مسجد الإمام الشافعي.. أكبر أضرحة مصر «قبلة الروحانيين» (صور)

حل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضيفا على مسجد الإمام الشافعي، أحد أشهر معالم القاهرة التاريخية والإسلامية، خلال زيارته الحالية لمصر.

وزار الرئيس التركي المسجد الشهير رفقة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مبديا سعادته البالغة برؤية هذا المعلم التاريخي المميز.

• هل ظلم مسلسل "رسالة الإمام الشافعي"؟

والمسجد الأثري قبلة "الروحانيين" ومحبي آل البيت وزيارة الأضرحة باعتباره "أيقونة العشق الروحي"، ويقصده المصريون من كل صوب وحدب للصلاة والتبرك به.

قصة مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة

مسجد الإمام الشافعي من العلامات البارزة في مصر الإسلامية، باعتباره أكبر الأضرحة بقاهرة المعز وصاحبه محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعي القرشي، صاحب ثالث المذاهب الإسلامية.

يقع المسجد الشهير في حي الإمام الشافعي، شرق العاصمة القاهرة إلى الجنوب من قلعة صلاح الدين، وأنشئ تعظيما للإمام الذي جاء إلى مصر واستقر بها حتى وفاته.

والشافعي من أئمة المذاهب الفقهية الأربعة من أهل السنة والجماعة في الإسلام، وأسس المذهب الشافعي وهاجر إلى المدينة المنورة طلبًا للعلم عند الإمام مالك بن أنس، ثم توجه إلى اليمن، وبعدها بغداد، وسافر بعدها إلى مصر وأخذ ينشر مذهبه الجديد.

ولد الإمام الشافعى في غزة عام 767 ميلاديا وتوفي بالقاهرة يوم الجمعة عام 819 ميلاديا، وعمل قاضيًا إلى جانب العلوم الدينية.

وأمر السلطان الكامل الأيوبي في عام 1211 ميلاديا بإنشاء المسجد تباركا بالإمام الشافعي وتعظيما لدوره، وبالفعل بني الصرح الذي يقع حاليا في القرافة الصغرى بالقاهرة.

وبنيت وجهات المسجد بالحجر، وزينت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله منارة على شاكلة المنارات المملوكية، ومنبره مطعم بالسن والآبنوس.

وتم بناء القبة الخشبية الضخمة للضريح بأمر من السلطان الكامل الأيوبي، إذ باتت واحدة من أكبر قباب الأضرحة في مصر على الإطلاق، وتحمل رقم 251 ضمن الآثار الإسلامية بالقاهرة.

والقبة الخشبية للإمام الشافعي محفورة بزخارف نادرة ورسوم رائعة، وهي عبارة عن قبة خشبية مزدوجة تعد من أروع مبانى العصور الوسطى وأجملها زخرفة، كما أنها من أجمل القباب التي بنيت في مصر وأيضا أقدم قبة خشبية بنيت في المحروسة.

وتوثق القبة الخشبية لضريح الإمام الشافعي تطور الفن في العصر الأيوبي، ويتضح ذلك في عدد الحنايات الموجودة في القبة.

أيضا تزخر قبة الإمام الشافعي بزخرفة عدد كبير من المتون القرآنية مثل آية الكرسي، وأحاديث مكتوبة، أهمها ما روى عن النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، عندما تحدث عن عالم سيأتي بعده من نسل عبد مناف.

أمر الخديو توفيق باشا بتجديد المسجد عام 1891 ميلاديا، وبالفعل تم الانتهاء من الترميم سنة 1310 هجرية ليصبح ما هو عليه الآن، وزينت أعتاب الشبابيك بكتابات كوفية، وله منارة ومنبره مطعم بالسن والآبنوس.

وفي السنوات الأخيرة أخضعت مصر المسجد الشهير للترميم، إذ افتتح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في 18 أبريل/نيسان 2021، مشروع ترميم قبة الإمام الشافعي، وتضمنت أعمال ترميم كاملة لجميع مرافقه.

وذكر الدكتور عبدالرحيم ريحان، خبير الآثار ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي في مصر، أن الضريح مقام فوق قبر الإمام الشافعي، ويضم رفاته ورفات الأميرة شمسة زوجة صلاح الدين الأيوبي ورفات العزيز عثمان بن صلاح الدين.

كما يضم أيضا رفات والدة الملك الكامل المتوفاة سنة 608 هجرية، كما يضم 3 محاريب تتجه نحو مكة عند حائط اتجاه قبلة الصلاة.