خبير لـ"العين": هجوم لندن "11 سبتمبر البريطانية"
الخبير السياسي طارق فهمي قال إن هجوم لندن بمثابة علامة فارقة في عمليات الإرهاب في العواصم الغربية.
قتل 4 أشخاص على الأقل وأصيب 20 آخرين في إطلاق نار وقع قرب مقر البرلمان البريطاني في العاصمة لندن، الأربعاء، حسبما أفادت وكالات الأنباء الدولية.
علق الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشؤون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، وعضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، قائلاً: "الشواهد الأولية توضح أن الحادثة هي عمل فردي قام به أفراد غير مرتبطين تنظيمياً، لكنهم مرتبطون فكرياً عبر تبني أفكار تنظيم داعش الإرهابي".
ويوضح فهمي أن الحادث بمثابة علامة فارقة في عمليات الإرهاب في العواصم الغربية، حيث إن "بريطانيا ظلت طوال الفترة الماضية بعيدة عن العمليات الإرهابية عكس عواصم أوروبية أخرى مثل باريس وبروكسل، موضحاً أن هذا معناه أن بريطانيا أصبحت مستهدفة الآن بشكل واضح، على الرغم من إجراءات رئيسة الوزراء تريزا ماي لمكافحة الإرهاب المحتمل".
وأضاف أن هناك رسالة سياسية وراء استهداف مقر البرلمان البريطاني، فحينما قرر الإرهاب ضرب أمريكا في 11 سبتمبر/أيلول استهدف برجي التجارة العالمية في نيويورك فخر الولايات المتحدة، وحينما قرر ضرب بريطانيا فإنه استهدف مقر البرلمان البريطاني "درة التاج البريطاني"، وهو المكان الذي "تُطبخ" فيه جميع القرارات السياسية والسيادية البريطانية، وهي رسالة واضحة للدولة والشعب البريطانيين.
وأضاف أستاذ السياسة العامة، أن هناك بعداً اجتماعياً وراء تلك الهجمات، فهناك خشية حقيقية من التعسف والتشدد داخل المجتمع البريطاني ضد المسلمين، لأن بعد تلك الهجمات هناك اتهامات جاهزة تُحمّل المسلمين مسؤولية تلك الهجمات، مما سيعمل على زيادة حالة الاحتقان، خاصة أن تيريزا ماي هي وزيرة الداخلية السابقة ولها تاريخ طويل من المواجهة مع تلك الجماعات.
وتابع: "الأمر معقد.. لأنه بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست)، سيكون عليها بمفردها مواجهة تلك الهجمات بعيداً عن الاتحاد الأوروبي".
وتوقع الخبير في الشؤون السياسية، أنه على خلفية الهجوم والتحقيق فيه من الممكن أن يعاد فتح ملف تعامل الدولة البريطانية مع جماعة الإخوان المسلمين، وإعادة النظر فيه.
وفي نفس السياق أبدى فهمي قلقه من أن تلك العملية لن تكون حادثة منفردة، ومن المرجح أن يستهدف الإرهاب بريطانيا مرة أخرى.