المتحور الهندي يحرق الأسواق.. ماذا فعل بالنفط والذهب والدولار؟
شهد أول أيام الأسبوع في أسواق العالم موجة ساخنة من أنباء الفيروس التي أثرت على الذهب والنفط وحركة الأموال خاصة الدولار.
انخفضت أسعار النفط اليوم إلى 66.28 دولار للبرميل، إذ قوضت موجة ثانية كارثية من كورونا في الهند تعافي الطلب، فيما كانت مخاوف الفيروس حافزة للذهب ليرتفع إلى 1773.90 دولار للأوقية بفضل تراجع عوائد السندات، بينما تشبث الدولار بالارتفاع مترقبا حذر المستثمرين في بداية الأسبوع
وسجلت الهند اليوم أكثر من 300 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا لليوم الثاني عشر على التوالي، مما رفع إجمالي عدد الحالات إلى ما يقرب من 20 مليون حالة.
- معلومة اقتصادية.. ما الفرق بين رواد الأعمال ومؤسسي الشركات؟
- سؤال القرن.. هل السيارات الكهربائية صديقة للبيئة؟
الدولار والحذر
تشبث الدولار الإثنين بالارتفاع الذي حققه مؤخرا، إذ خيمت حالة من الحذر على المستثمرين في بداية أسبوع حافل باجتماعات البنوك المركزية وبيانات اقتصادية أمريكية هامة لاستقاء مؤشرات على توقعات التضخم العالمي وردود أفعال صانعي السياسات.
كانت التعاملات محدودة بسبب عطلة في كل من اليابان والصين، مما حد من التقلبات، وهو ما جعل العملة الأمريكية على نفس مستواها عند التسوية بعد قفزة يوم الجمعة.
واستقرت عند 1.2020 مقابل اليورو وبلغت قمة ثلاثة أعوام مقابل الين عند 109.58.
واستقر مؤشر الدولار الذي يقيس أداءه مقابل ستة عملات رئيسية عند 91.322.
وانخفض المؤشر 2% في أبريل/نيسان، إذ رفعت نظرة إيجابية لآفاق التعافي العالمي العملات المنكشفة على التجارة على حساب الدولار، لكنه غير اتجاهه في ظل بيانات إيجابية للاستهلاك في الولايات المتحدة يوم الجمعة.
وكان ارتفاع الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي طفيفا اليوم، وهو ما لم يكفي لتعويض خسائرهما الأخيرة.
وصعد الدولار الأسترالي 0.1% إلى 0.7718 دولار ليكون قرب متوسط تحركاته في 20 يوما، في حين زاد الدولار النيوزيلندي 0.2% إلى 0.7171 دولار، ليكون أيضا أعلى قليلا من متوسط تحركاته في 20 يوما.
واستقر الجنيه الإسترليني عند 1.3825 دولار.
اليوان الصيني يغير مساره
أما في آسيا، فقد قلب اليوان الصيني مساره وتحول للانخفاض إلى 6.4781 للدولار في التعاملات الخارجية بعد تصريحات شديدة اللهجة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.
وبلغ الوون الكوري الجنوبي قاع أسبوع بعد أن تعهدت كوريا الشمالية بالرد على ما تعتبره سياسة أمريكية عدائية، في حين دفع الضغط في اتجاه فرض إغلاق على المستوى الوطني بالهند الروبية للانخفاض بعض الشيء.
وفي أسواق العملات المشفرة، كسرت إثريوم حاجز الثلاثة آلاف دولار لتسجل ذروة جديدة عند 3061.17 دولار.
الذهب يصعد
في المقابل ارتفعت أسعار الذهب الإثنين، إذ تدعم الإقبال على المعدن بفضل تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية ومخاوف بشأن تزايد حالات الإصابة بكوفيد-19 في بعض البلدان، في حين حافظ البلاديوم على صعوده بعد تجاوزه حاجز الثلاثة آلاف دولار للأوقية (الأونصة) في الجلسة السابقة.
