صاحب فكرة صندوق الخسائر والأضرار لـ«العين الإخبارية»: تفعيله في COP28 قرار تاريخي
رحب الدبلوماسي الأمريكي روبرت فان ليروب، أول رئيس لتحالف الدول الجزرية الصغيرة، وصاحب فكرة صندوق الخسائر والأضرار المناخية، بقرار تفعيل الصندوق الذي أعلن في أول أيام مؤتمر COP28.
وأعلن الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، خلال الجلسة العامة الافتتاحية للمؤتمر، قرارا تاريخيا بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، والذي من شأنه أن يوفر دعمًا ضروريًا للدول التي تعاني بالفعل من آثار تغير المناخ، ويساعدها على التكيف مع هذه الآثار وبناء القدرة على الصمود.
قال فان ليروب في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" تعقيبا على القرار التاريخي بتفعيل الصندوق: "قرار انتظرناه كثيرًا.. ونأمل أن يساعد هذا القرار في تركيزنا على مواجهة أزمة المناخ".
في عام 1991، وخلال المفاوضات المناخية الأولى من أجل التوصل لأول اتفاقية دولية بشأن تغير المناخ، قدمت دولة جزرية صغيرة بالمحيط الهادئ، تدعى "فانواتو"، اقتراحًا هو الأول من نوعه، وأثار جدلًا كبيرًا لعقود، يتمثل في أن الدول "الصناعية" الكبرى تتحمل مسؤولية الانبعاثات التاريخية المسببة لتغير المناخ، وعليها أن تدفع ثمن "الخسائر والأضرار" المتوقع أن تواجهها الدول الجزرية الصغيرة مع ارتفاع مستويات سطح البحر، بسبب الاحترار العالمي، واجتياح المياه لأراضيها.
جاء الاقتراح على لسان ممثل فانواتو الدائم بالأمم المتحدة آنذاك، الدبلوماسي والمحامي الشهير روبرت فان ليروب، لكن فكرته رفضت بمجرد طرحها بالطبع، وواجهت هجومًا ونقدًا لاذعًا من الدول الصناعية الكبرى، لكنها رغم ذلك، لم تمت في مهدها، بل ظلت حاضرة في مفاوضات الدول النامية المناخية، حتى تحولت في السنوات الأخيرة إلى مطلب رئيسي مرتبط بالعدالة.
بعد 31 عامًا من النضال والصراع والتفاوض، أًعلنت الأطراف في المسودة النهائية للنسخة السابعة والعشرين من مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف بشأن تغير المناخ COP27، بشرم الشيخ، عن تأسيس صندوق لتمويل الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
وفي أول أيام مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، أعلنت رئاسة COP28 قرار تفعيل الصندوق، ليتحقق أخيرًا حلم فان ليروب وشعوب الدول النامية والأكثر تأثرا بتغير المناخ.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز