الخطوة الأمريكية غير المسبوقة لن تزيد فقط من عزلة إيران وانحسار نفوذها في المنطقة، بل سيكون لها تأثيرها البالغ على الداخل الإيراني
في خطوة هي الأولى من نوعها بتاريخ الولايات المتحدة، أدرج الرئيس دونالد ترامب "الحرس الثوري" الإيراني، الذي يشكل نصف القوة العسكرية الرسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ضمن قائمة بلاده للمنظمات الإرهابية الخارجية، بعد 38 عاما من الإرهاب المنظم الذي مارسه الحرس الثوري في الخارج.
من المؤكد أن هذه الخطوة الأمريكية غير المسبوقة لن تزيد فقط من عزلة إيران وانحسار نفوذها في المنطقة، بل سيكون لها تأثيرها البالغ على الداخل الإيراني، في الوقت الذي يهيمن فيه الحرس الثوري على ثلث الاقتصاد الإيراني الذي يئن تحت وطأة العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ أشهر
على مرّ العقود الماضية دأب الحرس الثوري الإيراني على تنفيذ تفجيرات واغتيالات داخل إيران وخارجها، واعتداءات على سفارات الدول التي يفترض أن تكون محمية بالقانون الدولي، وتهريب البشر والإرهابيين وصولاً إلى تهريب المخدرات والأسلحة.
لا يمكن تخيل قذارة إرهاب الحرس الثوري الإيراني الذي وصل لأطهر البقاع وأقدسها، مكة والمدينة، وتاريخ اعتداءاتهم على الحجاج ومحاولات تنفيذ هجمات إرهابية داخل الحرمين الشريفين.
على الرغم من أن تصنيف الحرس الثوري إرهابيا جاء متأخرا من الإدارة الأمريكية، إلا أنه سيشكل خطوة محورية في تحديد أحد أهم مصادر الإرهاب في المنطقة والعالم، وسيحد من النفوذ الإيراني في المنطقة؛ حيث إن الحرس الثوري هو قلب نظام الملالي وحربته المسمومة، وهو المسؤول عن دعم وتمويل وتدريب الحركات الإرهابية التابعة له، وفي مقدمتها حزب الله في لبنان ومليشيا الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق.
من المؤكد أن هذه الخطوة الأمريكية غير المسبوقة لن تزيد فقط من عزلة إيران وانحسار نفوذها في المنطقة، بل سيكون لها تأثيرها البالغ على الداخل الإيراني، في الوقت الذي يهيمن فيه الحرس الثوري على ثلث الاقتصاد الإيراني الذي يئن تحت وطأة العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ أشهر، ومن ثم ستظهر تداعيات القرار الأمريكي على مناحي الحياة داخل إيران، وكذلك سيزيد من نزيف العملة الإيرانية وانهيارها، وهو ما يجعل الشعب الإيراني الذي نفد صبره يثور مجددا لإسقاط نظام الملالي، لتنتقل المعركة فعلياً داخل إيران.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة