مستشار الحكومة النمساوية لـ"العين الإخبارية": حظر الإخوان قريب
توقع البروفيسور مهند خورشيد، مستشار الحكومة النمساوية، حظر تنظيم الإخوان بالبلاد قريبا.
وأكد خورشيد أن الأمن النمساوي يرصد ويراقب تحركات الجماعة على أراضيه منذ أكثر من عام.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" قال خورشيد، عميد المعهد العالي للدراسات الإسلامية في جامعة مونستر الألمانية: "هناك تطورات بالاتجاه الصحيح بالنمسا، بحكم عملي كمستشار لرئيس الوزراء، تشير إلى الإعلان قريبا عن حظر تنظيم الإخوان".
وقبل يومين، نفذت الشرطة النمساوية مداهمات في 4 ولايات اتحادية، بينها فيينا، استهدفت أشخاصا وجمعيات مرتبطة بالإخوان الإرهابية وحركة حماس الفلسطينية.
وخلال المداهمات فتشت الشرطة 60 شقة ومنزلا ومقرا تجاريا وناديا، وألقت الشرطة القبض على 30 شخصا مثلوا أمام السلطات لـ"لاستجواب الفوري"، وفق بيان رسمي.
ونقل إعلام محلي عن مصادر أمنية قولها إن "التحقيقات تجري مع المشتبه بهم بشأن الانتماء لمنظمات إرهابية، وتمويل الإرهاب، والقيام بأنشطة معادية للدولة، وتشكيل تنظيم إجرامي وغسيل الأموال".
ووفق مكتب المدعي العام في النمسا، فإن المداهمات تأتي بعد "تحقيقات مكثفة استمرت أكثر من عام" من قبل هيئة حماية الدستور ومكافحة الإرهاب (الاستخبارات الداخلية).
تجريم الانتماء
بالمقابلة نفسها التي جرت بالعاصمة فيينا، كشف خورشيد أن الحكومة النمساوية أعلنت، الأربعاء، قوانين جديدة ضد الإرهاب، تتعلق بتجريم الانتماء للإسلام السياسي، في إطار خطوات فيينا لمكافحة الإرهاب، وتجفيف المنابع الأيديولوجية للتطرف.
ولفت خورشيد، الذي يعتبر أهم خبير في الإسلام السياسي في الدول الناطقة بالألمانية، إلى أن رئيس وزراء النمسا طلب من الوحدة الأوروبية توحيد الجهود ضد الإسلام السياسي، والإخوان جزء منه".
ووفق الخبير، فإن "شرطة حماية الدولة في فيينا تقوم بمراقبة الإخوان وتحركاتهم ورصد أنشطتهم منذ أغسطس/آب 2019، ما أسفر في النهاية عن مداهمات جرت منذ 3 أيام طالت منازل ومؤسسات لأشخاص يشتبه انتماؤهم للإخوان".
خورشيد تطرق أيضا إلى الأخبار التي يتم تداولها حاليا بشأن عثور الشرطة على مبلغ 25 مليون يورو نقدا في بعض البيوت التي تم تفتيشها لأشخاص تحوم حولهم شبهات"، ويشتبه بانتمائهم للإخوان.
وتابع "من بين البيوت التي جرى تفتيشها، منزل الرئيس السابق للهيئة الإسلامية الرسمية أنس الشقفة (سوري الأصل)، وهناك شخص مقرب من الإخوان يدعى فريد حافظ ينشر سنويا كتاب الإسلاموفوبيا تموله الحكومة التركية".
ولفت إلى أن "أي مسلم ينتقد الإخوان وجماعات الإسلام السياسي يتم إدراجه في كتاب الإسلاموفوبيا السنوي".
أكاذيب الإخوان
خورشيد أشار أيضا إلى أن الإخوان يرددون أحاديث كاذبة بأن هناك حربا على الإسلام من الدولة النمساوية، مؤكدا أن مزاعمهم غير صحيحة بالمرة.
وشدد على أن الدولة النمساوية من أوائل البلدان التي اعترفت بالإسلام، ويتم تدريس الدين الإسلامي على نفقة الدولة منذ عام 1982 من قبل الهيئة الإسلامية، بدون تتدخل من الحكومة.
وأكد أن "النمسا تساعد المسلمين، وليست ضدهم على الإطلاق بعكس مزاعم الإخوان والجماعات التكفيرية"، لافتا في هذا السياق إلى أن منصة الجزيرة الفضائية تروج أن النمسا ضد الإسلام.
وأوضح أن "مسؤولين في الحكومة النمساوية يؤكدون باستمرار، في أكثر من رسالة، أن الحرب ليست على الإسلام أو المسلمين، وإنما من أجل حماية الإسلام من استخدامه في أجندات سياسية".
جرائم الإخوان
يقود خورشيد "مركز توثيق الإسلام السياسي" الذي افتتحته وزيرة الاندماج النمساوية سوزاني راب قبل أسابيع، ويتمثل دوره في تحليل اتجاهات الإسلام المتطرف خاصة الإخوان، وتوثيق جرائم الجماعة.
وحول المركز الجديد، يقول خورشيد "هو مركز علمي للأبحاث فقط وليس استخباراتيا من أجل تحليل بنية الإسلام السياسي في النمسا وأوروبا وخارج أوروبا".
ويملك الإخوان وجودا كبيرا في النمسا، خاصة في فيينا وغراتس، ويتمثل ذراعها الأساسية في "الجمعية الثقافية"، ومجموعة من المساجد والمراكز الثقافية مثل "النور" في غراتس، و"الهداية" في فيينا.
ومؤخرا، أعلنت وزيرة الاندماج النمساوية تأسيس مركز توثيق "الإسلام السياسي"، على غرار مركز توثيق اليمين المتطرف.
وخصصت ميزانية أولية بقيمة نصف مليون يورو للمركز الذي يتولى مراقبة الإخوان والتنظيمات التركية وغيرها في البلاد، بما يشمل المساجد ومواقع التواصل.
ووفق صحيفة "كرونه" النمساوية المستقلة يسير مشروع مركز توثيق الإسلام السياسي على الطريق الصحيح، إذ تراهن فيينا على عقول أفضل الخبراء في هزيمة الإخوان والتيارات الإسلامية المتطرفة.
ونقلت الصحيفة عن سوزان راب قولها: "نؤسس منارة ضد الراديكالية والتنظيمات الإسلامية المتطرفة".