"إفتاء الإمارات": رمضان فرصة يجب اغتنامها لاستلهام قيم التسامح
مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي يقدّم التهاني برمضان لقيادة دولة الإمارات وشعبها، وكافة الشعوب العربية والإسلامية.
أصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الأحد، بياناً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مُقدّماً التهاني لقيادة دولة الإمارات وشعبها، وكافة الشعوب العربية والإسلامية.
وطالب المجلس جميع المسلمين باغتنام هذه الفرصة العظيمة لاستلهام قيم التسامح والسماحة، فضلاً عن ترسيخ مبادئ التراحم والتضامن، وتالياً نص البيان مفصّلاً:
"قال تعالى: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه. (سورة البقرة الآية 185)
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهنئاً أصحابه والمسلمين من بعدهم: أَتَاكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ. (أخرجه النسائي في سننه، وأحمد في مسنده)
وبهذه المناسبة العظيمة، حلول شهر رمضان المبارك، يتقدّم رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي وجميع أعضاءه بأصدق التهاني وأزكى العبارات إلى مقام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء العهود ونواب الحُكام، وإلى الشعب الإماراتي الأصيل وكافة الشعوب العربية والإسلامية، أهله الله على الجميع باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام.
كما يدعو المجلس جميع المسلمين إلى اغتنام هذه الفرصة العظيمة التي تُحطُّ فيها الأوزار وترفع الدرجات وتشحذ الهمم، ليراجع كل واحد نفسه ويجدد العهد مع ربّه سبحانه وتعالى، وأن نعلن جميعاً شهر رمضان شهراً للسلام والتراحم و التوادد،نستلهم منه قيم التسامح والسماحة.
إنّ على الصائم أن يستحضر قيمة التسامح فيتسامى عن السفاسف، ويحرص على عفة اللسان عن الأعراض، وسكون اليد عن الأذى و طهارة القلب، ونقاء الباطن، والتجاوز عن الزلات، والتجافي عن الهفوات، كما في الحديث الشريف : إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. (متفق عليه)
وعليه أن يستمدّ روح السماحة والجود والبذل في هذا الشهر، حيث صحّ عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسَلة. (رواه البخاري)
وبهذه المناسبة يدعو المجلس كافة العاملين في الخطاب الديني من مفتين وأئمة وواعظين إلى إرساء وترسيخ قيم الفضيلة والأخلاق الحميدة، في النفوس من خلال النية الخالصة والكلمة الطيبة والنموذج الحسن، وبمراعاة مقاصد التيسير والرحمة والشفقة ، في وعظهم، وخطبهم وفتاويهم.
وفي الختام نبتهل إلى الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وجميع إخوانه شيوخ البلاد، وهم يرفلون في تمام الصحة وموفور العافية، وأن يتغمّد برحمته الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأن يسبغ نعمه على دولتنا الحبيبة ويمدها بمزيد من الازدهار والاستقرار.