"نوتردام" و"قصر الكريستال".. معالم تاريخية التهمتها الحرائق
مبنى كاتدرائية "نوتردام" يعد تحفة فنية من العمارة القوطية التي تعكس ملامح الحقبة التي تتراوح بين القرن الـ12 حتى الـ16 الميلادي
شهد عام 2019 حادث حريق طال الكاتدرائية الأعرق في العالم "نوتردام" الواقعة في الجانب الشرقي من قلب العاصمة الفرنسية باريس على ضفاف نهر السين، وتحديداً في المقاطعة الرابعة.
تُعد كاتدرائية "نوتردام" أيقونة التاريخ الفرنسي، وإحدى الوجهات السياحية الأكثر شهرة في باريس، لكن في 15 أبريل/نيسان 2019، اندلع حريق هائل بها خلف أضراراً جسيمة في أجزاء من الكنيسة.
تاريخ عريق
يمثّل مبنى الكاتدرائية تحفة فنية من العمارة القوطية التي تعكس ملامح الحقبة التي تتراوح بين القرن الـ12 حتى الـ16 الميلادي، ولديها أجراس، أكبرها الجرس "إيمانويل"، إذ يعود تاريخه إلى عام 1681، ويقع في البرج الجنوبي، كما يفوق وزنه 13 طناً، ويُستخدم للاحتفاء ساعات طوال اليوم وفي مناسبات عدة.
وتستقبل سنوياً بين 13 إلى 14 مليون زائر، واحتفلت في 2013 بمرور 850 عاماً على تشييدها، وفق موقعها الرسمي.
ويُشكّل هذا البناء الأثري العريق دلالةً دينية وتاريخية وسياحية، حتى إنّ الروائي الفرنسي فيكتور هوجو ذكرها في روايته "أحدب نوتردام" عام 1831، واصفاً ما تتميّز به من فنون معمارية.
بدأ بناؤها عام 1163 تحت قيادة الأسقف موريس دو سولي في عهد لويس السابع، واكتملت خلال قرنين من الزمن، وتحديداً في القرن الـ14، لتكون أكبر كاتدرائية في العالم.
ولكنّ الطراز الذي بُنيت وفقه الكاتدرائية لم يكن متقناً تماماً، بسبب المبالغة في ارتفاعات الأسقف، ونتيجة لذلك تعرّض جزء منها للهدم، أثناء الاضطرابات الثورية التي شهدتها فرنسا بين سنتيْ 1844 و1864، ما تطلّب ترميمها تحت إشراف المهندس المعماري فيوليه لودوك.
تُعدّ الكاتدرائية من المعالم البارزة في باريس، إذ مثَّلت لفترة طويلة المبنى الأعلى بالعاصمة الفرنسية، واكتسبت دلالات رمزية وقداسةً لدى ملوك البلاد، حيث جرى تتويجهم بين جدرانها بدايةً من سنة 1239، وشهِدت تتويج نابليون الأول عام 1804، ودوك مدينة بوردو عام 1821، فضلاً عن جنازة أدولف تيير.
وفي عام 1944، احتضنت الكاتدرائية احتفالات تحرير فرنسا من النازية، وعام 1970 نُظِّمت داخلها مراسم جنازة مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة الجنرال شارل ديجول، إلى جانب جنازتيْ الرئيس الفرنسي الأسبق جورج بومبيدو عام 1974، والرئيس فرنسوا ميتران عام 1966.
وبموجب قانون 1905، فإن "نوتردام دو باريس" على ملك الدولة الفرنسية، ولكنّ الكنيسة الكاثوليكية تمتلك الحق الحصري في استخدامها لأغراض دينية إلى الأبد.
حرائق تاريخية
حريق كاتدرائية نوتردام بالعاصمة الفرنسية باريس أعاد إلى الأذهان المعالم الأثرية التي دمرتها الحرائق في جميع أنحاء العالم؛ فلم تكن هذه المرة الأولى التي تشتعل فيها النيران بمبنى شهير، فهناك متاحف، وقصور، ومكتبات في أجزاء أخرى من العالم دُمرت بفعل الحرائق، من بينهم مكتبة جامعة لوفان في بلجيكا.
كانت جامعة لوفان البلجيكية تشتهر بامتلاك واحدة من أرقى المكتبات في أوروبا، واحترقت المكتبة مرتين؛ الأولى عام 1914 عندما احتلت ألمانيا بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى، والثانية خلال القصف المدفعي بين ألمانيا وبريطانيا في معركة لوفان أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1940، وأعيد بناء المكتبة للمرة الثانية عام 1951، وأصبحت محمية أثرية عام 1987.
أيضاً، قصر الكريستال صممه المعماري البريطاني السير جوزيف باكستون، واستضاف القصر المعرض الكبير الذي أقامه الأمير ألبيرت والملكة فكتوريا والجمعية الملكية للفنون عام 1951، ودُمر القصر في عام 1936 بسبب حريق، وتم هدم بقايا القصر عام 1941.
وكان متحف البرازيل الوطني بمدينة ريو دي جانيرو، الذي شهد حريقاً هائلاً تسبب في أضرار جسيمة، ورغم عدم تسجيل أي إصابات في الحادث، لكن مسؤولو المتحف قالوا إن 90% من القطع الأثرية الموجودة بالمتحف دُمرت تماماً.
وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1992، نشب حريق في قلعة وندسور وتسبب في دمار 115 حجرة من بينها 9 قاعات مناسبات، وشارك 225 رجل إطفاء من 7 دول في عمليات الإطفاء، واستمرت إعادة بناء القلعة 5 سنوات.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز