معارك طرابلس.. عمليات نوعية وأسلحة جديدة تسهل مهمة الجيش الليبي
الأوضاع الميدانية بالعاصمة الليبية طرابلس في الأسبوع الأخير شهدت تطورا ملحوظا في تقدم الجيش الوطني على كافة المحاور والاتجاهات
شهدت الأوضاع الميدانية بالعاصمة الليبية طرابلس في الأسبوع الماضي تطورا ملحوظا في تقدم الجيش الوطني على كافة المحاور والاتجاهات منذ انطلاق عملية طوفان الكرامة 4 إبريل/نيسان بعد استخدام أسلحة جديدة وسط اشتداد الصراعات الداخلية بين المليشيات.
- 200 يوم على"طوفان الكرامة".. انتصارات ساحقة للجيش الليبي
- إيطاليا تعلن تحطم طائرة مسيرة.. والجيش الليبي: اخترقت الأجواء
واستطاع الجيش الليبي التقدم على كافة المحاور القتالية بالعاصمة الليبية طرابلس، وسيطر على مناطق العزيزية ووادي الربيع ومحور الخلاطات ومحور الرملة بالكامل ومعسكر اليرموك، ومشروع الهيرة الرابط بين العزيزية وجبل غريان، جنوب العاصمة، وفق بيانات رسمية.
كما تقدمت الوحدات العسكرية للجيش الليبي باتجاه جزيرة الفرناج وصلاح الدين والهضبة المطلة على منطقة بوسليم، جنوب وسط العاصمة، وكذلك في المحور الأخير باتجاه معسكر حمزة.
وفي الاتجاه الشرقي، تمكن من السيطرة على منطقة سوق الخميس-امسيحل، ومصنع الأسمنت، وتقدمت وحداته باتجاه منطقة مفترق الرملة وكوبري السواني جنوب غربي العاصمة.
ونفذت وحدات من الجيش عدة عمليات نوعية أهمها الهجوم على مثلث الزواتين حتى المربع الإداري بالقويعة، قرب مدينة القرة بوللي على الساحل الرابط بين مصراتة وطرابلس.
أسلحة جديدة
وفي تطور نوعي ملحوظ، كشف العميد خالد المحجوب مدير المركز الإعلامي بالجيش الليبي، عن مشاركة الطائرات العمودية من طراز mi 35 - طائرات مروحية متطورة متعددة الأغراض، صنع روسي عام 1994- لأول مرة في محاور العاصمة.
وأوضح أنها قامت بمهام قتالية على مواقع المليشيات في محور عين زارة جنوب شرقي العاصمة، قائلا: "إنها بداية النهاية، وأن على المليشيات أن ينتظروا السيطرة على مزيد من المناطق".
وأشار إلى تعزيزات وصلت إلى الجيش الوطني الليبي في محاور القتال، وتزايدت خاصة من سرايا المشاة والاقتحام، كما أعلنت عدة سرايا وكتائب من غرب العاصمة طرابلس، انضمامها إلى محاور القتال ضد المليشيات، وعلى رأسها دعم من مدينة العجيلات، والسرية الرابعة "صرمان " التي أعلنت جاهزيتها للالتحاق بالمشاركة في تحرير العاصمة.
كما لفت المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي سابق، إلى أن القطع البحرية الليبية تنفذ جولات قرب موانئ سرت (شرق) لمنع اقتراب أي قطع بحرية من المدينة، وأن المنطقة لا تزال تحت الاستطلاع المباشر والرصد الجوي والبحري والبري.
وليس ببعيد عن ميدان المعركة، أعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة إنهاء حالة النفير العام في المناطق المحررة والإبقاء عليها في مواقع العمليات العسكرية، والممتدة من سرت شرقاً وحتى رأس جدير غرباً امتداداً إلى الجنوب الغربي.
تأمين الحدود
كما وصل اللواء بالقاسم الأبعج، آمر المناطق العسكرية الجنوبية، على رأس وفد عسكري كبير، إلى مدينة مرزق (جنوب)، أمس الخميس وعقد اجتماعات مهمة مع القيادات العسكرية والأمنية ووجهاء وأعيان منطقة حوض مرزق، لإحكام سيطرة القيادة العامة على المدينة التي احتلت من العصابات التشادية من أغسطس/آب إلى أكتوبر/تشرين الأول الماضيين.
