"تمجيد الإرهاب" يحبس والد منفذ هجوم الشانزليزيه
صالح شرفي، والد كريم منفذ الهجوم الذي استهدف شارع «الشانزليزيه» بالعاصمة الفرنسية باريس، قبل 10 أشهر.
قضت محكمة فرنسية بالسجن لمدة 18 شهرا، بينها 12 شهرا نافذة، بحق صالح شرفي، والد كريم منفذ الهجوم الذي استهدف شارع «الشانزيليزيه» بالعاصمة باريس، العام الماضي.
وفي 20 أبريل/نيسان الماضي، توقفت سيارة قرب حافلة للشرطة في شارع الشانزليزيه الشهير، والمؤدي لقوس النصر، وترجل منها رجل فتح النار على الحافلة بسلاح أتوماتيكي، وفق ما أعلنته في حينه الداخلية الفرنسية.
وبعد مقتل شرطي، حاول المسلح الفرار، مطلقا النار على شرطيين آخرين فأصابهما، كما جُرحت سائحة ألمانية، غير أن رصاص الأمن لاحقه ليرديه قتيلا على الفور، ليتبين لاحقا أن المسلح القتيل يدعى كريم شرفي (39 عاما)، وعاش في ضواحي باريس.
ويأتي حكم القضاء بحق والد المتهم على خلفية إدانته بتهمة «تمجيد الإرهاب»، وذلك على خلفية إشادته، خلال عملية مراقبة روتينية في أحد طرق مدينة «غاني» بضاحية «سان دوني» الفرنسية، بقتل ابنه للشرطي.
وأفادت صحيفة «لوباريزيان» بأن صالح شرفي أوقفته دورية للشرطة من أجل تثبت روتيني للكشف عن الهوية، غير أنه كان ثملا لدرجة أنه عجز حتى عن النفخ في آلة قياس مستوى الكحول بالدم، قبل أن يصب سيلا من الشتائم والإهانات على عناصر الشرطة، قائلا: «ابني كان على حق، أنتم تستحقون جميعا الموت».
وقالت محامية الشرفي، فلوريان فرنسوا جكيمين، لوسائل الإعلام الفرنسية، إن "تصرفه هذا في ذلك الوقت كان لشعوره بالألم بعدما علم أن ابنه قُتل بـ13 رصاصة".
وخلال جلسة الاستماع الأخيرة قبل النطق بالحكم، قالت محامية أرملة الضابط المقتول، إيتيان كارديل، إن أثر تصريحات والد الشرفي، كانت مؤلمة للزوجة، وإنها ليست المرة الأولى التي يهين فيها شرطياً".
واستدعت النيابة صالح شرفي للمثول أمام محكمة بوبيني الجنائية (شمال باريس)، في التاسع من يونيو/حزيران الماضي، لتوجيهه تهديدات بالقتل ضد موظفي الدولة وتمجيده الإرهاب، قبل أن يوضع تحت المراقبة القضائية.
وبحسب مصدر مقرب من الملف، توجه الرجل في مايو/أيار الماضي، وهو في حالة سكر إلى مركز شرطة "نوازي لو جران" في ضاحية باريس، وقال للمسؤولين هناك إنه لو لم يقتل ابنه الشرطي، فهو نفسه "كان سيفعل ذلك".
وأوضح المصدر أن الوالد نفى فيما بعد أن يكون قد أطلق تلك التصريحات.
وخلال جلسة استماع، ذكر أنه استهلك الكحول وقرر تقديم شكوى إلى الشرطة بعدما علم أن رئيس بلدية مدينة شيل، وهي المنطقة التي يعيش فيها وكان يسكنها ابنه أيضا، رفض دفن جثة نجله في مقبرة البلدية.