«نحبهم ولا نعرفهم».. من هو الإمام أبوحنيفة النعمان؟
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الأسماء اللامعة، توقّر في النفس بمجرد ذكرها، والمفارقة أن كثيرا منا يجل أصحابها دون أن يعرفهم.
وخلال شهر رمضان المبارك 2024، تقدم "العين الإخبارية" في سلسلة "نحبهم ولا نعرفهم" قصصا لشخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي، نوقرها ولا نعرف عنها الكثير.
ومن الأسماء التي نحبها دون أن نعرف صاحبها الإمام أبوحنيفة النعمان، صاحب المذهب الحنفي، وأول الأئمة الأربعة الذي عاصر عددًا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من هو الإمام أبوحنيفة النعمان؟
ولد النعمان بن ثابت الكوفي عام 80 هجرية الموافق 699 ميلادية، نشأ في الكوفة بالعراق وتربي فيها، وكان أبوه تاجر حرير، ويقال إنه التقى في طفولته بالإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
وروي أن الإمام حنيفة رأى في طفولته والده وهو يهدي علي بن أبي طالب مقدارا من الحلوى في عيد النيروز الفارسي، ولم يكن يأكلها حينها إلا الموسرين من الناس، كما رأى عليا وهو يدعو لأبيه بالبركة فيه وفي ذريته.
حفظ أبو حنيفة القرآن في صباه، وأخذ قراءته عن عاصم الكوفي، وكان يعيش فى مجتمع متعدد الثقافات، تتحاور فيه العقائد بمذاهب النصرانية وآراء الشيعة والسنة والمعتزلة والخوارج، وتتضارب فيه كل الآراء.
وبحسب الكاتب المصري سليمان فياض، وضع أبو حنيفة النعمان 83 ألف مسألة في الفقه الإسلامي، منها 38 ألفا هي أصل في العبادات و45 ألف مسألة في المعاملات، ووصفه تلميذه عبدالله بن المبارك بـ"مخ العلم".
كما وصفه معاصره مليح ابن وكيع بقوله: "كان عظيم الأمانة، وكان يؤثر رضا ربه على كل شيء ولو أخذته السيوف"، ومن أقواله المأثورة "إياك أن تكلم العامة في أصول الدين فإنهم قوم يقلدونك فيشتغلون بذلك".
ومن أقواله أيضا: "لم يجبر الله أحدا من خلقه على الكفر ولا على الإيمان، والإيمان والكفر فعل العباد، ويعلم الله تعالى من يكفر في حال كفره، فإذا آمن بعد ذلك فإذا علمه مؤمنا أحبه من غير أن يتغير علمه".
وكان الإمام أبو حنيفة عابدًا زاهدًا ورعًا، وروي عنه أنه كان يختم القرآن في ركعة واحدة ويقوم به الليل كله، بحسب موقع دار الإفتاء المصرية، وقال عنه مسعر بن كدام: "دخلت المسجد، فرأيت رجلًا يصلي فاستحليت قراءته، فوقفت حتى قرأ سبعًا".
وأضاف: "قلت: يركع، ثم بلغ الثلث، فقلت: يركع، ثم بلغ النصف، فلم يزل على حاله حتى ختم القرآن في ركعة، فنظرت فإذا هو أبو حنيفة"، وكان أبو حنيفة يقول: "ربما قرأت في ركعتَي الفجر حزبين من القرآن"، وفقًا لدار الإفتاء المصرية.
وتوفي سنة 150 هـ في بغداد، ودفن في مقبرة الأعظمية في موضع سُميَ فيما بعد "مقبرة الخيزران"، ويزوره كثيرون، ويقال إنه أحس بقرب أجله فمات وهو ساجد، وأوصى بأن يُدفن في أرض طيبة لم يجر عليها غصب، وقُدِّر عدد من صلوا عليه بـ50 ألفا.
aXA6IDE4LjIyNy4yMDkuMTAxIA== جزيرة ام اند امز