اشتداد المعارك حول "أبو الضهور" بإدلب السورية
قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة تتصارعان للسيطرة على المطار الاستراتيجي الذي يمكن قوات النظام من الربط بين إدلب وحلب.
دخلت المعارك بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة مرحلة الذروة، الخميس، في مدينة إدلب شمالي البلاد، خاصة في محيط مطار أبو الضهور الاستراتيجي.
وتدور المعاركة بين قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي ومليشيا هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث إن السيطرة على هذه المنطقة أمر مهم بالنسبة للنظام لتأمين الطريق إلى مدينة حلب الواقعة شرق إدلب، وخاضعة لسيطرة النظام.
ودخلت قوات النظام، مساء الأربعاء، مطار أبو الضهور في المنطقة؛ ليصبح أول قاعدة عسكرية يستعيدها في إدلب حال إتمام السيطرة عليه.
واحتلت هيئة تحرير الشام (المكونة من عدة مليشيات منها جبهة النصرة) المطار عام 2015، وكان حينها آخر مركز عسكري لقوات النظام في المدينة الواقع معظمها حاليا تحت سيطرة فصائل الهيئة.
ولكن القوات السورية الحكومية تواجه "مقاومة شرسة" من الفصائل المسلحة التي تقوم بهجمات مضادة.
وتعليقا على ذلك، قال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) إن هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني (مكون من مقاتلين من عرقية الإيغور قادمين من غرب الصين) شنوا هجوما على قوات النظام الموجودة جنوب المطار، أسفر عن مقتل 35 مقاتلا من تلك القوات.
وواصلت هذه المليشيات هجماتها صباح اليوم الخميس؛ حيث شنت هجوما آخر على الخطوط الخلفية للجيش السوري على بعد 10 كم جنوب المطار، بهدف قطع أوصال قواته وفصل القوات المتقدمة عن الخطوط الخلفية.
وتمكنت الفصائل من التقدم في المنطقة باستعادتها السيطرة على عدد من القرى عند الحدود الإدارية بين حلب وحماة، وقتل في المعارك "16 عنصراً على الأقل من الفصائل بينهم قياديان"، وفق المرصد.
من ناحية أخرى، دافعت تركيا عن هيئة تحرير الشام، وهاجمت عمليات الجيش السوري في إدلب الواقعة على حدودها وتدعم الكثير من الفصائل المسيطرة عليها.
وفي هذا الاتجاه حثّت أنقرة كلا من إيران وروسيا- حلفاء دمشق- على التدخل لوقف هجمات القوات السورية على إدلب.
وخاطبهما وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بقوله: "إذا كنتم دولا ضامنة، والحال كذلك، فعليكم وقف النظام، الأمر هناك لا يتعلق بمجرد هجوم جوي، النظام لديه نوايا أخرى وهو يتقدم في إدلب".
والثلاثاء الماضي استدعت تركيا سفيري روسيا وإيران في أنقرة للاحتجاج على عمليات الجيش السوري.
وإدلب تعد من ضمن مناطق "خفض التصعيد" التي اتفق كل من إيران وروسيا وتركيا العام الماضي على وقف المعارك بها، فيما يشبه تقاسم النفوذ على المدن السورية بين الدول الثلاث.
في المقابل، اتهمت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها، الأربعاء، تركيا بأنها لم تفِ بالتزاماتها في منع الفصائل المسلحة بإدلب من شن هجمات بطائرات بدون طيار على قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية، غرب إدلب، والتي أودت بحياة اثنين من الجنود الروس.