«المايونيز» مدين لفرنسا بالكثير.. قصة صناعة من حصار الكريمة إلى المليارات
يعتبر المايونيز منتجًا شهيرًا وشائعًا في صناعة الأغذية ويحظى بشعبية كبيرة في العديد من الثقافات والمطابخ حول العالم وتعمل العديد من الشركات على إنتاجه وتسويقه.
يتعلق المايونيز بالعمليات الاقتصادية المرتبطة بإنتاجه وتوزيعه واستهلاكه وتشمل أيضًا العوامل التي تؤثر على الطلب والعرض والأسعار المتعلقة بهذا المنتج، وتشمل عمليات الإنتاج والتصنيع خلط المكونات الأساسية مثل الزيت وصفار البيض والخل والتوابل للحصول على المستحضر النهائي ويتم توزيعه وتغليفه في عبوات مختلفة الأحجام وتسويقه في الأسواق المحلية والعالمية.
وتلعب صناعة المايونيز دورًا اقتصاديًا هامًا حيث تعمل هذه الصناعة على توفير فرص عمل للعديد من العمال في سلاسل التوريد وعمليات التصنيع والتعبئة والتغليف والتسويق.
وتتأثر صناعة المايونيز بعوامل اقتصادية متعددة منها تغيرات أسعار المكونات الرئيسية مثل البيض والزيت وتكاليف العمالة وتكنولوجيا الإنتاج وأيضًا التوجهات الاستهلاكية وتفضيلات المستهلكين، واستمراره يشجع الشركات على الاستثمار في تحسين جودة المنتج وابتكاره لتلبية احتياجات الدول المتنامية.
تاريخ ظهور المايونيز
ظهر المايونيز في المطبخ الفرنسي في أوائل القرن التاسع عشر من خلال ذكره في العديد من كتب الطبخ الألمانية والبريطانية المبكرة للطهي الفرنسي، ولكن يوجد العديد من القصص حول مكان نشأته، حيث تقول إحدى القصص الشعبية أنه صنع لأول مرة في عام 1756 بعد أن قامت القوات الفرنسية بفرض حصارًا على جزيرة مينوركا، وفقًا لموقع "steric" حيث سيطر الجيش الفرنسي بقيادة الدوق دي ريشيليو على جزيرة البحر الأبيض المتوسط.
ويقال في هذا الوقت أن طاهي الدوق كان واسع الحيلة وعندما رأي أن الجزيرة تفتقر إلى الكريمة التي كان يحتاجها في إعداد الصلصة النموذجية المصنوعة من البيض والكريمة، اخترع تتبيلة البيض والزيت التي أطلق عليها في هذا الحدث اسم ماهونيز نسبةً إلى مكان ميلادها، كما تُشير بعض القصص أن الطاهي تعلم الوصفة من السكان المحليين.
وبعد بضع سنوات نشرت كتب عام 1742 قدم فرانسوا مارين أنطوان كاري المعروف بأنه مخترع المطبخ الراقي في تفتيح الوصفة الأصلية عن طريق وضع الزيت النباتي وصفار البيض في مستحلب، ومن المحتمل أن وصفته المعدلة هي التي انتشرت في جميع أنحاء العالم.
وما جعل المايونيز مميزًا هو مستحلب عبارة عن خليط من سائلين لا يُمكن دمجهما بسهولة في العادة، وتتم طريقة الدمج من خلال إضافة مكون إلى آخر بشكل بطئ مع الخلط السريع في نفس الوقت، وذلك يؤدي إلى قطرات صغيرة من أحد السوائل عبر سائل آخر، ولكن من غير المستحلب سينفصل السائلان بسرعة مرة أخرى.
مراحل تصنيع المايونيز في المصانع
يتم إنتاج المايونيز عن طريق خلط بعض المكونات الرئيسية مثل الزيت النباتي وصفار البيض، الخل، الليمون أو الخل الأبيض، الملح، السكر، التوابل وفيما يلي طرق التصنيع:
طريقة عمل المستحلب
يتم استخدام طريقة معينة للمزج المستمر للحفاظ على درجة الاستحلاب الصحيحة عن طريق مزج سائلين الخل والزيت مما يؤدي إلى تكوين أحد السوائل لقطرات صغيرة تنتشر في جميع أنحاء السائل الأخر.
إضافة المكونات
في هذه الخطوة يتم إضافة المكونات التي تم قياسها بشكل مسبق من خلال فتحات في جوانب المضخات أو من حنفيات علوية.
تعبئة المايونيز
يتم التعامل مع المايونيز ونقله من خلال نظام الضخ إلى محطة التعبئة وتتحرك الجرار المعقمة بشكل مسبق على طول أحزمة النقل، حيث يتم في هذه المرحلة سكب كميات من المايونيز المعدة مسبقًا في الجرار ويتم إغلاق البرطمانات بأغطية معدنية.
