140 مليون دولار من الهند لاستكشاف معادن القمر
وكالة الفضاء الهندية (إسرو) اعتزمت إطلاق مهمتها "شاندرايان-2" من قاعدة سريهاريكوتا لكن مشكلة تقنية رُصدت في نظام إطلاق المركبة قبل ساعة
ألغت الهند إطلاق مهمتها الثانية إلى القمر لأسباب تقنية، قبل 56 دقيقة و24 ثانية من الموعد المحدّد، مؤجلة طموحها لأن تصبح رابع دولة في العالم تحطّ مركبة من صنعها على سطح القمر إلى أجل غير مسمى.
وتكلفت هذه المهمة 140 مليون دولار، بهدف دراسة التضاريس والمعادن ووفرة العناصر على القمر، إضافة إلى الغلاف الجوي الخارجي ووجود الجليد عليه.
واعتزمت وكالة الفضاء الهندية (إسرو) إطلاق مهمتها "شاندرايان-2"، الإثنين، من قاعدة سريهاريكوتا (جنوب شرق الهند)، لكن "مشكلة تقنية رُصدت في نظام إطلاق المركبة قبل ساعة"، بحسب ما أفادت الوكالة عبر "تويتر".
وأوضح المصدر عينه: "ألغي إطلاق شاندرايان-2 على سبيل الاحتياط، وسيعلن لاحقا عن الموعد المقبل للإطلاق".
لم توضح الوكالة طبيعة هذه المشكلة، لكن الإعلان أتى بعد تزويد محرّك الصاروخ "جي إس إل في إم كيه 3" العامل بحرارة منخفضة جدا بالهيدروجين السائل.
وقال رافي جوبتا، العالم السابق في منظمة البحث والتنمية لأغراض الدفاع (دي آر دي أو): "إذا لم تجر عملية الإطلاق خلال الساعات الـ48 المقبلة، فإنها ستؤجل برأيي أشهرا عدة".
وتجمّعت حشود غفيرة لمتابعة عملية الإطلاق، لكن آمالها خيّبت في نهاية المطاف.
وقال أحدهم لوكالة الأنباء الهندية "برس تراست أوف إنديا": "لا أدري ما حصل، حزنت كثيرا وآمل في أن يصححوا المشكلة".
تكلفة المسبار
خصصت الهند 140 مليون دولار لهذه المهمة، التي كان من المفترض أن تحطّ 6 سبتمبر/أيلول في القطب الجنوبي للقمر، على مسافة 384 ألف كيلومتر من الأرض، وهو مبلغ أدنى بكثير من ذاك الذي جمعته وكالات فضائية أخرى لمهمات من هذا النوع.
وللمقارنة، أنفقت الولايات المتحدة 25 مليار دولار أي ما يعادل أكثر من 100 مليار دولار حاليا، في 15 مهمة ضمن برنامج أبولو الفضائي، بما فيها المهمات الـ6 التي أفضت إلى نقل أرمسترونج وغيره من الرواد إلى القمر.
أما الصين، فأرسلت مركبة "تشانجي 4" إلى القمر في يناير/كانون الثاني 2019، وأنفقت 8.4 مليار دولار على برنامجها الفضائي بكامله في 2017، وفقا لأرقام المنظمة الدولية للتعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
وروسيا، البلد الأول الذي أرسل صاروخا غير مأهول إلى القمر في 1966، وأنفقت أكثر مما يعادل اليوم 20 مليار دولار على المهمات إلى القمر في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته.
وصممت الهند وصنعت كل أجزاء المسبار "شاندرايان -2"، الذي يعني اسمه "عربة قمرية" باللغة الهندية.
وخصّصت الهند أقوى صواريخها "جي إس إل في إم كيه 3" لعملية إطلاق المسبار الذي يبلغ وزنه 2.4 طن، وكان من المفترض أن تستمر مهمته سنة.
ويحمل المسبار مركبة الهبوط "فيكرام"، التي يبلغ وزنها 1.4 طن، وستأخذ بدورها مركبة "براجيان" البالغ وزنها 27 كيلوجراما إلى سهل مرتفع بين حفرتين على القطب الجنوبي للقمر.
اهتمام متجدّد
وتندرج المهمة الهندية في سياق اهتمام دولي متجدّد بالقمر، إذ إن الإنسان الذي وطئ سطحه للمرة الأخيرة سنة 1972 يستعدّ للعودة إليه، وطلبت الحكومة الأمريكية من ناسا التحضير لإرسال رواد إليه في 2024.
وتعدّ العودة إلى القمر خطوة لا مفرّ منها، تمهيدا لمهمات مأهولة نحو وجهات أبعد، على رأسها كوكب المريخ.
ومشروع "شاندرايان-2" هو ثاني مهمة قمرية للهند، التي سبق أن وضعت مسبارا في مدار حول القمر خلال مهمة "شاندرايان-1" قبل 11 عاما.
وتميّز البرنامج الفضائي الهندي في السنوات الأخيرة بمواءمته بين طموحات كبيرة وتكاليف محدودة، مع نفقات تشغيلية أدنى بكثير من الوكالات الأخرى، فضلا عن تقدّم متسارع الوتيرة.
وتعتزم "إسرو" إرسال طاقم من 3 رواد إلى الفضاء، في أول رحلة مأهولة لها بحلول عام 2022، ويعمل علماؤها على تطوير محطتها الفضائية الخاصة المرتقبة في العقد المقبل.