إندونيسيا في رئاسة G20.. دور "متنامٍ" لا غنى عنه للاقتصاد العالمي
يمثل صعود إندونيسيا إلى رئاسة مجموعة العشرين دليل على تحولها الملحوظ من بلد على شفا الانهيار المالي في أواخر التسعينيات إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم.
على المستوى الدبلوماسي، عززت إندونيسيا موقعها كقوة وسيطة واثقة من خلال التوسط في الصراعات الإقليمية.
بالنسبة للرئيس جوكو ويدودو، فإن رئاسة بلاده لمجموعة العشرين يوفر فرصة للاستفادة من النفوذ المتزايد لجاكرتا والسعي للحصول على دعم دولي لأجندته التنموية الطموحة التي تأثرت بسبب جائحة فيروس كورونا.
دخل ويدودو فترة ولايته الثانية في 2019، بعد انتخابه للمرة الأولى في 2014، حيث أطلق سلسلة من مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك بناء عاصمة جديدة، في محاولة لجذب الاستثمار الأجنبي لهذه المشاريع، وسنت حكومته قانونا واسع النطاق لإلغاء الضوابط الاقتصادية.
وتعرضت جهود إندونيسيا للحفاظ على الحياد في الصراع وإحجامها الأولي عن إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا لانتقادات، لكن وزيرة الخارجية ريتنو مارسودي وضعت بلادها بمهارة كصانع سلام من خلال رفض دعوات القادة الغربيين لاستبعاد روسيا من القمة ودعوة أوكرانيا لحضور الاجتماع كمراقب.
ويدودو، الذي أبدى القليل من الاهتمام بالشؤون الخارجية في الماضي، أخذ على عاتقه لعب دور الوسيط، في يونيو/حزيران 2022، زار كييف وموسكو للحث على وقف إطلاق النار وتأمين ممر الحبوب من أوكرانيا واستئناف صادرات الأسمدة من روسيا.
قبل قمة العشرين الـ17 في بالي، تم تخفيض التوقعات بشأن نجاح الاجتماعات بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة والتي تجعل من المستحيل القيام بأعمال تجارية كالمعتاد، لكن في بيان استثنائي، أعرب ويدودو عن مخاوفه بشأن التوترات المتزايدة التي تلقي بظلالها على الاجتماع وأصر على أن "مجموعة العشرين لا تهدف إلى أن تكون منتدى سياسيا.. من المفترض أن يكون حول الاقتصاد والتنمية".
لكن حقيقة أن قمة مجموعة العشرين تُعقد في موعدها المقرر ترجع إلى حد كبير إلى الجهود الدؤوبة التي يبذلها الدبلوماسيون الإندونيسيون ذوو المهارات العالية، الذين بذلوا قصارى جهدهم للمطالبة بالمكانة المستحقة لبلادهم على الساحة العالمية.
بغض النظر عن النتيجة، فإن الحدث ظهر ناجحا في يومه الأول، وهي رسالة واعتراف دولي بدور إندونيسيا الذي لا غنى عنه في الاقتصاد العالمي وإنجازاتها الديمقراطية.
بالنسبة لإندونيسيا، فإن تجربة رئاسة مجموعة العشرين ستجعلها مستعدة بشكل أفضل للتحديات التي تنتظرها.
وحتى تضمن إندونيسيا الازدهار الاقتصادي والحفاظ على الاستقلال الذاتي في عالم يزداد استقطابا سيتطلب ذلك استثمارات طويلة الأجل.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyMyA= جزيرة ام اند امز