خبراء تونسيون: الاستقلال شرط لنجاح الجملي في تشكيل الحكومة
السيرة الذاتية لرئيس الحكومة لم تعرف انتماء حزبيا أو نشاطا سياسيا في السابق، فهو شخصية تقنية تعمل في الزراعة منذ أكثر من 20 عاما.
رأى خبراء تونسيون أن الاستقلال عن الضغوط الحزبية والمحاصصة ضرورة لنجاح الشخصية السياسية المستقلة محمد الحبيب الجملي في تشكيل الحكومة، بعد تكليفه، الجمعة، من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد.
وسينطلق الجملي بداية من السبت في دعوة الأحزاب السياسية التي لها مقاعد في البرلمان، لإيجاد توافقات سياسية، حيث ستكون أمامه 60 يوماً لإنجاز مهمته وعرض الحكومة على البرلمان للمصادقة عليها، وفي حال فشله فإنه سيتخلى عن قرار التكليف لصالح رئيس الجمهورية قيس سعيد.
وأكد الكاتب السياسي محمد بوعود أن الشرط الموضوعي الأول لنجاح رئيس الحكومة الجديد، هو تمكنه من الاستقلال عن ضغوطات الأحزاب، وأن يشكل حكومته بعيداً عن المحاصصة الحزبية.
- أسبوع تونس.. تقارب "مريب" بين النهضة والقروي ورئاسة البرلمان تثير جدلا
- بأغلبية ضعيفة وتوافقات هشة.. الغنوشي رئيسا لبرلمان تونس
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن انعدام أي تاريخ سياسي للرجل يخلق حوله حالة من الغموض والانتظار لمضمون خطابه الحكومي والسياسي وتوجهاته الاقتصادية.
وبيّن من يرى أن الالتجاء لشخصية الحبيب الجملي دليل عجز إخواني على تقديم مرشح من قياداتها لرئاسة الحكومة، أو أن اللجوء لشخصية من خارج الحقل السياسي عملية سلبية، تبقى مواقف الأحزاب غامضة تجاه التحالف الحكومي الذي ستتشكل ملامحة خلال الـ60 يوماً المقبلة.
اختيار الجملي استقلالية أم عامل ضعف؟
ويعتبر الباحث في العلوم السياسية ظافر الباجي أن السيرة الذاتية لرئيس الحكومة الجديد في تونس الحبيب الجملي لم تعرف انتماء حزبياً أو نشاطاً سياسياً في السابق، مؤكداً أنه شخصية تقنية تعمل في اختصاص علمي وهو الزراعة منذ أكثر من 20 سنة.
وبيّن في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن السؤال الذي يطرح نفسه حول شخصية رئيس الحكومة الجديد هو مدى قدرته على وضع برنامج للحكم وإنقاذ الاقتصاد وفتح مفاوضات جديدة مع صندوق النقد الدولي.
ورأى أن غياب حزام سياسي واضح لشخصية الحبيب الجملي، سيكون عامل ضعف له، خاصة أن هذا الأمر يعتبر ضرورياً في المفاوضات مع اتحاد الشغل.
والحبيب الجملي هو مهندس في مجال الزراعة، شغل سابقاً خطة كاتب دولة للفلاحة سنة 2012، ويحسب على الكفاءات التقنية "غير الحزبية" وفقاً للعديد من الخبراء.
وتتمحور السيرة الذاتية لرئيس الحكومة الجديد، وفق ما نشرته مصادر مقربة منه بأنه "حاصل على دبلوم تقني سامٍ ومختص في الزراعات الكبرى، ودبلوم هندسة أشغال في الفلاحة ودبلوم مرحلة ثالثة في الاقتصاد الفلاحي، وحصل على دورات مختلفة بتونس وخارجها خاصة بمنظومات الإنتاج الفلاحي وسياسات تنمية هذا القطاع وهيكلته".
صمت حزبي ونقابي
ولم تقدم الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان موقفاً صريحاً من شخصية الحبيب الجملي، خاصة حزبي التيار الديمقراطي (21 نائباً) وحركة الشعب القومية (18 نائباً).
ومن جانبه اعتبر اتحاد الشغل في بياناته السابقة أن بوصلته الأساسية تتركز على المضمون الاجتماعي للحكومة، مبيناً أنه لن يتنازل عن الحقوق الاجتماعية للعمال والإجراء في القطاع العام.
وفي هذا السياق أكد سليمان بن حميدة، القيادي النقابي، أن اتحاد الشغل سيطرح ملف الزيادة في الرواتب في حال تشكل الحكومة، وأن الحبيب الجملي يجب أن يضع في أولوياته إيجاد الآليات الحكومية لمكافحة الفقر والبطالة وتدني مستوى القدرة الاستهلاكية للتونسيين.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن اتحاد الشغل لا يتدخل في عملية تشكيل الحكومة وإنما سيلعب دور الضغط ضد أي حكومة من أجل انتزاع حقوق الشغالين.