تريليونات الدولارات تتبخر من أسواق المال.. ماذا يحدث؟
رياح عاتية ضربت البورصات خلال 100 يوم أفقدت الأصول عالية المخاطر قرابة 15 تريليون دولار من قيمتها خلال شهر واحد
"دوامة من الأزمات" هو الوصف الأدق للحالة التي عليها أسواق المال العالمية منذ بداية العام الحالي 2020 والتي حملت معها عاصفة عاتية من الرياح أسفرت عن شطب مليارات التريليونات من أسواق المال عالميا.
بعد أن أبدى المستثمرون مطلع العام تفاؤلهم حيال التفاهم الأمريكي الصيني بشأن تقليل توترات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، أطلت أزمة التوتر الأمريكي الإيراني برأسها في يناير/كانون الثاني الماضي، لتصيب أسواق المال بمخاوف اندلاع معركة حربية.
ولم تهدأ الأجواء حتى حلت الفاجعة الأكبر بتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، والذي وصفته منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي بالجائحة، حيث تسبب في محو أكثر من 15 تريليون دولار من قيمة الأصول عالية المخاطر خلال أقل من شهر.
وبنظرة أكثر تفصيلا فإن أسواق المال العالمية منذ بداية العام حتى إغلاق أمس الثلاثاء تكبدت جميعها خسائر فادحة، وعلى رأسها البورصة الأمريكية، حيث فقد مؤشر داو جونز الصناعي 25.58% من رصيده.
كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز الذي يضم أكبر 500 بنك وشركة مالية نحو 21.72%، بالتزامن مع تراجع مؤشر ناسداك للشركات التكنولوجية بمعدل 18.25%.
- أسوأ أيام الأسهم الأمريكية منذ 1987 و"الأوروبية" تتكبد أشد خسائرها اليومية
- وول ستريت تتراجع بعد رسائل منظمة الصحة العالمية
وعلى الرغم من تخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الإثنين الماضي أسعار الفائدة إلى نطاق صفر و0.25%، وإقرار خطة تحفيز نقدية بقيمة 700 مليار دولار، فإن البورصة الأمريكية سجلت في نفس اليوم أسوأ أداء منذ انهيار الأسواق عام 1987.
ونتيجة تجاهل سوق المال الأمريكية لخطة التحفيز، أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أمس الثلاثاء، أنه يدعم مقترح إرسال أموال بصورة مباشرة إلى الأمريكيين في إطار خطة تحفيز اقتصادي بقيمة تريليون دولار لمواجهة تبعات أزمة وباء كورونا.
وامتدت موجة الخسائر العنيفة إلى الأسواق الأوروبية، حيث هبط مؤشر يورو ستوكس منذ بداية العام حتى إغلاق أمس بمعدل 32.43%.
وتراجع كل من مؤشر فوتسي البريطاني وداكس الألماني بنسبة 29.8% و32.53% على الترتيب، فضلاً عن خسارة مؤشر كاك الفرنسي 32.23% من رصيده.
وفيما يتعلق بأسواق شرق آسيا، فقد انخفض مؤشر نيكي الياباني بمعدل 29.29%، 16.726 ألف نقطة، وهوى مؤشر شنغهاي الصيني 11.24% فقط على الرغم من أن الصين هي بؤرة تفشي فيروس كورونا.
وبحسب موقع "بلومبرج"، علق جون كاري، مدير المحفظة في شركة بايونير الأمريكية لإدارة الاستثمارات، على هذه الأزمة قائلا: "من الواضح أننا في بيئة غامضة للغاية في الوقت الحالي، حيث لا يعرف الناس كيفية التعامل مع هذا الفيروس، ما يجعلهم يمرون بنزاع تاريخي بين دوافع الصعود والهبوط".
بينما قال مايك ستريتش، كبير مسؤولي الاستثمار في بي إم دبليو ويلث مانجمنت، إن الأمر مثار جدل الآن ويتعلق بمدى قدرة الحكومة الأمريكية على تقديم دعم فعال لتحفيز الاقتصاد، وإلى متى ستكون قادرة على تقديم هذا الدعم.