غزة قبيل عيد الأضحى.. مصانع معطلة وأسواق فارغة
مصانع متوقفة، وخطوط إنتاج معطلة، ومتاجر بلا بضائع.. هكذا يبدو الوضع في قطاع غزة، بعد أكثر من 50 يوما من وقف عملية "حارس الأسوار".
وتواصل إسرائيل منذ 10 مايو/أيار الماضي إعاقة حركة نقل البضائع من وإلى غزة، لا سيما المواد الخام والعشرات من البضائع المدنية، لتفاقم معاناة اقتصاد غزة المثقل بتداعيات 14 عاما من الحصار والانقسام.
يقول تيسير الصفدي رئيس اتحاد الصناعات الغذائية "مع بداية الحرب (عملية حارس الأسوار الإسرائيلية في 10 مايو/أيار الماضي) أغلقت إسرائيل المعابر بالذات معبر كرم أبوسالم (المنفذ التجاري الوحيد) ولا يدخل للقطاع إلاّ بعض المواد المصنعة.
- عشرات المصانع في غزة مهددة بالتوقف.. ونقابي يكشف أسباب الأزمة
- إغلاق معابر غزة.. شلل اقتصادي وخسائر بملايين الدولارات
وأشار في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى أنه جرى قبل أسبوعين إدخال كمية من المواد الخام خصوصا لمصانع الكولا والألبان والأيس كريم.. ولكن باقي المواد ممنوعة حتى الآن.
وأكد أنه قبل الحرب لم يكن هناك عجز في المواد الخام لكن كانت المشكلة في منع التصدير، وكان هناك فائض في البضاعة، أمّا الآن فيعمل 80 مصنعا من بين 120 مصنعا في غزة، وبطاقة 40% حيث يعمل حوالي 1200 عامل من بين أكثر من 3 آلاف عامل.
وأغلقت إسرائيل المنفذ التجاري الوحيد مع قطاع غزة بعد بداية العملية الإسرائيلية على غزة في 10 مايو/أيار الماضي واستمر الإغلاق حتى الآن رغم إعادة فتحه جزئيا.
قطاع الملابس أزمة خانقة
وقبل أيام على حلول عيد الأضحى، تفتقر متاجر غزة لملابس جديدة، مع أزمة خانقة تلاحق مصانع الخياطة.
تيسير الأستاذ، رئيس اتحاد صناعة الملابس والنسيج، قال لـ"العين الإخبارية": المواد الخام لمصانع الخياطة لا تدخل غزة منذ 10 مايو/أيار الماضي، أكثر من 220 مصنعا متوقفة تماما عن العمل وهناك أكثر من 10 آلاف عامل متعطلون.
وأشار إلى أن كل المواد الخام للمصانع موجودة في ميناء أسدود منذ أشهر ونحن ننتظر دخولها لغزة.
وقال: "بقاؤها في مخازن أسدود يزيد خسارة المصانع، حتى مع عدم وجود صناعة محلية البضاعة المتوفرة من قبل كاسدة ولا يوجد بيع لها لضعف السوق ".
أسواق بلا بضائع
الخبير الاقتصادي ماهر الطباع أكد أن الكثير من البضائع لا تدخل غزة وليس المواد الخام فقط.
وقال الطباع لـ"العين الإخبارية": "محلات كثيرة باتت فارغة الآن ومغلقة أبوابها لعدم وجود بضائع، لا يوجد أجهزة لاب توب في السوق، ولا هواتف محمولة، وملابس الموسم لا تزال محتجزة في الميناء وتفقد قيمتها، إذ مر عيد الفطر دون بيعها وها هو عيد الأضحى سيمر دون بيعها، ما يكبد التجار عشرات ملايين الدولارات خسائر".
وأكد أن الأسواق في غزة معدمة تماما الآن وترى لأول مرة محلات فارغة وأخرى مغلقة وأغلب البضائع مفقودة.
وقال: "مطلوب يكون هناك ضغط دولي حقيقي على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بالاستيراد والتصدير، مطلوب عدم اكتفاء المجتمع الدولي بإصدار البيانات والتقارير، بل مواقف لرفع الإغلاق".
مركز الميزان لحقوق الإنسان حذر في بيان من التداعيات الإنسانية لاستمرار الإغلاق "الإسرائيلي" والقيود المشددة، على قطاع غزة.
وطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل وفاعل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة وإنهاء حصار قطاع غزة، كونه يشكل عقابا جماعيا للسكان ويخلق مشكلات اقتصادية واجتماعية لا حصر لها.
ووفق البيان، تتفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحصار، حيث تجاوزت أعداد العاطلين عن العمل نصف السكان، وتصل أعداد الفقراء إلى نسب غير مسبوقة، وينعدم الأمن الغذائي (68.2%) من مجموع السكان، وبلغت نسبة الأسر التي تتلقى مساعدات (70%) من مجمل الأسر في قطاع غزة.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز