امرأة من أقلية عرقية.. "ابنة الأرض" على أبواب رئاسة الهند

تنتمي لأقلية عرقية في الهند، وتمضي بخطوات هادئة نحو الرئاسة لتدخل تاريخ بلادها كثاني امرأة تتولى المنصب بعد براتبيا باتيل.
دراوبادي مورمو؛ مرشحة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بالهند، والتي يعتبر فوزها إجراء شكليا نظرا لسيطرة حزبها على عدد كاف من المقاعد بالمجالس التشريعية الاتحادية ومجالس الولايات لدعم مرشحته.
وتختار الرئيس في الهند هيئة انتخابية تتكون من النواب في مجلسي البرلمان والأعضاء المنتخبين بالمجالس التشريعية في جميع الولايات.
ومورمو؛ مدرسة سابقة تبلغ من العمر 64 عامًا، من ولاية أوديشا (أوريسا)، سبق أن شغلت منصب حاكم الولاية. وإذا تم انتخابها، فستكون ثاني امرأة تتولى المنصب.
والرئيس في الهند هو رأس الدولة، لكنه لا يمارس سلطات تنفيذية. ويتم انتخابه من قبل أعضاء مجلسي البرلمان والمجالس التشريعية للولايات والأقاليم الاتحادية الخاضعة للإدارة الفيدرالية.
وتنافس مورمو مرشح المعارضة - السياسي المخضرم- ياشوانت سينها الذي كان وزيراً بارزاً في حكومة حزب بهاراتيا جاناتا بقيادة رئيس الوزراء أتال بيهاري فاجبايي بفترة التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين
وسيحل المرشح الفائز محل الرئيس رام ناث كوفيند الذي تنتهي فترته في 24 يوليو/ تموز الجاري. وتم اختيار مورمو بعد مناقشة مفصلة لعشرين اسمًا نظر فيها حزب بهاراتيا جاناتا وحلفاؤه.
وقالت مورمو إنها علمت بترشيحها من التلفزيون وأن الأخبار "فاجأتها" و"أسعدتها"، مضيفة في تصريحات إعلامية: "بصفتي امرأة قبلية من منطقة مايوربانج النائية، لم أفكر في أن أصبح مرشحة لمنصب أعلى".
ورحب الزعماء السياسيون في أوديشا بترشيحها ووصفوها بأنها "ابنة الأرض"، وفي الشهر المقبل، سيصوّت المشرعون الهنود أيضًا لاختيار نائب رئيس البلاد.
قبل السياسة
ظهرت مورمو بدائرة الضوء في عام 2017 عندما ترددت شائعات بأن حزب بهاراتيا جاناتا كان يفكر في اختيار اسمها بالانتخابات الرئاسية في ذلك العام، وكانت تشغل في ذلك الوقت منصب حاكم ولاية جهارخاند.
وُلدت مورمو عام 1958 في قرية بيدابوسي بمنطقة مايوربهانج، وتنتمي إلى أقلية "سانتال" العرقية.
درست في كلية راماديفي للنساء في بوبانسوار عاصمة الولاية، وفي بداية حياتها المهنية ككاتبة في حكومة أوديشا، عملت مورمو كمساعدة مبتدئة في قسم الري والطاقة من 1979 إلى 1983.
وبعد أن تركت وظيفتها في بوبانسوار وعادت إلى رايرانجبور لتعتني بأسرتها، عملت مدرسة ولكنها رفضت قبول راتب وقالت إن هذه ليست وظيفة، بل خدمة عامة.
وقالت إن راتب زوجها، وهو موظف بنك، كان كافياً لرعاية احتياجات الأسرة.
مسيرة
بدأت حياتها المهنية السياسية في عام 1997 عندما تم انتخابها مستشارة خلال الانتخابات المحلية في رايرانجبور.
وغالبًا ما شوهدت وهي تشرف شخصيًا على أعمال الصرف الصحي في المدينة وهي تقف تحت أشعة الشمس حيث يتم تنظيف المصارف وتنظيف القمامة.
وبصفتها عضوًا في حزب بهاراتيا جاناتا، تم انتخابها لعضوية مجلس الولاية مرتين - في عام 2000 وفي 2009 - من مقعد رايرانجبور.
ومن عام 2000 إلى عام 2004، كانت وزيرة في الحكومة الائتلافية للولاية بقيادة نافين باتنايك من حزب بيجو جاناتا دال.
وفي البداية كانت مسؤولة عن التجارة والنقل، ثم تولت فيما بعد ملف الثروة السمكية والحيوانية.
ومن عام 2006 إلى 2009، كانت مورمو رئيسة الجناح الحكومي لحزب بهاراتيا جاناتا "القبائل المصنفة" - المجتمعات القبلية التي يعترف الدستور الهندي بأنها محرومة اجتماعيا واقتصاديا.
واتخذت حياتها منعطفًا مأساويًا في عام 2009 عندما فقدت ابنها الأكبر في ظروف غامضة. وبعد بضع سنوات، فقدت أيضًا ابنها الثاني وزوجها.
لكنها نجحت مجددا في تجاوز أزمتها، وفي عام 2015، تم تعيينها أول امرأة حاكمة لولاية جارخاند المجاورة، وشغلت هذا المنصب لمدة ست سنوات حتى يوليو/ تموز 2021.