ذكرى وفاة مؤسس "تاج محل".. بناء أسطوري لقصة حب خالدة
"تاج محل" معلم استثنائي يجمع بين الفن الهندي والفارسي والإسلامي، من الرُّخام الأبيض الذي يتغيّر لونه اعتمادا على انعكاس الضوء.
تمر الأربعاء 22 يناير، ذكرى وفاة "شاه جهان" أحد حكام الهند في القرن الحادي عشر الهجري، الذي خلد ذكرى وفاة زوجته "ممتاز محل" بضريح أصبح من أبرز معالم العالم وهو "تاج محل".
وشيّد "شاه جهان" إلى جانب ضريح زوجته "العرش الطاووسي"، وأسس مدينة "نيودلهي"، وبنى فيها مسجداً رائعاً.
تستعرض "العين الإخبارية" قصة الحب الخالدة التي جمعت مؤسس "تاج محل" وزوجته وقصة البناء.
شاه جهان
ولد جهان واسمه الحقيقي "غياث الدين خُرّم بن جهانكير" سنة 1000هـ، وهو ثالث أبناء "جهانكير". اتصف جهان برجاحة العقل، والذكاء، وقوة العزيمة حتى عهد إليه أبوه بحكومة "الدكن" حينما علم منه مقدرته على الحكم، وما أظهره من كفاءة في حرب المخالفين، وما أبداه من حنكة ودراية حين أرغم الملك عنبر الحبشي على قبول شروطه بعدما أنزل الهزائم به.
واقترن اسم شاه جهان بحبه الكبير لزوجته "ممتاز محل" التي فقدت حياتها في ريعان الصبا أثناء الوضع، ليخلد ذكراها بنصب تذكاري يعد الآن الأروع عالميا، وأسماه "تاج محل".
وممتاز محل كانت من الطبقة النبيلة يعمل والدها داخل القصر الملكي لكنها كانت صغيرة جدا عندما لمحها جهان لتسرق أنفاسه من النظرة الأولى، ما دفعه لانتظارها لـ5 سنوات قبل أن يتزوج بها وتنجب له 14 مولوداً.
ورافقت ممتاز محل زوجها في جميع أسفاره، حتى بدأت المأساة عام 1930 حينما ذهبت معه في آخر حملاته لتقف بجانبه في حروبه، وكانت حاملاً، تتعسر ولادتها، وتواجه خطر الموت، وقبل أن تنتهي حياتها طلبت من زوجها طلبين كان أولهما أن يظل وافيًّا لها حتى يلحق بها وألا يتزوج بعدها، والآخر أن يبني لها ضريحا يتذكرها الناس به.
وفي أقل من سنة ابيض شعر شاه جهان وشاخ بسرعة وهو رافض للزواج على الرغم من إلحاح أبنائه، ثم بدأ بتنفيذ وعده الثاني فبنى لها ضريح "تاج محل".
تاج محل
"تاج محل" ليس معلما وحسب بل تكمن وراء هندسته المدهشة قصة عظيمة تحكي تفاصيل حب هذا الحاكم الشهير لزوجته وولاءه لها.
و"تاج محل" معلم استثنائي يجمع بين الفن الهندي والفارسي والإسلامي، من الرُّخام الأبيض الذي يتغيّر لونه اعتماداً على انعكاس ضوء الشّمس، أو ضوء القمر على سطحه، وهذا الرّخام مُطعَّم بالفيروز، والتّبت، واللازورد، والليس، واليشم، والكريستال.
واستناداً إلى التقاليد الإسلاميّة يتكوّن تاج محل بشكل رئيسيّ من القِباب والمآذن، وقد وَصل ارتفاع القبّة المركزيّة فيه إلى 73متراً، تحيطها 4 قِباب صغيرة، و4 مآذن في الزّوايا، وقد كتبت آيات من القرآن الكريم على المداخل المقوسة للضريح، أما البوابة الرئيسية فهي من الحجر الرملي الأحمر.
في الداخل توجد غرفة تحوي التابوت الذي يضمّ رُفات ممتاز محل، وهي غرفة مبنيّة من الرخام، ومزينة بالنقوش والأحجار الكريمة.
جُلبت مواد البناء من أمكنة كثيرة؛ إذ جيء بالرّخام الأبيض الشّفاف من راجستان، واليشم من البنجاب، والكريستال من الصّين، والفيروز والتبت والليس من أفغانستان، والياقوت من سريلانكا، والعقيق من الجزيرة العربيّة.
وعندما انتهى من تشييده شعر شاه جهان بأنه بإمكانه أن يموت مرتاحاً، لكن ابنه "أورنكزيب" سرّع في الأحداث، فشكل في 1657جيشاً قوياً وانقلب على والده، فعزله عن العرش، إلى أن توفي شاه جهان في عام 1666، ووضعت جثته في ضريحٍ بجانب زوجته ممتاز محل بناء على آخر وصاياه.
aXA6IDMuMTM1LjI0Ny4xNyA= جزيرة ام اند امز