وقال العميد خالد المحجوب، مدير المركز الإعلامي بالجيش الليبي، في بيان، إن آمر المناطق العسكرية الجنوبية وصل أيضا إلى منطقة القطرون ومنها إلى الحدود الليبية النيجيرية؛ لتأكيد تأمين المناطق الجنوبية، والتصدي للعصابات الإرهابية العابرة للحدود.
وبالتزامن مع ذلك، قام آمر منطقة طبرق العسكرية (شرق) والعديد من قادة الأمن بإمساعد وبئر الأشهب، شرق البلاد، خلال الأسبوع الماضي، بزيارة مفاجئة لمنطقة الجغبوب الحدودية مع مصر، لتفعيل الخطط الموضوعة لتأمين المناطق الحدودية الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمنطقة العسكرية.
متغيرات لصالح الجيش
مستشار مجلس النواب الليبي السابق، عيسى عبدالقيوم، قال إن المتغيرات التي شهدتها المعارك في الفترة الأخيرة تصب فى صالح الجيش الوطني في طرابلس.
وأوضح عبدالقيوم، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن التقدمات المتتالية والدعم المتزايد من قوات مشاة وإدخال السلاح العمودي يؤشر لعملية تقدم كبرى وشيكة في جميع المحاور.
وأشار إلى أن الطيران العمودي المتطور لا يقارن بطائرات الميراج التي تستخدام في المعارك، قائلا:"لكل تخصصه، والحديث عن دور للطيران العمودي يعني تغير في طبيعة المعركة وقرب حدوث تقدم مشاة يحتاج إلى غطاء جوي قريب وثابت، وهو ما يسهله العمودي الذي يمكن أن يهبط بسهولة بعيدا عن قواعده".
وأكد أن التحركات العسكرية القادمة من غرب طرابلس من مدن (صرمان وصبراتة والعجيلات) إشارة مهمة إلى تقدم الجيش وانتزاعه للأرض مقابل تراجع المليشيات وهذا مؤشر مهم لساحة الحرب وساحة الحوار أيضا، ولم يستبعد فتح محور عسكري من الجهة الغربية.
انهيار المليشيات
ومن جانبه، قال المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، إن الجيش الليبي نجح في استنزاف قدرات المسلحين التابعين لحكومة الوفاق بنسبة كبيرة جدا، داخل طرابلس وخارجها.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن المرحلة العسكرية التي وصلت إليها المعارك في طرابلس، متقدمة جدا، والجيش على مشارف السيطرة على العاصمة بالكامل، خاصة مع اقترابه من نقاط مهمة وهي الحي الدبلوماسي وسجن بوسليم بمنطقة بوسليم والهضبة.
وأشار إلى أن الجيش مع هذه التقدمات على بعد عدة كيلوات من وسط العاصمة، وسط انهيار مليشيات رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق في طرابلس فايز السراج بمحاور القتال بالعاصمة ومدينة مصراتة، وإعلان عدد من قادتها الانشقاق، ومقتل وإصابة آخرين.
ولفت إلى أن هذه المليشيات اشتدت صراعاتها الداخلية في الفترة الأخيرة بين أجنحتها من المتطرفين ومن يسمون أنفسهم بالثوار ومليشيات الارتزاق.
وأكد أن إسقاط الجيش الليبي لطائرة متطورة من طرازPredator B وقيمتها ( 18 مليون دولار أمريكي) أثناء تحليقها في سماء مدينة ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس) يؤكد وجود منظومة دفاع جوي قوية.
وأوضح أن الجيش الليبي أصبحت له السيادة الجوية مع القضاء على أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة وتدمير مخازنها وغرف التحكم وهوائيات الإرسال، كما أن الجيش الليبي نفذ ولا يزال قادرا على استهداف مرتكزات المليشيات، حتى داخل القواعد العسكرية مشيرا إلى قواعد (القرضابية ومعيتيقة والجوية مصراتة) التي استهدفها الجيش أكثر من مرة.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA==
جزيرة ام اند امز