مراقبة الجودة
في هذه المرحلة يتم فحص المواد الخام للتأكد من جودتها ونضارتها عند وصولها إلى مصنع المعالجة، وفي هذه المرحلة أيضًا يتم سحب عينات من المايونيز واختبار الذوق أثناء عملية التصنيع ويتم اختبار المواد المخزنة بشكل دوري أيضًا.
حجم الاستثمار في صناعة المايونيز
يعتبر المايونيز منتجًا شعبيًا ومطلوب في العديد من الأسواق العالمية ويستخدم المايونيز في صناعة الأغذية والمطاعم والمنازل، ويتوفر في عدة عبوات مختلفة بما في ذلك زجاجات وأنابيب وعبوات صغيرة.
ووفقًا لموقع "marketresearchfuture" يُقدر حجم سوق المايونيز بـ 11.3 مليار دولار في عام 2022 ومن المتوقع أن تنمو صناعة سوق المايونيز من 11.8 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى 15.4 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 ، وذلك يظهر معدل نمو سنوي مركب (CAGR) بنسبة 4.56٪ خلال الفترة المتوقعة (2024-2030).
ويعتبر دمج المايونيز في الوجبات الغربية والإقليمية وزيارة وعي المستهلكين بالمكونات الغذائية الصحية من بين العوامل الرئيسية التي تعزز من نمو السوق.
ومن الوجبات الغربية والإقليمية التي يدخل المايونيز في إعدادها مثل السندوتشات البرغر والأطعمة المكسيكية واليابانية من بين المأكولات التي يتم استهلاك المايونيز معها بشكل شائع.
- اتجاهات سوق المايونيز
من المتوقع أن تؤدي القوة الشرائية للمستهلكين إلى تعزيز نمو السوق ويعتمد سوق المايونيز في جميع أنحاء العالم في المقام الأول على اعتماد المنتجات على نطاق واسع في صناعة المواد الغذائية، بالإضافة إلى ذلك ارتفاع الطلب على المنتجات بسبب الفوائد الصحية المختلفة مثل إدراج أوميغا 3 وفيتامين E اللذين يُساعدان على التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ويتم تطوير المايونيز عن طريق تصنيعه بدون بيض والذي يتم عن طريق استبدال صفار البيض بمكونات نباتية مختلفة مثل الثوم، الليمون، الخردل، الباذنجان المحمص وذلك يعزز من نمو السوق.
الشركات الرئيسية في سوق المايونيز
مع تزايد الوعي الغذائي وزيادة الطلب على الأطعمة الصحية ظهرت توجهات استهلاكية جديدة في سوق المايونيز، وبدأ العديد من المستهلكين في التفضيل للمايونيز الخالي من المواد الحافظة والسكر المضاف ومن أجل تلبية هذه التوجهات بدأت بعض الشركات في إنتاج المايونيز العضوي والمايونيز الخالي من الجلوتين والمايونيز النباتي لتلبية احتياجات السوق، ومن ضمن الشركات الرئيسية في سوق المايونيز ما يلي:
- يونيليفر (المملكة المتحدة)
- بارادايس فود المحدودة (المملكة المتحدة)
- شركة مارينا فودز (الولايات المتحدة)
- شركة AR Brands (جنوب أفريقيا)
- سولو فودز (جنوب أفريقيا)
- شركة Solo Foods (قبرص)
- ADM أنتويرب (بلجيكا).
تطورات صناعة المايونيز
في شهر سبتمبر/ أيلول 2020 قامت شركة هاينز بإطلاق صلصة جديدة تم تطويرها بدمج الكاتشب والمايونيز وتم إطلاق اسم " مايوشب" على هذه الصلصة الجديدة وحظيت بترحيب العديد من المستهلكين.
وفي شهر مارس/ أذار قامت شركة Kraft Heinz بإطلاق صلصتين جديدتين تعتمدان على المايونيز وتشمل مجموعة مُتنوعة من الصلصات مثل المايونيز وصلصة الباربيكيو وصلصة الخردل ويتوقع أن تُساهم هذه الإضافات في توسيع قاعدة العملاء وتعزيز مكانة الشركة في السوق.
في شهر أغسطس / آب 2021 انضمت شركة Hellmann's إلى شركة Unilever وتخطط لدخول سوق الصلصة الحارة في المملكة المتحدة ومن المتوقع أن تُقدم نكهة مايونيز بنكهات تاباسكو مع الحفاظ على الطابع التقليدي للمنتج.
ما هي المنطقة التي تمتلك أكبر حصة سوقية في سوق المايونيز؟
حسب المنطقة توفر الدراسة التي قدمها موقع "marketresearchfuture" رؤى السوق في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والمحيط الهندية وبقية العالم وكان لسوق المايونيز في أوروبا الحصة الأكبر بأكثر من 45.80 % وذلك يرجع إلى تزايد عدد الدول في أوروبا بما في ذلك المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا التي تتبنى النظام النباتي كأسلوب حياة.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز