مرض الذئبة الحمراء.. تقنية جديدة تحدد السبب
نجح الباحثون في التوصل إلى تفسير لسبب حدوث مرض المناعة الذاتية الذئبة الحمامية الجهازية أو ما يعرف بـ "الذئبة الحمراء".
وبمساعدة تقنية جديدة اكتشفها باحثون من جامعة آرهوس بالدنمارك، وجد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من مرض "الذئبة الحمراء"، يشكلون نوعًا غير معروف سابقًا من جزيئات البروتين في الدم، وأن هذه الجزيئات كبيرة جدًا لدرجة أنها تجد طريقها إلى جدار الأوعية الدموية، مسببة المرض الذي يحتمل أن يهدد الحياة ويمكن على سبيل المثال أن يسبب جلطات الدم والتهاب المفاصل والأعضاء.
وخلال الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية "بروسيدنج أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس"، وصف الفريق البحثي كيف تمكن الباحثون من استخدام التقنية الجديدة في متابعة جزيئات بروتينية معينة في عينة دم المريض وقياس حجمها بالنانومتر، ومن خلال القيام بذلك ، يصبح من الواضح أن نطاق الجزيئات وهيكلها أمران حاسمان لتطور المرض.
وتقول كريستيان جول مادسن من قسم الطب الحيوي بجامعة آرهوس في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "نربط جزيئات البروتين في الدم بجزيئات معدنية صغيرة تتألق بقوة عند إضاءتها بواسطة الليزر، ويمكننا متابعة العملية على الشاشة وهذا يقودنا إلى اكتشاف أن مرضى الذئبة لديهم تركيز أعلى بكثير من الجزيئات الكبيرة جدًا ".
وتضيف أن " هذه التقنية تجعل من الممكن تحديد شيء نادر لكنه بالغ الأهمية لتطور المرض لدى مرضى الذئبة، ونتخيل أن هناك مستوى حرجًا يجب أن تظل دونه لتجنب المرض".
والتشخيص المبكر للمرض مهم لأن العلاج يمكن أن يقلل الأعراض ويمنع تلف الأعضاء، لذلك ، من المثير للاهتمام أيضًا في السياق السريري أن يتمكن الباحثون من أخذ عينة دم وبعد 5 دقائق بالفعل، يكون لديهم إجابة عما إذا كان المريض في طريقه إلى تطوير مرض الذئبة أم أنه مريض بالفعل، كما تؤكد الباحثة آن مارغريت ترولدبورغ، الباحثة المشارك بالدراسة.
وتقول إن من المتوقع أن تكون التقنية الجديدة متاحة كأداة تشخيصية في العيادة في مستشفى جامعة آرهوس في غضون 5-10 سنوات، وهو ما يمكن أن يوفر فهماً أفضل لسبب حدوث المرض، ويمكن أن يساعد ذلك على المدى الطويل، في منع تطور مرض الذئبة وتحسين معرفة الباحثين بالعوامل الوراثية والعوامل الأخرى.