رئيس "الشعب الهندي": الهند والإمارات تتمتعان بتاريخ طويل من الصداقة
أكد أوم بيرلا رئيس مجلس الشعب الهندي أن بلاده ودولة الإمارات تتمتعان بتاريخ طويل من الصداقة والشراكة.
جاء ذلك خلال جلسة خاصة إماراتية هندية عقدت برئاسة صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي في "قاعة زايد" بمقر المجلس بأبوظبي.
وألقى أوم بيرلا كلمة، بحضور حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، وأعضاء المجلس، وأعضاء الوفد البرلماني الهندي المرافق لرئيس مجلس الشعب الهندي.
وشدد أوم بيرلا خلال الكلمة، على العلاقات الوثيقة بين الهند ودولة الإمارات في المجالات الثقافية والاقتصادية وفي مختلف القطاعات منذ عصور قديمة وأوضح أن الزيارات المنتظمة لمسؤولي البلدين والتفاعل المستمر بين الشعبين الصديقين نسجت روابط ثقافية وثيقة تمثل ركنا أساسيا في العلاقات الثنائية القوية بين البلدين.
وقال رئيس مجلس الشعب الهندي إن نجاح علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين يعود إلى جهود قيادتي الدولتين ممثلة في الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي الأمر الذي وضعها في مستويات متقدمة.
ونوه إلى أن وجهات النظر المشتركة بين البلدين حول القضايا الثنائية والمتعددة الأطراف عززت بشكل كبير من التعاون القائم بين بلدينا في القضايا ذات الاهتمام المشترك كالسلام والأمن والاستقرار الإقليمي.
وتابع رئيس مجلس الشعب الهندي قائلا: "تحتفل الهند هذا العام بمهرجان "آزادي كا أمريت ماهوتساف" بمناسبة مرور 75 عاما على استقلالها في حين تحتفل الإمارات "بالعام الخمسين" على مرور 50 عاما على تشكيل الاتحاد.. فخلال الخمسين عاما و منذ التأسيس وصلت دولة الإمارات إلى ذروة الازدهار والتقدم والتنمية بفضل الجهود الدؤوبة والجادة وفي هذه المناسبة العظيمة أتقدم بأحر التهاني و أطيب التمنيات لكم بالنيابة عن شعب و برلمان الهند".
وأردف القول: "و ما يمنحنا في الواقع سعادة أكبر هو أن نصل إلى 50 عاما من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .. العام الحالي هو مناسبة تاريخية لكلا البلدين وفي الوقت نفسه، هو أيضا فرصة لكلا البلدين بتعزيز الصداقات والشراكات لضمان أقصى فائدة لشعبي البلدين الصديقين".
ولفت إلى أن العلاقات الثنائية بين الهند و دولة الإمارات تطورت في السنوات الأخيرة وقال:" تحولت الآن علاقاتنا الاقتصادية و التجارية القوية إلى شراكة استراتيجية شاملة ".
وأوضح أن زيارة رئيس الوزراء الهندي لدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2015، وزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند في عام 2017 ثم الاجتماع الافتراضي الأخير بين قادة البلدين في 18 فبراير الحالي من الأمور التي زادت علاقاتنا قوة وعمقا وبعدا، فيما أعطت اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة /CEPA/ بين البلدين بعدا جديدا لعلاقاتنا الثنائية ووضعت الأساس للتنمية الاقتصادية المستقبلية.
أشار إلى أنه خلال رحلة الـ 75 عاما الماضية منذ الاستقلال بذلت الهند جهودا متسقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والازدهار في مختلف المجالات، وخلال هذه الرحلة أصبحت ديمقراطيتنا ومؤسساتنا الديمقراطية أقوى و بفضل جهود حكومتنا، نما اقتصاد الهند ليصبح أحد أكبر الاقتصادات في العالم وهذا بالتأكيد إنجاز غير عادي بالنسبة لنا".
رئيس مجلس الشعب الهندي، قال إن الهند تعد أكبر ديمقراطية في العالم من خلال المشاركة النشطة في العملية الديمقراطية، و يثبت سكان بلدنا البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة باستمرار أن الديمقراطية هي حكم الشعب من قبل الشعب ومن أجل الشعب.. و على مدى السنوات الـ 75 الماضية، أجري في بلدنا 17 انتخابا عاما وازدادت فيها مشاركة المواطنين بشكل دؤوب وكان نقل السلطة سلسا دائما.
وأوضح قائلا:" مثل دستور الإمارات العربية المتحدة يدعم دستور الهند أيضا مبادئ المساواة والحريات المدنية.. إنني أرحب و أقدر القرارات التي اتخذتها حكومة الإمارات على مر السنين بهدف توسيع قاعدة الديمقراطية وضمان مشاركة المرأة في البرلمان".
وشدد قائلا: "لعبت الهند دائما دورا رائدا في نشر رسالة السلام في العالم ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، معربا عن إدانته بشدة للهجوم الإرهابي الأخير على الإمارات ".
ونوه إلى أن شعبي بلدينا لن يستسلما لهذه الهجمات الإرهابية.. و أود أن أنوه بشكل خاص بالعمل الجدير بالثناء والسرعة التي أقدمت عليه حكومة الإمارات العربية المتحدة بإغاثة عائلتي الهنديين اللذين لقيا مصرعهما في هذا الهجوم.
وأكد أنه من أجل ضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي، يتحتم أن تتضافر الجهود الدولية لمكافحة تحديات الإرهاب والتطرف العنيف، وقال إن قضيتنا المشتركة فيما يتعلق بالتهديدات المتزايدة من الإرهاب وسلامة وأمن شعبينا تتمثل في إعادة تشكيل تعاوننا في السيناريوهات الإقليمية والعالمية الحالية.
وكان صقر غباش قد القى كلمة في بداية جلسة المباحثات رحب فيها بأوم بيرلا وبالوفد المرافق، مؤكدا عمق علاقات الصداقة الإماراتية- الهندية ذات الجذور العميقة، التي بدأت حتى من قبل قيام اتحاد الإمارات، وأخذت تتنامى وفقا لرؤية استراتيجية مشتركة بين قيادة البلدين وبمشاركة وترحيب من شعبيهما،
وأضاف قائلا: "نحن في المجلس الوطني الاتحادي، وبصفتنا ممثلين لكل شعب الإمارات، نتطلع دوما إلى تعميق العلاقات البرلمانية مع مجلس الشعب الهندي، الذي يعد واحدا من أهم قلاع الديمقراطية في العالم، كما نحرص على أن تتسع مجالات التعاون بين دولتينا لتشمل كل ما يخدم الشعبين الصديقين، وليعود بالخير والنفع على بلدينا وعلى كل البلاد المحيطة بنا التي تعمل معنا من أجل البناء والسلام وخير وسعادة البشرية، والله الموفق والمستعان.
وأكد أن كلمة رئيس مجلس الشعب الهندي في مقر المجلس جاءت تأكيدا على أهمية العلاقات الراسخة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين مثمنا موقف الهند وإدانتها بشدة للهجوم الإرهابي لمليشيا الحوثي الإرهابية على مواقع مدنية في دولة الامارات، وتؤكد الهند تضامنها الكامل مع دولة الامارات في الإجراءات كافة التي تتخذها لصون أمن وسلامة مواطنيها وسيادة أراضيها.
وقدم التعزية باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس الوطني الاتحادي إلى رئيس مجلس الشعب الهندي في المواطنين الهنديين اللذين سقطا خلال الهجوم الإرهابي.