تفاقم أزمة مهاجري ليبيا.. مشاهد "مفزعة" ومفوضية اللاجئين تعلق أعمالها
تقارير محلية ودولية عدة تحدثت عن واقع أليم يعيشه المهاجرون بالعاصمة طرابلس، إلا أنها لم تكشف حجم "المأساة" التي باتت تهدد حياة الآلاف.
فوسط الحديث عن اعتقال قرابة 5 آلاف مهاجر في عملية أمنية نفذتها وزارة الداخلية التابعة لحكومة تصريف الأعمال في ليبيا، انتشرت صور ومقاطع فيديو لفرار طالبي اللجوء من مراكز الاحتجاز إلى شوارع العاصمة طرابلس، في مشاهد أثارت الفزع في قلوب ساكني المدينة.
إلا أن ما أثار الفزع أكثر، إطلاق النار على المهاجرين غير الشرعيين، ما أودى بحياة شخص واحد على الأقل وإصابة 15 آخرين، وتوقيف أكثر من 5 آلاف شخص في عدة مراكز احتجاز التي باتت "مكتظة وغير صحية".
تعليق العمل
تلك التقارير والتي باتت العنوان الرئيس عن الأزمة الليبية محليًا ودوليًا، دفعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعليق العمل مؤقتا بمركزها في طرابلس، بسبب ما وصفته بـ"تصاعد التوترات بين حشود المهاجرين المطالبة بمساعدات وترحيلها من ليبيا".
وقال أيمن غرايبة، مدير المكتب الإقليمي للمفوضية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن المفوضية قلقة بشأن الوضع الإنساني لطالبي اللجوء واللاجئين في ليبيا، في أعقاب عملية أمنية واسعة النطاق قامت بها السلطات الليبية الأسبوع الماضي، استهدفت المناطق التي يعيش فيها طالبو اللجوء والمهاجرون.
وأوضح المسؤول الحقوقي، أن المداهمات، التي اشتملت على هدم العديد من المباني غير المكتملة والمنازل المؤقتة، أثارت حالة واسعة من "الذعر والخوف" بين طالبي اللجوء واللاجئين في العاصمة، مشيرًا إلى أن العديد من الأشخاص، بمن فيهم أطفال غير مصحوبين بذويهم وأمهات، والذين فقدوا مآويهم وأصبحوا الآن بلا مأوى، بدأوا بالاتصال بموظفي المفوضية وشركائها في المركز المجتمعي النهاري من أجل الحصول على مساعدة عاجلة.
تزايد الحشود
وأشار مدير مكتب مفوضية اللاجئين، إلى أنه نتيجة للمداهمات وتدهور الأوضاع، "شهدنا حشوداً متزايدة من طالبي اللجوء وهم يحتجون أمام المركز المجتمعي النهاري في طرابلس، مطالبين بإجلائهم من ليبيا وبإعادة توطينهم".
وفيما قال إن المفوضية وشركاؤها تمكنت من تقديم المساعدة لطالبي اللجوء، بما في ذلك المواد الغذائية ومواد الإغاثة الأخرى ومبالغ نقدية طارئة في بداية الأزمة، إلا أنه أكد أنه في الأيام الأخيرة، نتيجة لتصاعد التوترات بين الحشود، أصيب اثنان من موظفي إحدى شركاء المفوضية، وتم إعاقة وصول طالبي اللجوء الآخرين الذين هم في حاجة ماسة للمساعدة، ما دفع المفوضية لتعليق الخدمات الدورية في المركز مؤقتاً.
ودعا المسؤول الأممي السلطات المحلية إلى احترام حقوق الإنسان وكرامة طالبي اللجوء واللاجئين على الدوام، ووقف اعتقالهم، وإطلاق سراح المحتجزين، بمن فيهم أولئك الذين كان من المقرر مغادرتهم على متن رحلات الإجلاء وإعادة التوطين.
استئناف الرحلات
وجدد مناشدته للسلطات الليبية للسماح باستئناف الرحلات الجوية الإنسانية خارج البلاد، والتي تم تعليقها منذ ما يقرب من عام، مشيرًا إلى أن تعليق الرحلات الجوية الإنسانية أدى إلى قيام العديد من دول إعادة التوطين بإبلاغ المفوضية بأنه لم يعد بإمكانها تلقي طلبات إضافية لإعادة التوطين من ليبيا لعام 2021، مما أدى إلى خسارة 162 مقعداً من مقاعد الرحلات الخاصة بإعادة التوطين المباشرة من ليبيا.
تصريحات المسؤول الأممي، جاءت بعد قرابة أسبوع من بيان للبعثة الأممية في ليبيا، أعربت فيه عن قلقها إزاء ما أفيد عن تعرض المهاجرين واللاجئين في منطقة قرقارش في طرابلس للقتل والاستخدام المفرط للقوة
وأكدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية في ليبيا، جورجيت غانيون، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه في حينها، أن استخدام القوة المفرطة والفتاكة وغير المبررة أثناء عمليات إنفاذ القانون يعد انتهاكاً للقانون الوطني والدولي، داعية السلطات الليبية إلى التحقيق في ما ورد من استخدام القوات الأمنية للقوة المميتة والمفرطة بحق المهاجرين.
وفيما أبدت الأمم المتحدة احترامها التام لسيادة الدولة الليبية ودعمها لها في أداء واجبها في حفظ النظام والقانون وحماية أمن السكان، فإنها دعتها إلى احترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة جميع الناس بمن فيهم المهاجرون واللاجئون في جميع الأوقات.
اعتقال الآلاف
وأشارت إلى أن التقارير الواردة من مسؤولين في إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية، أفادت باعتقال ما لا يقل عن 4 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال، أثناء هذه العملية الأمنية، مؤكدة أن المهاجرين العزّل تعرضوا للمضايقات والضرب وإطلاق النار في داخل منازلهم.
وشددت جورجيت غانيون، على أن الأمم المتحدة لطالما أعربت عن إدانتها للظروف اللاإنسانية داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا والتي يُحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في مرافق شديدة الاكتظاظ تفرض فيها قيود على إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية التي قد تنقذ حياتهم.
ودعت الحكومة إلى السماح باستئناف عمليات الإجلاء الإنسانية الطوعية التي تقوم بها منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وكذلك رحلات الإعادة ومغادرة آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا إلى وجهات خارج البلاد.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA== جزيرة ام اند امز