40 يوما تستغرقها الانتخابات التشريعية بالهند.. لماذا؟
الخميس المقبل، يبدأ الاقتراع، مرفوقا بذات التساؤل: لماذا تستغرق الانتخابات التشريعية الهندية كل هذه المدة؟.
الانتخابات التشريعية في الهند لا تستمر ليوم واحد أو يومين كما هو متعارف عليه في شتى أنحاء العالم، وإنما تتواصل لـ40 يوما، في كرنفال انتخابي يعتبر فريدا من نوعه.
والخميس المقبل، يبدأ الاقتراع مرفوقا بذات التساؤل: لماذا تستغرق الانتخابات التشريعية الهندية كل هذه المدة؟.
صحيفة "الجارديان" البريطانية، أجابت عن هذا السؤال في استعراضها، في تقرير بعددها الصادر الإثنين، تفاصيل الاقتراع الهندي المرتقب:
وقالت الصحيفة إن 900 مليون شخص، أي ما يعادل ثمن إجمالي سكان العالم، يتحدثون 22 لغة رسمية، ستتاح لهم فرصة التصويت في شهري أبريل/نيسان الجاري ومايو/آيار القادم.
وأوضحت الصحيفة أن القانون الهندي ينص على عدم إجبار أي ناخب على التنقل لأكثر من كيلومترين للإدلاء بصوته، في بلد يعتبر السابع في ترتيب الدول من حيث المساحة (3.3 ملحايين كيلومتر مربع).
ولمواجهة هذا التحدي اللوجستي، تجري لجنة الانتخابات في الهند التصويت على مراحل تمتد على عدة أسابيع، ومن المقرر إعلان نتائج الانتخابات في 23 مايو/ آيار المقبل.
ويشارك 11 مليون موظف اقتراع وضابط أمن في إدارة أكثر من 800 ألف مركز اقتراع، فيما تبلغ كلفة نقل الموظفين وأجهزة الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، أكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني.
من يحق له التصويت؟
يحق لكل مواطن هندي يزيد عمره عن 18 عاماً التصويت في الانتخابات؛ بشرط ألا يكون مسجوناً، أو مصاباً بمرض عقلي، أو متهماً بجرائم انتخابية مثل الرشوة.
وتضم قائمة الناخبين، هذا العام، 900 مليون شخص، أي ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف عدد سكان الولايات المتحدة، بينهم 84 مليون ناخب يدلون بأصواتهم لأول مرة.
وامتد حق التصويت في السنوات الأخيرة ليشمل المواطنين الهنود خارج البلاد.
وأكدت اللجنة الانتخابية على التزامها بضمان إدلاء الجميع بأصواتهم.
ففي منطقة بولاية كيرالا، كان هناك رجل واحد فقط مسجل في قائمة الناخبين، وفشل المسؤولون في إقناعه بالسفر إلى مركز اقتراع قريب للإدلاء بصوته، ولكنه رفض ذلك.
وفي انتخابات عام 2004، أقام فريق مكون من ستة أفراد مركزاً للاقتراع له وحده، ولكنه جعلهم ينتظرون لمدة خمس ساعات قبل أن يدلي بصوته.
كيف تجرى الانتخابات؟
يُدلي الأشخاص بأصواتهم باستخدام آلة تصويت إلكتروني بحجم الحقيبة وتعمل بالبطارية، ولكن هذه الأجهزة مثيرة للجدل للغاية؛ فالأحزاب عادة ما تزعم أن هذه الآلات مقرصنة، أو تمت برمجتها لصالح حزب ما، أو تعطيلها عمداً، ولكن لم يتم إثبات أي من هذه الادعاءات.
وفي عام 2017، دعت اللجنة الانتخابية الأحزاب لإثبات قدرتها على اختراق أجهزة التصويت، ولكنهم فشلوا جميعاً في ذلك.
بينما قال موظفو اللجنة إن هذه الأجهزة صديقة للبيئة، وتمنع الأعمال التخريبية، مثل حشو بطاقات الاقتراع، أو سرقة وتدمير االصناديق.
وبعد التصويت، يتم تمييز الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم باستخدام حبر لا يمحى مباشرة، لمنع التصويت أكثر من مرة.
وتعتمد الهند نظام الانتخاب الأكثري، والذي يكون فيه الفائز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في مقعد معين، حتى إذا كانت حصته أقل من 50 بالمائة.
ماذا عن التزوير والعنف؟
تمر الانتخابات دون أي عوائق في معظم أنحاء البلاد، ولكن لا توجد انتخابات مثالية؛ فكثيراً ما تُتهم الأحزاب بخرق "المدونة النموذجية لقواعد السلوك" التي تنظم الحملات الانتخابية للمرشحين.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، كان العنف سمة ثابتة في الانتخابات الهندية، ولكنه لم يشكل خطراً على العملية الانتخابية.