رمضان في الإمارات.. فعاليات وأنشطة ثرية تعزز قيم التسامح بالمجتمع
مختلف مناطق الإمارات تشهد إقامة عشرات المجالس الرمضانية التي تتخذ طابعا ثقافيا وتراثيا وبحضور ومشاركة كبار المسؤولين والشخصيات العامة
مع أول أيام شهر رمضان المبارك، تنطلق الإثنين في دولة الإمارات عشرات الفعاليات الاجتماعية والدينية والخيرية والرياضية التي تضفي على الشهر الفضيل نكهة روحانية خاصة، تعكس أخلاقيات وقيم المجتمع الإماراتي القائم على الألفة والتسامح بين جميع البشر.
وتشهد مختلف مناطق دولة الإمارات إقامة عشرات المجالس الرمضانية التي تتخذ طابعا ثقافيا وتراثيا وبحضور ومشاركة كبار المسؤولين والشخصيات العامة، وذلك في تقليد متوارث منذ مئات السنين يجسد وحدة المجتمع الإماراتي وتماسكه.
وتعتبر خيام الإفطار الرمضانية جزءاً أصيلاً من التقاليد الإماراتية التي تعبر عن روح العطاء والمشاركة الإنسانية في الشهر الفضيل، حيث يبادر العديد من المؤسسات والأفراد إلى نصب هذه الخيام لتصبح مراكز هامة لإقامة موائد الإفطار الجماعية التي تستقطب سنويا مئات الآلاف من الصائمين ومن مختلف الجنسيات.
وهذا العام أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عن تخصيص نحو 159 موقعاً لإقامة إفطار الصائم على مستوى الدولة يستفيد منها نحو 477 ألف شخص، فيما توزع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية خلال مشروع "إفطار صائم" على مستوى الدولة هذا العام نحو 951 الفا وجبة بمعدل 31 ألفا و700 وجبة إفطار يوميا.
ويتميز شهر رمضان بكثافة الحملات الخيرية والإنسانية التي تنظمها العديد من جهات العمل الإنساني في الدولة، حيث يتم جمع التبرعات النقدية والعينية طوال الشهر الفضيل من أجل إيصالها إلى مستحقيها داخل وخارج الدولة.
وتستضيف الإمارات في الشهر الفضيل كبار علماء الدين والمقرئين من الدول الإسلامية، وتقيم مسابقات دولية للقرآن الكريم التي يشارك فيها العشرات من حفظة القرآن، تلاوةً وفهماً وتجويداً.
وفي هذا السياق، أعلنت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات عن برنامج أصحاب الفضيلة ضيوف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر رمضان الفضيل لعام 1440هـ، حيث تستضيف الإمارات 20 عالماً من مصر والسعودية والبحرين وسلطنة عُمان والمغرب واليمن والجزائر وموريتانيا وسوريا ولبنان والهند للمشاركة في سلسلة من الفعاليات الإيجابية التي تعزز في المجتمع ثقافة التسامح في إطار الخطاب الديني المعتدل الذي يسعد المجتمعات ويدفعها باستمرار إلى مزيد من الارتقاء والرخاء.
ويتضمن برنامج أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف رئيس دولة الإمارات خلال شهر رمضان 700 درس في المساجد و75 محاضرة في المؤسسات الحكومية والمجتمعية و52 محاضرة في مجالس التسامح و200 درس من دروس الكراسي العلمية في السيرة النبوية والتفسير و69 حلقة في البرامج الإذاعية والمتلفزة بمجموع 1388 فعالية.
وباتت الدورات الرياضية الرمضانية التي تنظم في دولة الإمارات أقرب إلى أولمبياد رياضي مصغر منها إلى دورات عادية وهو أمر تتميز به عن سائر الدورات الرمضانية التي تنظم في المنطقة، مع إتاحة الفرصة للمشاركة فيها إلى فئات متعددة حيث نجد فئات مخصصة للرجال والسيدات وأصحاب الهمم في جميع الألعاب وهو الأمر الذي يجعلها منصة رياضية مهمة في أجندة الرياضيين والرياضيات في كل عام وليس تحدياً رمضانياً عابراً.
وتعتبر دورة زايد الرياضية الرمضانية الأعرق والأكثر في عدد الألعاب حيث تضم ألعاب كرة القدم والطائرة والسلة والجوجيتسو والجودو والمواي تاي والشطرنج والرماية والسباحة.
ويشهد نمط الحياة في الإمارات بعض التغييرات في شهر رمضان، حرصاً على تسهيل ممارسة شعائر الشهر الفضيل، وتنظيم الحياة الاجتماعية ومن أبرز هذه التغييرات مواقيت العمل التي يتم تخفيضها بمعدل ساعتين يومياً بموجب القانون والذي يشمل المسلمين وغير المسلمين على حد سواء دون الانتقاص من الأجور الاعتيادية.
وفي شهر رمضان تجري العديد من المؤسسات الخدمية المهمة تعديلا على جدول مواعيد العمل لديها بما يتناسب مع ظروف الصوم ويسهل على المتعاملين مراجعة هذه الجهات وقضاء أعمالهم بعد الإفطار.
وتكثف الجهات الرقابية في دولة الإمارات خلال شهر رمضان من جهودها لتعزيز حماية المستهلك ومنع تعرضه للاستغلال خاصة مع ازدياد الطلب على السلع بمختلف أنواعها خلال الشهر الفضيل، حيث تشهد الأسواق جولات تفتيشية مكثفة لمراقبة الأسعار وضمان جودة وسلامة المنتجات المعروضة.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg جزيرة ام اند امز