وبحلول الساعة 0418 بتوقيت جرينتش، ربح الذهب في المعاملات الفورية 0.3% ليسجل 1773.90 دولار للأوقية. وكان حجم التداول في آسيا منخفضا بسبب عطلة في كل من الصين واليابان. وارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 0.4 % إلى 1773.90 دولار للأوقية.
الجائحة في اليابان والهند
وقالت مارجريت يانج المحللة لدى ديلي إف.إكس "لا يزال وضع الجائحة في اليابان والهند مصدر قلق رئيسي بين المشاركين في عمليات السوق، وبالتالي يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب"، مضيفة أن تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية قدم مزيدا من الدعم.
هبطت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بعد أن بلغت أعلى مستوياتها في أسبوعين تقريبا الأسبوع الماضي.
وتقلل عوائد السندات المنخفضة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.
في غضون ذلك، حوم مؤشر الدولار قرب أعلى مستوى له في نحو أسبوعين الذي سجله في وقت سابق اليوم مقابل منافسيه.
وتتجه أنظار المستثمرين الآن إلى مجموعة كبيرة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المقرر صدورها هذا الأسبوع، والتي تشمل مسح معهد إدارة التوريدات بشأن قطاع الصناعات التحويلية وأرقام الوظائف في أبريل نيسان، لاستقاء المزيد من المؤشرات بشأن الانتعاش في أكبر اقتصاد في العالم.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاديوم 0.6% إلى 2953.19 دولار للأوقية بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3007.73 دولار للأونصة يوم الجمعة بسبب مخاوف تتعلق بالإمدادات.
وزادت الفضة 0.3% إلى 25.97 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.5% إلى 1204.63 دولار.
أسعار النفط تهبط
كما انخفضت أسعار النفط الإثنين، إذ قوضت موجة ثانية كارثية من جائحة فيروس كورونا في الهند تعافي الطلب على الوقود هناك، مما طغى على تفاؤل بشأن انتعاش قوي للطلب على الوقود بالبلاد المتقدمة والصين في النصف الثاني من العام.
وبحلول الساعة 0620 بتوقيت جرينتش، نزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو تموز 48 سنتا بما يعادل 0.7% إلى 66.28 دولار للبرميل، في حين بلغ خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو حزيران 63.11 دولار للبرميل بانخفاض 47 سنتا أو 0.7% .
ويقترب إجمالي حالات الإصابة بكوفيد-19 في الهند من عشرين مليونا ويتوقع المحللون أن يشهد طلب الهند على الوقود المستخدم في وسائل النقل هبوطا أكثر حدة في مايو/أيار بفعل زيادة القيود.
وقال محللون من آي.إن.جي في مذكرة "نظرا لأنه لا يزال يبدو أنه رغم ذلك لم يبلغ كوفيد-19 ذروته في الهند، نتوقع أن نشهد المزيد من الانخفاض في الطلب على الوقود خلال مايو.
وأمس الأحد، حثت جهة صناعية هندية رئيسية السلطات على تقليص النشاط الاقتصادي في الوقت الذي تئن فيه منظومة الرعاية الصحية تحت وطأة تسارع وتيرة الإصابات.
التطعيمات والطلب العالمي
لكن على مستوى العالم، أظهر استطلاع رأي أجرته رويترز أنه من المتوقع أن ترفع التطعيمات الطلب العالمي على النفط، خاصة خلال ذروة موسم السفر في الربع الثالث من العام، مما دفع المحللين إلى رفع توقعاتهم لأسعار برنت للشهر الخامس على التوالي.
وتوقع الاستطلاع الذي شمل 49 مشاركا أن يبلغ متوسط سعر برنت 64.17 دولار للبرميل في 2021، ارتفاعا من متوسط الشهر الماضي عند 63.12 دولار ومتوسط 62.30 دولار لخام القياس منذ بداية العام.
وعلى صعيد الإمدادات، ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول 25.17 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان، بزيادة 100 ألف برميل عن مارس آذار.