داعش في الهند.. رباعي سريلانكا يعيد «كرة الخطر»
4 إرهابيين من سريلانكا حملوا أجندة "داعش" في الهند قبل أن تسقطهم ضربة أمنية، وسط قلق في نيودلهي من تدفق المتطرفين.
ضربة استباقية تبرز الملاحقة الأمنية للتنظيم الإرهابي في الهند، لكنها ناقوس خطر لنشاطه في البلد الآسيوي.
شرطة مكافحة الإرهاب الهندية اعتقلت، الإثنين، أربعة سريلانكيين في مدينة أحمد أباد غرب الهند، للاشتباه في صلتهم بتنظيم داعش.
وقال فيكاس ساهاي، رئيس شرطة ولاية جوجارات التي تقع بداخلها مدينة أحمد أباد، إن الاعتقالات جرت في ساعة متأخرة من مساء الأحد في مطار المدينة بعد تلقي بلاغ.
وأضاف "تظهر التحقيقات الأولية أنهم كانوا على اتصال بقيادي بارز في تنظيم داعش مقره حاليا في باكستان. التحقيقات الإضافية مستمرة لكشف الأبعاد الكاملة للمؤامرة" مع ذكر جزء واحد فقط من اسم القيادي بالتنظيم والإشارة إليه بكلمة "أبو".
فرقة مكافحة الإرهاب عثرت بحوزتهم على راية تنظيم داعش، في حين أظهر تفتيش بيانات هاتفين محمولين تمت مصادرتهما صورا ومقاطع فيديو مختلفة تشير إلى ارتباطهما بالتنظيم الإرهابي، وفق المصدر ذاته.
هجمات انتقامية
وبين الحين والآخر، ينفذ التنظيم عمليات إرهابية انتقامية ضد الهند، أكبر دولة في عدد السكان بالعالم، كان بينها تبنيه في يونيو/حزيران 2022 مسؤوليّته عن هجوم على معبد للسيخ في العاصمة الأفغانية كابل، أسفر عن مقتل شخصين أحدهما من أفراد الطائفة والآخر من حركة طالبان.
وفي مارس/آذار 2020، نفذ تنظيم «داعش» هجوماً على معبد «جورداوارا» الذي يرتاده السيخ في كابل أسفر عن مقتل 25 مصلياً. وكشفت التحقيقات في وقت لاحق أن أحد المهاجمين الأربعة كان مواطناً هندياً ضمن مجموعة مكونة من 14 شاباً من ولاية «كيرالا» الهندية وصلوا إلى أفغانستان عام 2016 للانضمام إلى تنظيم «داعش خراسان».
ومع وصول طالبان للسلطة في 2021، انتاب الحكومة الهندية القلق من تدفق المسلمين الهنود المتطرفين على أفغانستان.
إلا أن أولى علامات القلق بدأت في الظهور عام 2019، عندما وقعت الحكومة الهندية معاهدة تسليم المطلوبين مع حكومة أشرف غني.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قررت حكومة غني تسليم عشرة هنود من أعضاء داعش إلى الهند.
وتشير وسائل الإعلام الهندية بين إلى الحين والآخر تقارير عن تشديد الإجراءات في مواجهة الجماعات التابعة لـ«داعش» وبيانات بشأن اعتقال أعضاء التنظيم من مدن مختلفة في الهند.
جامو وكشمير
وكانت بداية القاعدة التنظيمية لداعش في الهند عبر العديد من الجماعات الموالية للتنظيم في «جامو» و«كشمير» التي تسيطر عليها الهند.
وفي يوليو/تموز 2017، أطلق هؤلاء الموالون للتنظيم الإرهابي على أنفسهم اسم تنظيم «داعش في جامو وكشمير»، ومع ذلك لم يعلن التنظيم رسمياً عن تأسيس مقاطعة منفصلة في الهند حتى مايو/أيار 2019.
ومنذ هذا التاريخ يسعى داعش لإظهار وجود قوي في جميع أنحاء الهند، إلا أن غالبية عملياته يتم تنفيذها في كشمير التي تسيطر عليها الهند.
ووفق تقارير فإن داعش مع بدء تحقيق نجاحات أولية في التجنيد داخل ولاية «كيرالا» 2014 وتنامي شبكته في الهند، كان رد فعل جهاز الأمن حازما ففي عامي 2017 و2018، قُتل اثنان من القادة المتعاقبين لفرع داعش في الهند في عمليات نفذتها قوات الأمن الهندية.
كما لم تكن قوات الأمن المعارض الوحيد لداعش في كشمير حيث شاركت الجماعات الكشميرية المتطرفة المنافسة مثل "عسكر طيبة" في اغتيال المنضمين إلى صفوف داعش.
بينما تتعامل الحكومة الهندية مع هذه التطورات باعتبارها غير ذات أهمية، فليس هناك وجود لداعش في جامو وكشمير في الموقف الرسمي الهندي إذ تصور رواية نيودلهي التطرف في كشمير باعتباره حركة ترعاها باكستان.
وفي 19 سبتمبر/ أيلول 2018، قال السكرتير الأول في البعثة الدائمة للهند في جنيف، ميني ديفي كومار، خلال مؤتمر للأمم المتحدة، إن "المشكلة الحقيقية في جامو وكشمير هي الإرهاب العابر للحدود القادم من باكستان".
وفي يناير /كانون الثاني 2018، قال وزير الدولة الهندي للشؤون الداخلية، في كلمة أمام البرلمان، بشكل قاطع: "لم يثبت أي شيء يبرهن على أن (داعش) تعمل في أي من مناطق وادي كشمير".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز