الريال اليمني على طريق التعافي بدعم إجراءات "الانتقالي"
أخيرا بدأ الريال اليمني رحلة تعافيه من الانهيار التاريخي بدعم من الجهود التي بذلها المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرًا، لكبح جماح تدهوره.
وخلال اجتماعاتها المتواصلة، دأبت اللجنة الاقتصادية العليا بالمجلس الانتقالي على الاجتماع بشركات ومنشآت الصرافة والبنوك التجارية في مدينة عدن اليمنية، والمحافظات المحررة.
الاجتماعات التي ترأسها رئيس المجلس الانتقالي، اللواء عيدروس الزبيدي، فرضت على شركات الصرافة تحديد سعر ثابت وتسعيرة موحدة للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني.
- سقوط حر للريال اليمني.. وتحذيرات أممية من كارثة اقتصادية
- انهيار قياسي لـ "الريال اليمني" وضوابط جديدة لسوق الصرافة
واليوم الأربعاء، أعلنت جمعية صرافي عدن، تحديد أسعار صرف الريال السعودي، لكافة منشآت الصرافة وشبكات التحويل المالي في المدينة، بناءً على مخرجات اجتماعات المجلس الانتقالي بالصرافين.
الجمعية، أكدت في بيان طالعته "العين الإخبارية" أنها ألزمت كافة محلات ومنشآت الصرافة باعتماد سعر 257 ريالًا يمنيًا كسعر الشراء للريال السعودي، و 259 ريالًا للبيع.
وأضافت الجمعية أن هذا الإجراء يأتي لإيقاف التدهور المتسارع في سعر صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية الأخرى.
وبهذا الإجراء، توقع صرافون انخفاض عمولة التحويل المالي بين مناطق سيطرة المليشيات الحوثية والمحافظات المحررة إلى نسبة 45 % من كل مبلغ يتم تحويله.
وميدانيا، سجلت أسعار الصرف العملات الأجنبية، الأربعاء، انخفاضًا مقابل الريال اليمني الذي تحسن بشكل لافت، خلال تعاملات محلات الصرافة بمدينة عدن، عقب إجراءات الانتقالي وتحديد تسعيرة ثابتة.
حيث تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 950 ريالًا يمنيًا للبيع، و 938 ريالًا للشراء، كما انخفض سعر صرف الريال السعودي إلى 250 ريالًا يمنيًا للبيع، و 247 ريالًا للشراء.
وبحسب أكاديميون ومحللون اقتصاديون يمنيون فإن القرارات التي خرجت بها اجتماعات قيادة المجلس الانتقالي واللجنة الاقتصادية وممثلي البنوك التجارية وشركات الصرافة ساهمت بالفعل في تخفيض أسعار صرف العملات الأجنبية.
وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي ترأس اجتماعا اقتصاديا، إن ”الحكومة وبنكها المركزي تخليا عن مسؤولياتهما للحد من الكارثة الاقتصادية التي تعانيها البلاد“.
وخرجت الاجتماعات بعدد من القرارات للحد من استمرار تدهور قيمة العملة المحلية وتخفيض أسعار الصرف، وفقًا للموقع الرسمي للمجلس الانتقالي.
وتضمنت تلك الإجراءات قرارات البدء بتخفيض تدريجي لسعر الصرف وبواقع 5 ريالات يوميا لمدة خمسة أيام، حتى يصل سعر صرف الريال السعودي إلى 240 و 242 ريالا يمنيا.
بالإضافة إلى تشكيل لجنة المدفوعات برئاسة رئيس الغرفة التجارية والصناعية في عدن وممثلين عن اللجنة الاقتصادية العليا والبنوك التجارية وجمعية الصرافين، والتزام فروع البنوك ومحلات الصرافة بعدم نقل أو ترحيل العملة الأجنبية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
كما تضمنت الإجراءات وضع سقف معين للتحويلات النقدية بين المناطق المحررة وغير المحررة، تم تحديده بواقع 2000 دولار لكل عميل، ووضع إجراءات عقابية صارمة ضد المخالفين.
وكان المتحدث باسم جمعية صرافي مدينة عدن، صبحي باغفار، قد تحدث ل "العين الإخبارية"، عن جهود بذلتها قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي لثني شركات الصرافة على الاستمرار بتنفيذ إضرابهم، الأسبوع الماضي.
وأكد باغفار أن المجلس الانتقالي رأى في استمرار الإضراب مساهمة في مزيد من تردي أسعار الصرف، مما دفع جنعية الصرافين إلى رفع إضرابها والعودة إلى العمل.