«نحبهم ولا نعرفهم».. من هو الإمام القرطبي؟
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الأسماء اللامعة، توقّر في النفس بمجرد ذكرها، والمفارقة أن كثيرا منا يجل أصحابها دون أن يعرفهم.
وخلال شهر رمضان المبارك 2024، تقدم "العين الإخبارية" في سلسلة "نحبهم ولا نعرفهم" قصصا لشخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي، نوقرها ولا نعرف عنها الكثير.
ومن الأسماء التي نحبها دون أن نعرف صاحبها الإمام القرطبي، إمام أهل التفسير الذي يعد كتابه "الجامع لأحكام القرآن" من أشهر كتب التفاسير الأربعة لكتاب الله بين أهل السنة.
من هو الإمام القرطبي؟
ولد في قرطبة أوائل القرن السابع الهجري (ما بين 600 - 610هـ) ، وتعلم العلوم الشرعية واللغة العربية بفنونها المختلفة والشعر، وتلقى دروسًا في الفقه وعلوم القرآن على يد كبار العلماء في عصره.
نشأ الإمام القرطبي في أسرة بسيطة، وكان والده صانع خزف، تلك المهنة التي كانت تشتهر بها مدينة قرطبة في ذلك الوقت، وظل القرطبي يتلقى العلم في الأندلس حتى سقوطها وخرج منها نحو عام 633 هـ.
بعدها، توجه القرطبي إلى المشرق طلبًا للعلم، وانتقل إلى مصر التي كانت محطًّا لكثير من علماء الدين، وفيها التقى عددًا من العلماء منهم الإمام بهاء الدين أبوالحسن، وكان من أعلام الحديث والفقه والقراءات.
وفي مصر، تنقل القرطبي في سائر ربوع البلاد طلبًا للعلم، فزار الإسكندرية والقاهرة والفيوم، حتى استقر في صعيد مصر وبالتحديد في قرية البهنسا بمحافظة المنيا لوجود شيخه أبي الحسن بن هبة الله الشافعي.
وخلال تواجده في مصر، قدم الإمام القرطبي العديد من المؤلفات، من أهمها على الإطلاق كتابه "الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وأحكام الفقه والفرقان"، أحد أهم مراجع التفسير بين أهل السنة.
وتوفي الإمام القرطبي في صعيد مصر في ليلة عاشوراء عام 371 هـ، ودفن في قرية البهنسا بالمنيا، وتحول قبره إلى مقام ومزار يقصده الآلاف سنويًا من مصر وخارجها، خاصة دول إندونيسيا وباكستان وإسبانيا.
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز