مدير «FBI» تحت المجهر.. انتقادات لاستخدام فرق التدخل لحماية صديقته
يواجه كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، موجة انتقادات حادة بسبب استخدامه غير المسبوق للموارد الحكومية.
وكشفت تقارير عن قيام باتيل بتوظيف فرق التدخل السريع (سوات) لتأمين الحماية لصديقته، المغنية أليكسيس ويلكنز، خلال فعاليات عامة.
وتصدر هذا الجدل حادثة مؤتمر الرماية السنوي للجمعية الوطنية للبنادق في أتلانتا، حيث غنت ويلكنز النشيد الوطني برفقة فريق حماية متكامل من عناصر سوات، بناءً على أوامر مباشرة من باتيل.
ورغم مغادرة الفريق بعد تأكيد تأمين المكان، إلا أن باتيل أعرب لاحقاً عن غضبه الشديد من قائد الفريق، معتبراً أن صديقته تُركت دون حماية كافية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
نمط متكرر؟
لم يقتصر الجدل على هذه الحادثة المنعزلة، بل كشف مسؤولون عن نمط متكرر في استخدام باتيل للموارد الحكومية، حيث اعتمد بشكل مكثف على الطائرات الحكومية لأغراض شخصية، منها رحلة غولف إلى منتجع خاص في اسكتلندا مع أصدقائه.
كما تم توثيق استخدام فرق سوات في مناسبات متعددة أخرى لحماية ويلكنز، سواء في ناشفيل حيث تقيم، أو خلال مؤتمر سياسي في سولت ليك سيتي، أو حتى في رحلة رسمية إلى لندن لحضور مؤتمر سري للأمن القومي.
أثار هذا السلوك انتقادات واسعة من مختلف الأوساط، بما في ذلك شخصيات يمينية كانت قد دعمت سابقاً جهود باتيل في إعادة هيكلة المكتب. ووصف كريستوفر أوليري، أحد الوكلاء السابقين، هذا الاستخدام بأنه "يعكس افتقار باتيل للخبرة والقدرة على الحكم والتواضع".
كما أثيرت تساؤلات قانونية عميقة حول مدى الحماية القانونية التي يتمتع بها عناصر السوات عند تأدية مهام غير تقليدية كهذه.
يأتي هذا الجدل في وقت بالغ الحساسية، حيث يواجه مكتب التحقيقات الفيدرالي احتمال تخفيضات كبيرة في الميزانية، بعد دعم باتيل نفسه اقتراح البيت الأبيض بخفض ميزانية المكتب بنحو نصف مليار دولار. وهو ما يزيد من حدة الانتقادات حول سوء إدارة الموارد وعدم التوافق بين القرارات الإدارية والممارسات الشخصية.
باتيل يرد
في مواجهة هذه الانتقادات، لجأ باتيل إلى وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن موقفه، حيث وصف الهجمات الموجهة ضد ويلكنز بأنها "افتراءات بغيضة"، مؤكداً أنها "محافظة صلبة ونجمة موسيقى وطنية تستحق الحماية".
من جانبها، سعت ويلكنز إلى تبرير مستوى الحماية المرتفع الذي تتلقاه بالإشارة إلى التهديدات التي تواجهها، حيث نشرت صوراً لرسائل تهديد بالقتل والانتحار تلقّتها في صندوق رسائلها.
يُذكر أن باتيل يُعد أول مدير للمكتب منذ عهد إدغار هوفر غير متزوج، مما يعني أن البروتوكولات المعتادة لحماية أفراد عائلة المدير لا تنطبق على حالته. وتظل الانتقادات مركزة على تجاوز الخدمات المقدمة لويلكنز للمألوف والمعتاد، في وقت يشهد فيه المكتب تحولات كبيرة على مستويات متعددة.