند لأول مرة بشكل كامل، باستخدام كابل ألياف ضوئية تم تثبيته في قاع البحر، ما أتاح تسجيل كل مراحل الانفصال.
وبحسب دراسة نشرتها مجلة Nature، قام فريق بقيادة جامعة واشنطن بتركيب كابل بطول ستة أميال في مضيق إكالوروسيت كانجيليت سيرميا جنوب غرينلاند، بهدف مراقبة فقدان الأنهار الجليدية لكتلتها تحت سطح الماء. يستخدم الكابل تقنيتين رئيسيتين: الاستشعار الصوتي الموزع، الذي يحوّل الألياف إلى آلاف أجهزة استشعار تقيس الاهتزازات والضغوط، واستشعار درجة الحرارة الموزعة، الذي يراقب التغيرات الحرارية على طول الكابل بشكل مستمر.

وقد مكّن هذا النظام العلماء من تسجيل أولى علامات انكسار الجبال الجليدية، والتي تبدأ بانفجارات حادة ناجمة عن تشققات أولية، تنتقل بعدها موجات صوتية عبر المضيق قبل ظهور أي حركة مرئية عند السطح. كما سجل الكابل موجات شولتي التي تكشف عن نقطة بداية الانفصال، وتتيح رصد الأحداث الدقيقة التي لا تستطيع الأقمار الصناعية اكتشافها.
وأشار الباحثون إلى أن الانفصال الجليدي يثير موجات سطحية صغيرة تشبه تسونامي داخل المضيق، بالإضافة إلى موجات جاذبية داخلية تنتقل على طول طبقات الكثافة في الماء، كما تمكنوا من متابعة الجبال الجليدية أثناء انجرافها حتى تفككها إلى قطع أصغر، ورصدوا نحو 56 ألف انفصال في فترة زمنية قصيرة.
وأوضحت الدراسة أن هذه الرصدات توفر بيانات ميدانية مهمة لفهم تأثير الاحتباس الحراري على ذوبان الجليد تحت الماء، وتساهم في التقدير الدقيق لكمية الجليد المفقودة كل موسم. ويعود الانهيار الجليدي المتسارع إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات والبيئة القطبية، مما يذيب أسفل الصفائح الجليدية ويؤدي إلى انفصالها وانجرافها في المحيط.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز