خبراء لـ"العين الإخبارية": خسارة الغنوشي ضربة قاصمة لإخوان تونس
3 أسماء تتسابق لرئاسة برلمان تونس هم: غازي الشواشي عن حزب "التيار"، ورضا شرف الدين عن حزب "قلب تونس"، وراشد الغنوشي رئيس إخوان تونس
أكد خبراء سياسيون أن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية التونسية بصدد خسارة رئاسة البرلمان، ما يعد ضربة قاصمة للإخوان ستفقد الحركة شعبيتها وتعمق عزلتها.
- مراقبون تونسيون: "النهضة" تلجأ للشائعة لتغطية عجزها السياسي
- مهلة تشكيل الحكومة في تونس تضع الإخوان تحت الضغط وتعمق عزلتهم
ويتسابق إلى رئاسة البرلمان 3 أسماء هم: غازي الشواشي عن حزب التيار، ورضا شرف الدين عن حزب "قلب تونس"، وراشد الغنوشي رئيس إخوان تونس.
وأوضح الخبراء الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن تعطل لغة المشاورات بين الأحزاب الفائزة في البرلمان ورفض حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب القومية الدخول في تحالف مع الإخوان سيؤدي لتعطل اختيار رئيس للبرلمان.
ولفت مراقبون إلى أن الجلسة الافتتاحية التي يعقدها البرلمان، الأربعاء، لاختيار رئيس لمجلس نواب الشعب ولانتخاب مساعديه الاثنين، هي حاسمة لتحديد ملامح المشهد السياسي التونسي في الـ5 سنوات المقبلة، بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية إثر استيفاء كل الطعون.
واعتبر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية الصحبي قدورة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "فرضية خسارة الغنوشي لرئاسة البرلمان ستكون ضربة سياسية قوية للإخوان، خاصة بعد خسارتهم في الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها عبدالفتاح مورو".
وأوضح أن "80% من أعضاء مجلس نواب الشعب يعارضون حركة النهضة وأبرزهم حزب قلب تونس، والحزب الدستوري الحر، والتيار الديمقراطي وحركة الشعب القومية".
وبيَّن أن "معارضة هذه الأحزاب للإخوان ستعطل إمكانية فوزه بالمكان الثاني في الدولة التونسية، وأن خسارته ستفقد حركة النهضة ثقلها السياسي وتعمق من عزلتها بين مختلف الأحزاب الفائزة بالبرلمان".
ويعجز الإخوان بـ52 مقعدا عن إيجاد النصاب الضروري لتمرير الحكومة المقبلة التي تتطلب 109 أصوات (50%+1)، وهي عدد الأصوات الضرورية لتمرير القوانين الأساسية والموازنة العامة للدولة.
فتح الملفات قبل رئاسة البرلمان
وفي الوقت الذي تبدو فيه حظوظ الغنوشي في ترأس البرلمان التونسي غامضة في ظل انسداد أفق التفاهم مع القوى السياسية إلا أن أطرافا حزبية أخرى ترى أن الغنوشي يقاتل من أجل رئاسة المجلس التشريعي للتغطية على جرائم إخوانية ضد تونس وقعت خلال الـ8 سنوات الأخيرة.
وتشترط الأحزاب اليسارية في تونس التوافق مع الإخوان شريطة أن يقع حل ملف الجهاز السري لهم والمتورط في الاغتيالات السياسية وتصفية كل الخصوم المعارضين للإسلام السياسي.
ويوضح المحامي محمد البارودي، عضو في هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الهدف من دخول الغنوشي إلى البرلمان يتمثل أساسا في البحث عن الحصانة النيابية ولإغلاق ملفات إجرامية حارقة متعلقة بانتشار الإرهاب في تونس وتسفير الشباب التونسي بين عامي 2012 و2014 إلى بؤر التوتر في سوريا والعراق".
ويعد البارودي أن "الأغلبية البرلمانية المعارضة للإخوان داخل مجلس النواب التونسي يجب أن تتجاوز خلافاتها البسيطة وتتوحد لإغلاق الطريق أمام كل شخصية تحوم حولها شبهات إرهاب".
ويساند ترشح الغنوشي لرئاسة البرلمان تكتل سياسي يسمى "ائتلاف الكرامة" وهو خليط من ممثلي الأفكار المتطرفة والمتشددة، كما يرى ذلك عديد المراقبين.
غياب التوافقات وتعطيل المؤسسات
ويجمع أكثر من قارئ للمشهد السياسي التونسي بأن نتائج الانتخابات التشريعية لم تعطِ أغلبية واضحة لأي طرف سياسي، وهو ما يعمق الأزمة السياسية القائمة بين مختلف الفائزين بالمقاعد.
واعتبر الباحث في القانون الدستوري رضوان الأحمدي لـ"العين الإخبارية" أن "غياب التوافقات بشكل مسبق حول اسم رئيس البرلمان مثلما حدث في 2011 مع السياسي مصطفى بن جعفر وسنة 2014 مع رئيس البرلمان السابق محمد الناصر سيعمق من عملية اختيار رئيس الحكومة".
وقد بدأ العد التنازلي أمام حركة النهضة لاختيار رئيسا للحكومة في 30 يوما، وفي حال عجزها سيقع سحب البساط منها ويكلف رئيس الدولة الشخصية التي رآها قادرة على إدارة الجهاز التنفيذي.
ويتابع الأحمدي أن الفرضيات العددية لا ترجح كفة راشد الغنوشي خاصة أن مرشح التيار الديمقراطي غازي الشواشي بإمكانه استمالة عديد الأصوات المستقلة، فضلا عن كتلة التيار والكتلة النيابية التابعة لحركة الشعب القومية وكتلة "الإصلاح الوطني".
وأوضح أنه في حال فوز كل من مرشح حزب قلب تونس رضا شرف الدين أو غازي الشواشي لرئاسة البرلمان فإن حركة النهضة ستتحول إلى أقلية بـ52 مقعدا أمام أغلبية معارضة لها يتجاوز عددهم 150 نائبا.
ويتوقع الأحمدي بألا يتم يوم غد التوافق على رئيس للبرلمان وسط حالة "التشنج" السياسي، وغياب الأرضية الملائمة للالتقاء على فكرة واحدة.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز