بالأرقام أسواق المال تدفع ثمن الهلع
رؤية ضبابية تسيطر على مستقبل أسواق المال وسط آمال بإنقاذ حزم التحفيز النقدية للاقتصاد العالمي ومخاوف شلل سلسلة الإمدادات الدولية.
تواجه أسواق المال العالمية في الفترة الراهنة الأزمة الأكبر منذ 12 عاما، وتحديدا منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008، وإن كانت تثير جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" هلع أكبر لدى المستثمرين نتيجة ضبابية المشهد.
وبدأت تداعيات فيروس كورونا تلوح في الأفق بتعطل سلاسل الإمداد العالمية ما ينذر بركود اقتصادي عالمي، وذلك على الرغم من الصين -البؤرة الأصلية لتفشي الفيروس- قطعت خطوات على طريق استعادة نشاطها الاقتصادي بعد سيطرتها بصورة كبيرة على تفشي الفيروس.
وذكرت صحيفة "نيكي" الاقتصادية اليومية اليابانية أن وزراء تجارة مجموعة العشرين سيعقدون مؤتمرا طارئا عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة، اليوم الإثنين، لمناقشة التعاون بشأن سلاسل الإمداد.
وبحسب البيانات الرسمية، فإن عدد الإصابات بفيروس كورونا سجلت حتى أمس الأحد 684 ألف حالة، ووفاة 32 ألف حالة، في حين وصل عدد حالات الشفاء إلى أكثر من 146 ألف حالة.
ويأمل المستثمرون في أن تخفف حزم التحفيز الاقتصادية التي أقرتها أغلب دول العالم من حدة خسائر أسواق الأسهم، وذلك وسط شكوك من تأثير هذه الحزم نظرًا لتفضيل العديد من المستثمرين الاحتفاظ بالسيولة النقدية تخوفا من تبعات الركود الاقتصادي.
وتعهد قادة مجموعة العشرين بضخ 5 تريليونات دولار إلى الاقتصاد العالمي، كجزء من التعامل المنسق مع أزمة وباء فيروس كورونا المستجد.
وكان آخر حزم الإنقاذ المعلنة، في الولايات المتحدة بعد مصادقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حزمة إنقاذ بقيمة 2.2 تريليون دولار، تعد الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة، لمساعدة الأفراد والشركات في مواجهة التباطؤ الاقتصادي الناتج عن تفشي فيروس كورونا.
ولكن من جانب آخر، عدل ترامب عن تقديره بانحسار الوباء بحلول عيد الفصح في 12 أبريل/نيسان المقبل، مع تحديد نهاية الشهر ذاته حتى يعود الاقتصاد للعمل بشكل طبيعي، وهو ما يثير مخاوف المستثمرين.
وقدر أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية عدد الوفيات التي قد تسببها الجائحة في الولايات المتحدة بين 100 و200 ألف إذا لم تنجح جهود احتواء الفيروس.
وبنظرة تفصيلية لواقع أسواق المال العالمية، فإن البورصة الأمريكية شهدت منذ بداية مارس آذار الحالي حتى إغلاق يوم الجمعة تراجعات قوية على صعيد مختلف المؤشرات.
فقد انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بواقع 11.27%، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز الذي يضم أكبر 500 بنك وشركة مالية بمعدل 13.97%، بالتزامن مع خسارة مؤشر ناسداك للشركات التكنولوجية 9% من رصيده.
وعلى صعيد أسواق المال الأوروبية فهي الأكثر تأثرا بين الأسواق العالمية في ظل تحولها إلى بؤرة تفشي وباء كورونا، وتعطل مناحي الحياة في أجزاء منها مثل إيطاليا.
كما أشار معهد "إيفو" الألماني للبحوث الاقتصادية إلى أن قطاع الصناعة في ألمانيا على أعتاب ارتفاع كبير في العمالة بدوام جزئي، حيث كشف المعهد الإثنين عن أن 25.6% من شركات شملها استطلاع تتوقع التحول إلى العمالة بدوام جزئي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وهي أعلى نسبة يسجلها المعهد منذ عام 2010.
وانعكست هذه التطورات على هبوط مؤشر يورو ستوكس منذ بداية الشهر حتى إغلاق الجمعة العام بمعدل 18.04%.
كما تكبد البورصة الألمانية خسائر فادحة بتراجع مؤشر داكس بنحو 19%، فضلاً عن خسارة كل من مؤشر فوتسي البريطاني ومؤشر كاك الفرنسي 16.25% و18.04% من رصيدهما على الترتيب.
وعلى الجهة الأخرى بأسواق شرق آسيا، فقد تمكنت البورصة الصينية من تقليص خسائرها بفضل السيطرة بشكل جيد على وباء كورونا، حيث اقتصرت خسائر مؤشر شنغهاي على 3.75%، في حين هوى مؤشر نيكي الياباني بمعدل 10.6%.
وعلق ديفيد كوتوك، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة كمبرلاند أدفايزرز إنك، على مستقبل أسواق المال خلال حديثه لشبكة الأنباء الأمريكية "بلومبرج" قائلاً: "الجميع يترقب أولا الإفصاح عن جدول زمني لاختبار وطرح لقاح معالجة فيروس كورونا".
وأضاف أن تصورات البعض بأن كل شئ سيكون على ما يرام في غضون شهر أو شهرين دون إعلان هذا الجدول الزمني فهو رأي خاطئ.
aXA6IDMuMTQ0LjguNzkg جزيرة ام اند امز