خبير عن المهام الفضائية لـ"الزهرة": لنفهم الأرض علينا البدء من هناك
لماذا تنفق وكالات الفضاء العالمية ملايين الدولارات في رحلات تستهدف كوكب الزهرة؟ سؤال يتردد منذ إعلان الإمارات، الثلاثاء الماضي، مشروعها الجديد نحو الكوكب.
"بعيدا عن شغف المعرفة، والذي يعد الوقود المحرك لأي عمل علمي وبحثي، هناك فائدة عملية تتعلق بفهم كوكب الأرض بشكل أفضل، حيث أن فهمنا للكوكب الذي نعيش عليه، يبدأ من هناك"، كما أكد الدكتور أشرف تادرس، الرئيس السابق لقسم الفلك بالمعهد القومي للبجوث الفلكية والجيوفيزيقية.
وقال تادرس لـ"العين الإخبارية"، إن هناك فرع من العلم يعرف باسم "علم الكواكب المقارن"، وهو الذي من شأنه أن يساعدنا كثيرا في فهم الأرض وبيئتنا، فكوكب الزهرة والأرض كانا متشابهين في تاريخهما المبكر، لكننا لا نعرف سبب تطورهما بشكل مختلف".
وأضاف: "إذا كانت الأجواء متشابهة جدًا في البداية، فمن الواضح أن شيئًا ما تغير على الأرض أو على كوكب الزهرة، لكننا لا نعرف ماذا ومتى، علاوة على ذلك، فإن (تأثير الاحتباس الحراري) وحده لا يمكن أن يفسر الظروف القاسية على كوكب الزهرة اليوم، والمهام الفضائية ستسعى إلى الإجابة على كل هذه الأسئلة".
وأكد: "الأهم من ذلك، أن معرفة كيمياء وديناميكيات الغلاف الجوي للكواكب، مثل كوكب الزهرة والمريخ ستساعد في فهم الغلاف الجوي للأرض بشكل أفضل وتحسين نماذجنا المناخية، حيث تقول بعض النظريات إن الأرض قد تكون مقبلة على طقس قاسي أشبه بكوكب الزهرة، ولتأكيد أو نفي ذلك، يجب دراسة كوكب الزهرة عن قرب".
وأعلنت دولة الإمارات، الثلاثاء الماضي، عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر 5 سنوات.
ويستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلتها الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028، وتستغرق مدة المهمة العلمية 5 سنوات تمتد من عام 2028 حتى عام 2033.
وتصبح الإمارات عند نجاح المهمة أول دول عربية تحقق هبوطا على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، ورابع دولة عالمية ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA== جزيرة ام اند امز