الهند تسعى للقضاء على السل بحلول 2025
معدّل انتشار السلّ في الهند يتراجع بواقع 2% تقريباً كل سنة، لكن بغية تحقيق هدف العام 2025، لا بد من رفع المعدّل إلى 10 % سنوياً.
تعهّدت الحكومة الهندية بالقضاء على وباء السلّ بحلول 2025، حيث تراجع انتشار المرض في هذا البلد الذي يضمّ 1.3 مليار نسمة.
وتستضيف فرنسا، الأربعاء والجمعة، في ليون، مؤتمر الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسلّ والملاريا، الذي يهدف إلى حشد الأموال لاحتواء انتشار هذه الأمراض ويقام كل ثلاث سنوات.
وقالت الطبيبة جامهوي تونسينج، مديرة مكتب جنوب شرق آسيا التابع للاتحاد الدولي ضدّ السلّ والأمراض الرئوية: "هذا المجهود الجبّار ليس مجرّد أقوال فارغة، بل يتبلور في أفعال، من خلال مثلاً مضاعفة المبلغ المخصص لمكافحة السلّ في الهند بين 2016 و2018".
وكثّفت السلطات من مبادراتها في هذا الصدد، من قبيل إنشاء قاعدة بيانات وطنية، وإطلاق حملات تقارب بين القطاعين الخاص والعام في مجال الصحة العامة، وبرامج ميدانية، ومشاريع نموذجية تستند إلى الذكاء الاصطناعي، فتحوّل البلد إلى ما يشبه جبهة قتال ضد السلّ.
ويشيد الخبراء بهذا التقدّم الذي أنجز في مكافحة انتشار هذا المرض الذي تنقل عدواه عن طريق الهواء عبر اللعاب عندما يسعل المريض أو يتكلّم، غير أن المهلة التي حدّدها رئيس الوزراء ناريندرا مودي تبدو لهم بعيدة المنال.
ويتراجع معدّل انتشار السلّ في الهند بواقع 2% تقريباً كل سنة، لكن بغية تحقيق هدف العام 2025، لا بد من رفع هذا المعدّل إلى 10 % سنوياً على الأقل، بحسب الطبيبة جامهوي تونسينج.
وبات السلّ الذي عاث فساداً في البلدان الغربية حتى منتصف القرن الـ20 مرضاً محدود النطاق، بفضل تقدّم الطب وتحسّن ظروف العيش، وهو ينتشر خصوصا اليوم في البلدان النامية.
وفي العام 2017، أودى هذا المرض بحياة 421 ألف شخص في الهند، أي ما يوازي ضحايا 2100 حادثة تحطّم طائرات من طراز "بوينغ 737 ماكس"، بحسب مقارنة أجراها موقع "إنديا سبند".
وبالإضافة إلى الأزمة التي تضرب مجال الصحة، يثقل السلّ كاهل المجتمع على الصعيد الاقتصادي.
فالبكتيريا تهاجم خصوصا الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 24 و58 سنة، أي الفئة العمرية التي تشكّل قوام اليد العاملة في البلد، فضلاً عن الأوساط المتواضعة. وتساهم سلسلة من العوامل، من قبيل سوء التغذية والهجرة والتدخين والاكتظاظ السكاني في إضعاف النظام المناعي لهؤلاء الأشخاص، ما يجعلهم أكثر عرضة للمرض.
وقال شيبو فيجايان، المسؤول عن قسم السلّ في منظمة "باث" غير الحكومية: "يبقى السلّ في المقام الأول مرض الفقير. ومن شأن الاستثمار في احتواء هذا المرض أن يعود بالنفع أيضاً على الاقتصاد، ويحدّ من الفقر ويحسّن عموما أوضاع الأسر".
ويؤدي سوء تناول الدواء أو وقف العلاج قبل الأوان إلى تفشّي السلّ المقاوم للأدوية، وتتابع منظمة الصحة العالمية بقلق انتشار هذا النوع من المرض المقاوم للعلاجات التقليدية، الذي قد ينسف ما تمّ تحقيقه من تقدّم في العقود الأخيرة.
وفي الهند حيث أحصيت 135 ألف حالة من هذا النوع من أصل 600 ألف في العالم، "تشكّل وحش لا بد من السيطرة عليه"، بحسب سانديي أهوجا، أحد مؤسسي منظمة "آشا" غير الحكومية.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز