رسائل هيلاري تكشف "مؤامرة ضد التاميل".. منظمة دولية متورطة
كشف خطاب مسرب أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أرادا بشدة "هزيمة التاميل تماما" في سريلانكا مهما تكلف الأمر.
والخطاب المسرب تم تداوله بين مكاتب وزارة الخارجية الأمريكية عام ٢٠٠٩ ويشير إلى رغبة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بشدة في "هزيمة التاميل تماما".
والتاميل هم مجموعة عرقية من شبه القارة الهندية ترجع أقدم سجلاتها التاريخية إلى أكثر من ألفي عام.
وأقدم المجموعات التاميلية هي تلك التي تسكن جنوب الهند وشمال شرق سيريلانكا.
واتضح أن الخطاب أرسلته وزيرة الخارجية الأمريكية حينها هيلاري كلينتون (بعدما تسلمته من بيرنز سترايدر، المستشار السياسي) إلى رئيسة ديوانها شيريل ميلز ونائبها وقتها جاك سوليفان، بهدف التحقق من صحة الرسالة.
وبحسب موقع "تاميل فور بايدن"، أصدرت كلينتون تعليماتها لصندوق النقد الدولي "بتعليق تمويل الحكومة السريلانكية" التي كانت ترتكب فى ذلك الوقت جرائم بحق أقلية التاميل لكن صندوق النقد الدولي رفض طلبها ورد بأنها "تتدخل فى مجال اختصاص وزير الخزانة تيموثي جيثنر".
وورد فى الرسالة المسربة أن المنظمتين الدوليتين تريدان بشدة القضاء على نشاط التاميل فى سريلانكا.
"تاميل فور بايدن"
وقالت جماعة "تاميل فور بايدن": "نحن، التاميل في الشتات، نود أن نشكر الوزيرة كلينتون لمحاولتها منع تمويل صندوق النقد الدولي لسريلانكا خلال رئاسة أوباما.. كان تقديم المال لسريلانكا من أجل قتل جنود نمور التاميل الذين سعوا لحماية أهل الجماعة الأبرياء من عمليات الاغتصاب ومصادرة الأراضي والتمييز والإبادة الجماعية انتهاكًا للقانون الدولي".
و"تاميل فور بايدن" هي جماعة تضم أنصار التاميل الذين ينشدون دعما من الرئيس الأمريكي لمساعدتهم على بناء وطن لهم شمال غرب سريلانكا.
ودعت الجماعة السلطات المختصة إلى التحقيق في هذه الانتهاكات الصارخة من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لحقوق الإنسان.
وقالت: "يجب على المحكمة الجنائية الدولية محاكمة المسؤولين الذين شاركوا في صياغة مثل هذه السياسة".
ويتمثل الاختصاص المعلن لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في المساعدة في التغلب على الفقر، وتقديم حلول مالية مخصصة، ومنع تغير المناخ، وليس مساعدة الأنظمة الإجرامية وتمويل الفظائع.
وفى يونيو/حزيران من عام ٢٠٠٩، أعلنت الحكومة السريلانكية أنها سحقت "جبهة تحرير نمور تاميل إيلام" التي تسعى منذ سنة 1983 لإنشاء وطن لها فى إقليم تاميل إيلام فى شمال غربى البلاد، وأنها تسيطر الآن على كل الجزيرة.
ووفقا لمراقبين، فقد لجأت حكومة سريلانكا إلى الأسلوب الاستئصالي الشامل القائم على البتر الجراحي، المتمثل في إخراج المدنيين من مسرح القتال للتمهيد لحصر المتمردين في مساحات محصورة ثم سحقهم من خلال القصف المدفعي والجوي الشامل، مع عدم الاكتراث بمصير المدنيين النازحين، أو الذين يحاصرون في مسرح المواجهات المسلحة، واستبعاد التفاوض السياسي مع المتمردين.