الهند وكمبوديا.. «دبلوماسية النمور» لتعزيز العلاقات
المؤكد أنك سمعت عن «دبلوماسية الباندا» الصينية، لكن هل تعرف أن هذا الدب الأبقع ليس وحده على قائمة أدوات السياسات الخارجية للدول؟
فإن كانت بكين تستخدم الباندا العملاقة كهدايا دبلوماسية للدول الأخرى لتعزيز العلاقات، فإن النمور أيضا دخلت على الخط لتسجل دورها في هذا المجال.
وفي هذا السياق، تعتزم الهند إرسال أربعة نمور إلى كمبوديا خلال العام الحالي، في أول خطوة تُتّخذ بهدف إعادة هذه الحيوانات إلى المملكة الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وقالت السفيرة الهندية في بنوم بنه ديفياني خوبراغايد "إذا نجح ذلك فسيكون أول مشروع لنقل نمور يُنفّذ على الإطلاق في العالم"، مضيفة "إنه مشروع تاريخي".
ولم يُرصَد أي نمر في كمبوديا منذ عام 2007، حين التقطت كاميرا مراقبة صورة لحيوان من هذا النوع، ونمور الهند الصينية التي كانت تنتشر في الغابات الكمبودية بأعداد كبيرة مُصنّفة منذ عام 2016 ضمن الأنواع الفرعية "المنقرضة وظيفيا"، بسبب الصيد الجائر بحسب علماء البيئة.
وستُنقل النمور الأربعة، وهي ذكر وثلاث إناث، في مرحلة أولى إلى غابة تبلغ مساحتها 90 هكتارا تقع في محمية طبيعية في غابة كارداموم (جنوب شرق) حتى تتمكن من التأقلم مع بيئتها الجديدة قبل إطلاقها في البرية.
وفي فبراير/شباط الماضي، جرى تركيب أكثر من 400 كاميرا على مسافة كيلومتر واحد في محمية جبال كارداموم لمراقبة تحركات الحيوانات بينها الفرائس المعتادة للنمور مثل الغزلان والخنازير البرية.
ضمانات
قبل إرسال النمور الأربعة إلى كمبوديا، حسب الاتفاقية الموقعة في عام 2022، تريد الهند التأكد من وجود فرائس كافية لهذه الحيوانات وعدم احتمال تعرّضها للصيد الجائر، على قول السفيرة.
وتابعت أمام الصحفيين "بمجرد توفر بيانات عن الفرائس وانتهاء الرياح الموسمية يُفترض أن تُنقل النمور إلى كمبوديا"، مضيفة "إذا سارت الأمور على ما يرام قد تصل الحيوانات قبل نوفمبر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الأول" المقبلين.
من جانبها، أكدت وزارة البيئة الكمبودية ومنظمة "وايلدلايف ألاينس" غير الحكومية أنهما مقتنعان بأن المحمية جاهزة لاستقبال النمور.
وقالت مديرة المنظمة سوانا غانتلت "لا مصائد في المنطقة التي ستعيش فيها النمور"، مضيفة "تم إنشاء 16 نقطة حراسة في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك نقطة لمراقبة النمور وحظيرة ونفق للفرائس وبئر للمياه".
وسيتم وضع أجهزة للنمور تتيح تحديد موقعها من أجل سلامة الحيوانات والسكان، بحسب المسؤولين.
وإذا أثبتت التجربة نجاحها قد يتم استيراد نمور أخرى إلى كمبوديا على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفق مسؤولين من وزارة البيئة.
وخسرت كمبوديا ولاوس وفيتنام مجموعاتها الأصلية من النمور، ولا تزال تضم الطبيعة في بورما مثلاً 23 نمراً فقط.
أما في الهند فأحصت الحكومة 3600 نمر في البرية، وهو عدد جيد بسبب سياسة حفظ مشددة على هذا النوع تعتمدها نيودلهي.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg جزيرة ام اند امز