200 يوم على"طوفان الكرامة".. انتصارات ساحقة للجيش الليبي
الجيش الليبي لا يزال يحقق التقدمات الثابتة على الأرض رغم مرور أكثر من 200 يوم على انطلاق معركة القضاء على الإرهاب في المنطقة الغربية
مر أكثر من 200 يوم على معركة "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي، وسط خسائر فادحة في صفوف المليشيات الإرهابية وانتصارات ساحقة للجيش.
وخلال تلك المعارك وبعد خسائرها الكبيرة لجأت المليشيات إلى استخدام المرتزقة الأجانب والطائرات التركية المسيرة لمحاولة صد تقدمات الجيش الليبي.
وخلال الـ200 يوم تمكن الجيش الليبي من السيطرة الكاملة على أكثر من 8 محاور للعاصمة، وسيطر على مطار طرابلس الدولي، وأسقط أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة ودمر البنى التحتية لغرف عمليات المليشيات في كل من معيتيقة ومصراتة وزوارة.
كما قضى الجيش على أكثر من 1000 إرهابي من المليشيات بينهم مرتزقة تشاديون وعدد من قادة المحاور أبرزهم الإرهابي محمد الحصان، آمر مليشيا 166 بمصراتة، ومحمود بعيو وهو قائد ميداني لمليشيات مصراتة.
وحرر الجيش الليبي عدداً من المناطق من بينها مديرية أمن المناطق الأربع والسبيعة والعزيزية وخلة الفرجان ومناطق متقدمة بمحاور صلاح الدين وكاريزما وكوبري السواني ومعسكر اليرموك.
وحول الوضع العسكري الراهن للجيش الليبي في العاصمة طرابلس، أكد العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجية المعنوي بالجيش الليبي، أن القوات تسيطر على أغلب المحاور على تخوم العاصمة طرابلس التي باتت تشهد هدوءاً حذراً.
وتابع المحجوب لـ"العين الإخبارية" أن الجيش الليبي سيطر في الأيام الماضية على عدة مواقع تابعة للمليشيات المسلحة أهمها معسكر حمزة ومناطق استراتيجية بمحور عين زارة، كما سيطر بشكل كامل على محور الخلاطات.
ورجح المحجوب أن تشهد الساعات المقبلة لحظات حاسمة جداً بعد هذه المدة من الهدوء الحذر.
تقدمات على الأرض
ويرى محمد الترهوني، المحلل العسكري الليبي، أن الجيش طوّر خططه وقدراته للقضاء على أسلحة وطائرات الإرهاب والمليشيات بالمنطقة الغربية، وأن المعركة في الفترة الأخيرة تختلف عن بدايتها.
وأوضح الترهوني لـ"العين الإخبارية" أن الجيش الليبي أسقط أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة، رغم صعوبة هذه العملية، لأنه بحسب المحلل العسكري، لا يمكن إسقاطها بالصواريخ الحرارية لاعتمادها على الشحنات الكهربية، وأن إسقاط كل هذا العدد أربك حسابات المليشيات.
وأشار المحلل العسكري الليبي إلى أن المليشيات تضغط باتجاه محوري "خلة الفرجان" و"عين زارة" بسبب إسقاط الجيش الليبي للطائرات التركية بهذه المحاور، ما يعد تهديداً لها وإمكانيات أكبر لتقدم الجيش الليبي.
وتابع أن التفوق الجوي بالجيش الليبي، في ظل السيطرة الجوية التامة له، انعكس على الضربات الجوية لمخازن الأسلحة والطائرات بمعيتيقة، وتحطيم جميع الترسانة العسكرية بداخله، وأخرى بالكلية الجوية في مصراتة، ومخزون السلاح الموجود بميناء مصراتة، ومعسكر تخزين الصواريخ والذخيرة بمنطقة المحمية.
وقال الترهوني إن الجيش الليبي طوّر من نفسه من تجاربه في بنغازي ودرنة والهلال النفطي والجنوب، ونجح في استهلاك واستنزاف أكثر من 95% من قوات المليشيات الاحتياطية والأساسية، ما دفعهم للجوء لخطط بديلة.
تقويض خطط المليشيات
وأضاف أن هذه الخطط تتضمن مشاركة فعلية بشكل أكبر ومعلن للإرهابيين والمطلوبين دولياً واستقدام المزيد من المرتزقة واستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين ومؤسسات الدولة، فيما يعرف بـ"سياسة الأرض المحروقة".
وأشار الترهوني إلى أن الجيش الليبي لم يقتحم العاصمة بشكل قوي خوفاً على المدنيين، منوها بأن الجيش الليبي لم يستخدم الأسلحة الثقيلة لمراعاته ما أسماه "أخلاق الاشتباك" رغم أن المليشيات تستهدف المدنيين لإلصاق التهمة بالجيش الليبي.
ونوه بأن المليشيات بدأت في تنفيذ هذه الخطط مثل استهداف مليشيات منطقتي أبوسليم ومشروع الموز، لاستهداف العمارات السكنية في منطقة صلاح الدين، وأنهم يستخدمون هذه العمليات الإرهابية كورقة رابحة لدغدغة مشاعر الليبيين في طرابلس، بإلصاق التهم بالجيش الليبي.
وكشف الترهوني أن الجيش الليبي رغم كل ذلك نجح في اليومين الماضيين في التقدم بمحور شارع غزة امتداد إلى شارع الخلاطات، والسيطرة التامة للقوات المسلحة والتمركز بها إلى شارع السويحلي ومفترق 24.
واختتم القول إن الجيش الليبي يؤمّن خطوطه الخلفية في العاصمة بشكل جيد وعززها بقوات دفاعية قوية مع وجود أسلحة دفاع جوي وأرضي قوية وانتشار سيارات عسكرية واحترام لقواعد العسكرية، للحفاظ على التقدم.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز