مصر تحاصر الهجرة غير الشرعية بـ"مراكب النجاة"
الحكومة المصرية أطلقت في نهاية ديسمبر الماضي مبادرة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، تحمل اسم "مراكب النجاة"
تسعى السلطات المصرية لمحاصرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية والقضاء عليها نهائياً، عبر التوعية بمخاطرها ومعالجة مسبباتها، بعد نجاحها أمنياً في وقف تدفقاتها منذ نحو 4 سنوات، بحسب تصريحات رسمية.
وأطلقت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، مبادرة للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، تحمل اسم "مراكب النجاة"، للتوعية بمخاطرها وتوفير بدائل آمنة.
ومن محافظة البحيرة، شمال غربي القاهرة، انطلقت، الثلاثاء، المحطة الثانية للمبادرة، بمشاركة 3 وزراء بالحكومة المصرية، ومشاركة أممية ممثلة في لوران دي بويك، رئيس مكتب منظمة الهجرة الدولية في القاهرة، وعدد من أعضاء مجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني.
وتستهدف المبادرة تحقيق حياة كريمة للمواطن المصري والتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وعرض عدد من المشروعات المتاحة للشباب عن طريق عقد لقاءات لمجموعات منهم مع المسؤولين في جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
والبحيرة، إحدى أكبر المحافظات المصرية المصدرة للهجرة غير الشرعية، وقالت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن أنشطة المبادرة في البحيرة تتضمن افتتاح مركز لتدريب وتأهيل الشباب بمنطقة حوش عيسى، جرى تدشينه بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، على أن يبدأ التدريب به في فبراير/شباط، حيث يقدم برامج تدريب لشباب المحافظة وتوعيتهم حول ضرورة العزوف عن تلك الظاهرة، فضلاً عن توفير برامج ثقافية ورياضية.
وتنظم المبادرة لقاءات جماهيرية مع سيدات المحافظة ومجموعة من الطلاب في برنامج تثقيفي وتدريبي.
واستهدفت المبادرة 96 ألفاً من السيدات والرجال بقرى المحافظة بواقع 19 ألفاً و200 زيارة، إذ عملت رائدات ريفيات على توعية أهالي القرى بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والبدائل الإيجابية الآمنة وسبل الهجرة الآمنة، فضلاً عن توعيتهم بالفرص المتاحة بالمشاريع القومية.
وكانت محافظة الفيوم جنوبي القاهرة، هي المحطة الأولى للمبادرة، ووفق بيانات وزارة الهجرة المصرية، فإنّه جرى تنفيذ 3 حملات لطرق الأبواب في الفيوم بإجمالي 150 ألف زيارة، استهدفت 161 ألفاً في 60 قرية.
وتلقت الحكومة المصرية دعماً أممياً في المبادرة، إذ أعلن لوران دي بوك، مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في القاهرة، استعداد المنظمة تقديم كل أوجه الدعم للمبادرة، من برامج تمويل وحملات توعية.
وضمن الحملة أطلقت وزارة الهجرة المصرية هاشتاق "أنا أشارك في مراكب النجاة"، تلبية لطلب المصريين بالخارج في ضوء تنفيذ المبادرة.
وتقول مصر إنّها استطاعت، وفقاً لاستراتيجية شاملة تبنّتها، محاصرة الظاهرة، التي تؤرق القارة الأوروبية، وإنه لم يخرج مركب هجرة غير شرعي واحد إلى أوروبا من مصر منذ عام 2016.
السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، تقول إن مصر لم تعد دولة مصدرة للهجرة غير الشرعية، وهو أمر يلقى إشادة عالمية من جميع الجهات المعنية.
وأرجعت جبر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، نجاح مصر في مواجهة الظاهرة، لعدة أسباب، أهمها امتلاك الإرادة السياسية الحقيقية، واتخاذ خطوات فعالة مثل إصدار "أول قانون في منطقة الشرق الأوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية" وتهريب المهاجرين وهو قانون (رقم 82 لسنة 2016) الذي وضع تعريفاً متكاملاً لتلك الجريمة، وحدد عقوبات رادعة لمرتكبيها، ضمن استراتيجية وطنية تنفذها جميع المؤسسات الحكومية.
وشكلت مصر في يناير/كانون الثاني 2017 لجنة وطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، تتبع رئاسة مجلس الوزراء، بهدف التنسيق على المستويين الوطني والدولي خطط وبرامج مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية.