زوجة رئيس الفلبين الأسبق.. من هي "الفراشة الحديدية"؟
إيميلدا ماركوس، كانت السيدة الأولى للفلبين، وزوجة الرئيس الأسبق فرديناند ماركوس الذي حكم الفلبين لمدة 20 عاما حتى إطاحته عام 1986.
لقبت إميلدا في الفلبين بـ"الفراشة الحديدية"، واتُهمت عائلة ماركوس بسرقة مليارات الدولارات من الشعب الفلبيني خلال رئاسة فرديناند، وفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية.
اشتهرت ببذخها الشديد عندما كانت السيدة الأولى، وبعد عزل زوجها من منصبه، تركت وراءها أكثر من 1000 زوج من الأحذية وأكثر من 800 حقيبة يد عند فرارها إلى هاواي.
ولدت إيميلدا ريميديوس فيزاسيون روموالديز في 2 يوليو/ تموز 1929، في مانيلا، وفازت بلقب ملكة جمال الفلبين عام 1965 وتزوجت الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس في 1 مايو/أيار 1954 وحتى وفاته في 28 سبتمبر/أيلول 1989. ولهما ثلاثة أبناء إيرين وفرديناند جونيور "بونج بونج" وإيمي.
خدمت إميلدا في مجموعة متنوعة من الأدوار خلال فترات حكم زوجها، بينها وزيرة المستوطنات البشرية وحاكمة العاصمة مانيلا.
في ديسمبر/ كانون الأول 1972 تعرضت لطعنة في ذراعيها ويديها في أثناء محاولة اغتيال قام بها كارليتو ديماهيليج.
خلال فترة حكمه الوحشية بين عامي 1965 و1986، قتل ما لا يقل عن 3240 شخصًا وفقا لتقديرات منظمة العفو الدولية.
وتعرض 34000 آخرون للتعذيب وسجن حوالي 70 ألفا، بينما تمسك ماركوس الأب بالسلطة عبر الأحكام العرفية العنيفة.
وخلال الحكم الاستبدادي لماركوس قام بتكديس الثروات وسرق من الخزائن العامة ما بين خمسة إلى عشرة مليارات دولار، وهو ما أغرق البلاد في الديون وأدى لاندلاع الثورة، لكن ماركوس تمكن من الفرار إلى هاواي بأمواله.
وفي فبراير/ شباط 1986 فرت عائلة ماركوس إلى هاواي بعد أن أطاح الشعب الفلبيني بماركوس، والذي توفي بعد ثلاث سنوات في المنفى.
وتشير تقديرات إلى أن ماركوس وشركاؤه نهبوا قرابة 10 مليارات دولار من خزائن الدولة الفلبينية خلال فترة حكمه التي استمرت 21 عامًا.
كانت هذه الأموال مودعة في حسابات بنكية أجنبية أو تم استثمارها في أعمال فنية ومجوهرات وآلاف الأحذية وعقارات من مانيلا إلى نيويورك.
وكان أشهر تلك اللوحات لوحة بابلو بيكاسو المفقودة منذ ثلاث سنوات والتي عادت للظهور في منزل السيدة الأولى السابقة إيميلدا ماركوس في الفلبين.
وظهرت اللوحة التجريدية، التي تقدر بنحو 125 مليون دولار، وتصور امرأة تتكئ على أريكة ويدها على جبهتها في الفيلم الوثائقي "صانع الملوك" عام 2019 عن عائلة ماركوس.
ووفقا لتقرير شبكة "إيه بي سي" أستراليا أجبرت إميلدا صناع الأحدية، خلال حكم زوجها، على تزويدها بـ10 أزواج من الأحذية في الأسبوع، كما سافرت حول العالم لشراء الأحذية باهظة الثمن.
وأدانت المحكمة العليا في الفلبين بأن ماركوس وعائلتها ارتكبوا عمليات احتيال واسعة النطاق وأمرت أقاربها الباقين على قيد الحياة بسداد ملايين الدولارات.
ووفقا للتقرير كونت عائلة ماركوس ثروتها من نهب الخزانة العامة للبلاد، وتلقي الرشاوى نظير عقود حكومية، والاستيلاء على الشركات الخاصة والانغماس في القروض الأجنبية.
وفي عام 1990 تمت محاكمة إميلدا ماركوس في نيويورك بتهمة الابتزاز. وتزعم الاتهامات أنها سرقت أموالا من بنك الفلبين الوطني واستثمارها في الولايات المتحدة. وتمت تبرئته لاحقًا من التهم الموجهة إليها.
خلال الفيلم الوثائقي، تباهت السيدة الأولى السابقة باللوحة، إلى جانب القطع الأثرية الباهظة الثمن والنادرة في مجموعتها.
وقالت: "كان (زوجي) يقول إيميلدا، أعرف كيف أكسب المال بشكل صحيح، وأنت تعلمين كيف تنفقين المال بشكل صحيح لأنك تشترين الجمال".
سُمح لعائلة ماركوس بالعودة إلى الفلبين عام 1991 من قبل الرئيسة كورازون أكينو، الذي ساعد اغتيال زوجها في عام 1983 على دفع حركة سلطة الشعب التي أطاحت في النهاية بماركوس الأب.
شرعت ماركوس على الفور في إعادة إحياء شبكتها السياسية، وكانت نائبة في مجلس النواب في الفترة من 1995 إلى 1998، لكنها فشلت في الترشح للرئاسة مرتين عامي 1992 و1998.
تمت تبرئة ماركون من جميع قضايا الفساد في الفلبين، وفي 25 مايو/ أيار 2022 - أعلنت جلسة مشتركة للكونجرس الفلبيني فوز نجل ماركوس، فرديناند ماركوس جونيور، في الانتخابات الرئاسية ليصبح الرئيس المقبل للبلاد.